كيف نختار شريك الحياة..؟
الإثنين يونيو 27, 2011 2:25 pm
كيف نختار شريك الحياة..؟
كيف نختار شريك الحياة..؟
الأستاذ موريس آكوب
مقدّمة
...
في
بحث أجراه أحد الباحثين على ألفيّ أسرة أمريكية ، طرح الباحثُ على الأزواج
والزوجات كل على حده السؤال التالي : لو عُدْتَ عَزَباً ، هل كنت تختار
شريك حياتك الحالي ؟
أجاب 60 % من الأزواج ، و 70 % من الزوجات بالنفي !!!
إن
هذا الجواب يعطي صورة للاختيار غير المبني على أسس سليمة . لا شك أن مثل
هذا الاختيار يؤدي غالباً ، إلى حياة زوجية تعيسة ، إن لم يؤدِّ إلى تفكك
الأسرة وانحلال الزواج .
الاختيار في حد ذاته ، فعل إنساني ليس
بالسهل . وخاصة ، إذا كان يتعلق باختيار شريك الحياة . ينطوي الاختيار على
معنى الحرية ، فالحرية بالتعريف هي القدرة على الاختيار ، ولكن ليس أي
اختيار ، إنها القدرة على اختيار الأفضل . في كل مرة نختار علينا أن نتساءل
: إلى أي مدى كان اختيارنا بإرادتنا ، إلى أي مدى كان اختيارنا حرّاً .
إلى أي مدى كان اختيارنا سليماً .
ثمة معايير لاختيار الأفضل هي : الحرية ، والعقل ، والمحبة . فبقدر ما يكون لاختياري حظ منها يكون سليماً وأكون قد اخترتُ الأفضل .
الدوافع اللاشعورية في الاختيار
ثمة
دوافع خفيّة تقريباً تلعب دوراً في اختيار شريك الحياة دون وعي منّا
تقريباً ، فنختار تحت تأثيرها ظانين أن اختيارنا هذا كان بإرادتنا تماماً ،
وأننا كنا أحراراً فيه ، في حين أن الواقع غير ذلك . من هذه الدوافع نذكر :
أولا - الاختيار بدافع الهروب :
الهروب
من عائلة تعتريها المشاكل أمثال تسلط الأب أو معاملة زوجة الأب القاسية
أو... أو بدافع الهروب من الإحساس بالوحدة والخوف من فوات الأوان ( البنت
العانس ) أو بدافع الهروب من الفقر ( تبني نظرية العروس أو العريس الجاهز )
.
ثانياً - الاختيار بدافع الصِفة أو الحاجة المُفتَقَدة في صاحب الاختيار :
كأن
يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه صفات أو إمكانات يتمنى أن تكون لديه ، فإذا
ما وجدها عند آخر اندفع نحوه مختاراً إياه تحت تأثيرها . كمن يختار شخصاً
يتصف بالجمال أو العلم أو الرزانة أو الحيوية ، أو موهبة ما . إنه اختيار
لا شعوري تقريباً يهدف إلى اكتمال صاحب الاختيار وإشباع حاجة لديه تنقصه .
ثالثاً - الاختيار بدافع الشعور بالنقص :
فَمَنْ
كان محروماً من حنان الأمومة أو عطف الأبوة والتقى مَن يسدّ لديه هذا
النقص يندفع نحوه ويختاره وغالباً يكون هذا المختار أكبر سناً من صاحب
الاختيار .
رابعاً - الاختيار بدافع " البديل " :
قد ينجذب
شخص نحو آخر ، ربما لا يعرفه ، فيختاره لأنه يحمل صفات جسمانية أو سمات
نفسانية وأخلاقية ، تذكّره بأشخاص يحبهم كانت تتوفر فيهم هذه الصفات وتلك
السمات أو بعض منها . مثال ذلك ، الرجل الذي يختار زوجة فيها الكثير من
صفات أمه التي كان يحبّها ويقدّرها . ومثال الفتاة التي تحب أباها وتعجب به
وتتخذه مثلاً أعلى لها فتختار شاباً ترى فيه بعضاً من صفات أبيها كالحكمة
أو القدرة على التدبير أو المرح...
خامساً - الاختيار بدافع الضد :
كأن
يختار الواحد شخصاً يحمل نقيض القيم التي تحملها أسرة صاحب الاختيار والتي
يرفضها أصلاً ليعبّر في اختياره عن رفضه لقيم أسرته ، ومن خلالها عن رفضه
لأسرته التي تقسره على تبنّي هذه القيم والسلوك بحسبها . مثال ذلك الفتاة
التي تنتمي إلى أسرة محافظة متعصِّبة تعاني فيها من تسلّط الأب أو الأخوة ،
تختار شاباً من أسرة متحررة تقدمية .
سادساً - الاختيار بدافع تأكيد الذات :
يعبّر
عن الحاجة إلى تقدير الذات ، فيه يستهدف صاحب الاختيار ، شخصاً له مقام
اجتماعي أو كنسي أو سياسي أو نَسَبيّ وحَسَبيّ أو غيره ، يربط شخصه به
ويؤكد ذاته عن طريق اختياره له وارتباطه به .
سابعاً - الاختيار بدافع الإنقاذ :
كأن تختار إنسانة شاباً ضائعاً بتأثير الشفقة عليه ، وهو يختارها بدوره لتخرجه وتنقذه من حالة البؤس والشقاء والفقر الذي يعيش فيه .
ثامناً - الاختيار بدافع الوسط الاجتماعي :
فيه
يختار الإنسان الآخر لا من أجل ذاته ، إنما من أجل عائلته لما تتمتع فيه
من حَسَب ونَسَب أو جاه أو ثقافة أو مال ، مما لا يتوفر عند عائلة صاحب
الاختيار .
تاسعاً - الاختيار بدافع عشق الذات :
إنه اختيار نرجسي فيه يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه الصورة التي يعشقها عن ذاته . إن هذا الاختيار عشقٌ للذات من خلال الآخر .
عاشراً - الاختيار بدافع القانون الجيني ( تطابق الأبراج ) :
حيث يختار الواحد شخصاً ينتمي إلى البرج نفسه . إنها مجرد نظرية لم تثبُت صحتها .
معايير الاختيار الجيد
ليس
المهم أن نختار فقط ، إنما أن نحسن الاختيار . أي أن يكون اختيارنا واعياً
ومدروساً ، حرّاً وعقلانياً، ومحباً. أي أن نختار ما يناسبنا حقاً ، ما هو
الأفضل حقاً بالنسبة إلينا .
فيما يلي أهم مقاييس هذا الاختيار الجيد :
أولاً - الانجذاب :
الانجذاب
الجسدي والعاطفي والروحي شرط ضروري وأساسي ، لكنه لا يكفي وحده . لهذا
الانجذاب معنيان : سلبي ويعني عدم وجود موانع في الآخر تنفّره منه .
وإيجابي ويعني أن الشخص المختار يستحق أن يكون موضع اهتمام وتفكير ودراسة
أعمق .
ثانياً - توفر عناصر ربط بين الاثنين :
عوامل مشتركة في الميول والطباع ، الطموح ، الذوق ، الاتجاهات ، الأهداف المشتركة ، الوسط الاجتماعي والمذهب الواحد 000 الخ .
إن
الحب والزواج لا يستطيعان أن يتخطيا كل أشكال التباعد والاختلافات بين
الطرفين ، إنما بإمكانهما تخطي بعضها مما ليس هو بجوهري . فالزواج ، على
سبيل المثال ، لا يتمكن من تخطي مسألة الإدمان ، أو عدم الإخلاص والوفاء أو
البخل في حين يستطيع تخطي مسألة الاختلاف في الهوايات .
إن ما
ذكرنا من عناصر الربط المشتركة يمكن اعتبارها مقاييس داخلية تتعلق بالشخصية
مباشرة . وهي مطلوبة على الأقل في حدِّها الأدنى . إن المسألة في النهاية
نسبية .
يمكن أن نحدد هذه المقاييس الداخلية كما يلي :
* حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسي والعاطفي .
* حد أدنى من التناسب في الميول والطباع .
* حد أدنى من التناسب الروحي .
* حد أدنى من الاتفاق على قيم أخلاقية أساسية .
* حد أدنى من الاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة .
كذلك يمكن أن نحدّد مقابل هذه المقاييس الداخلية ، مقاييس خارجية يُهتدى بها أيضاً كما يلي :
* التناسب في العمــر .
* التناسب في المستوى الثقافي والتعليمي .
* التناسب في المستوى الاجتماعي .
* التناسب في المستوى الاقتصادي .
ثالثاً - مراعــاة " السلّــم القيمــي " :
لكل
شخص قيم معينة يقدّرها ويعتنقها ويسعى إلى تحقيقها في حياته مثل : العلم ،
المال ، الإيمان ، الأمانة ، الصدق... الخ . كلّما اتفق الشريكان على
ترتيب الأولويات في هذه القيم ، أدّى ذلك إلى اتفاقهما وسعادتهما وشعورهما
بوحدة الهدف . فلو كانت القيمة الأولى عند الزوج الإيمان وكذلك كانت عند
الزوجة ، فلا شك أنّ هذه القيمة ستوحدهما . أما لو تصورنا أن القيمة الأولى
عند الزوج هي العلم والسعي للحصول على أعلى الشهادات ، بينما كانت عند
الزوجة الحصول على المال والتمتع بمباهج الحياة فإننا لا نتوقع لهذا
الارتباط ( لزواج ) النجـــاح.
رابعاً - الوضوح مع النفس والصراحة التامة وإتاحة الفرصة للتعارف المتبادل :
ذلك
كله لا يتم عن طريق الحوار فقط إنما أيضاً عن طريق المواقف وردود الفعل
العفوية المختلفة ، وعن طريق لحظ شكل تعامل كل طرف مع أهل بيته ( الوالد ،
الوالدة ، الأخت 000 ) وكذلك عن طريق الصحبة والرفاق .
ويستحسن هنا الاستنارة في موضوع الاختيار ، برأي شخص ثالث شرط معرفته للطرفين ، وتوفّر الموضوعية والاتزان فيه .
خامساً - نضج الشخصية :
الحب
والزواج من عمل الراشدين ، لذلك يستلزم نضج الشخصية . ومن مؤشرات هذا
النضج : الاستقلال العاطفي والمادي - الثقة بالنفس - الشعور والقدرة على
تحمل المسؤولية - القدرة على التكيف - القدرة على التحكم في الذات وضبطها -
القدرة على عطاء الذات وإسعاد الآخر - الاستعداد لقبول الآخر المختلف عنّي
والتكيف مع طباعه - تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة .
سادساً - قبـول فكـرة أنّ الاختيـار نقطـة انطـلاق :
يبدأ من بعدها المسير في رحلة بناء البيت الزوجي والحياة الزوجية . إنه البداية في مشروع الارتباط وليس النهاية كما يتخيّل البعض .
سابعاً - شجاعة الارتباط :
لا
يوجد ضمانة كاملة في الاختيار ، إن فيه شيئاً من المغامرة شأنه في ذلك شأن
الحياة كلها . لذا لا بدّ من الصلاة والإصغاء إلى الروح القدس في مسألة
الاختيار . من الضروري أن تحسّ أنّ من وقع اختيارك عليه يحقق إرادة الله في
حياتك ، ويدفعك إلى النمو روحياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً . الزواج
الناجح هو المبني على النموذج الذي رسمه الله . إن دور المسيح الذي قدّس
الزواج ورفعه إلى مرتبة السر عامل هام في التوفيق والسعادة .
" فإن لم يبنِ الربّ البيت ، فباطلاً يتعب البناؤون " ( مزمور 127 )
كيف نختار شريك الحياة..؟
الأستاذ موريس آكوب
مقدّمة
...
في
بحث أجراه أحد الباحثين على ألفيّ أسرة أمريكية ، طرح الباحثُ على الأزواج
والزوجات كل على حده السؤال التالي : لو عُدْتَ عَزَباً ، هل كنت تختار
شريك حياتك الحالي ؟
أجاب 60 % من الأزواج ، و 70 % من الزوجات بالنفي !!!
إن
هذا الجواب يعطي صورة للاختيار غير المبني على أسس سليمة . لا شك أن مثل
هذا الاختيار يؤدي غالباً ، إلى حياة زوجية تعيسة ، إن لم يؤدِّ إلى تفكك
الأسرة وانحلال الزواج .
الاختيار في حد ذاته ، فعل إنساني ليس
بالسهل . وخاصة ، إذا كان يتعلق باختيار شريك الحياة . ينطوي الاختيار على
معنى الحرية ، فالحرية بالتعريف هي القدرة على الاختيار ، ولكن ليس أي
اختيار ، إنها القدرة على اختيار الأفضل . في كل مرة نختار علينا أن نتساءل
: إلى أي مدى كان اختيارنا بإرادتنا ، إلى أي مدى كان اختيارنا حرّاً .
إلى أي مدى كان اختيارنا سليماً .
ثمة معايير لاختيار الأفضل هي : الحرية ، والعقل ، والمحبة . فبقدر ما يكون لاختياري حظ منها يكون سليماً وأكون قد اخترتُ الأفضل .
الدوافع اللاشعورية في الاختيار
ثمة
دوافع خفيّة تقريباً تلعب دوراً في اختيار شريك الحياة دون وعي منّا
تقريباً ، فنختار تحت تأثيرها ظانين أن اختيارنا هذا كان بإرادتنا تماماً ،
وأننا كنا أحراراً فيه ، في حين أن الواقع غير ذلك . من هذه الدوافع نذكر :
أولا - الاختيار بدافع الهروب :
الهروب
من عائلة تعتريها المشاكل أمثال تسلط الأب أو معاملة زوجة الأب القاسية
أو... أو بدافع الهروب من الإحساس بالوحدة والخوف من فوات الأوان ( البنت
العانس ) أو بدافع الهروب من الفقر ( تبني نظرية العروس أو العريس الجاهز )
.
ثانياً - الاختيار بدافع الصِفة أو الحاجة المُفتَقَدة في صاحب الاختيار :
كأن
يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه صفات أو إمكانات يتمنى أن تكون لديه ، فإذا
ما وجدها عند آخر اندفع نحوه مختاراً إياه تحت تأثيرها . كمن يختار شخصاً
يتصف بالجمال أو العلم أو الرزانة أو الحيوية ، أو موهبة ما . إنه اختيار
لا شعوري تقريباً يهدف إلى اكتمال صاحب الاختيار وإشباع حاجة لديه تنقصه .
ثالثاً - الاختيار بدافع الشعور بالنقص :
فَمَنْ
كان محروماً من حنان الأمومة أو عطف الأبوة والتقى مَن يسدّ لديه هذا
النقص يندفع نحوه ويختاره وغالباً يكون هذا المختار أكبر سناً من صاحب
الاختيار .
رابعاً - الاختيار بدافع " البديل " :
قد ينجذب
شخص نحو آخر ، ربما لا يعرفه ، فيختاره لأنه يحمل صفات جسمانية أو سمات
نفسانية وأخلاقية ، تذكّره بأشخاص يحبهم كانت تتوفر فيهم هذه الصفات وتلك
السمات أو بعض منها . مثال ذلك ، الرجل الذي يختار زوجة فيها الكثير من
صفات أمه التي كان يحبّها ويقدّرها . ومثال الفتاة التي تحب أباها وتعجب به
وتتخذه مثلاً أعلى لها فتختار شاباً ترى فيه بعضاً من صفات أبيها كالحكمة
أو القدرة على التدبير أو المرح...
خامساً - الاختيار بدافع الضد :
كأن
يختار الواحد شخصاً يحمل نقيض القيم التي تحملها أسرة صاحب الاختيار والتي
يرفضها أصلاً ليعبّر في اختياره عن رفضه لقيم أسرته ، ومن خلالها عن رفضه
لأسرته التي تقسره على تبنّي هذه القيم والسلوك بحسبها . مثال ذلك الفتاة
التي تنتمي إلى أسرة محافظة متعصِّبة تعاني فيها من تسلّط الأب أو الأخوة ،
تختار شاباً من أسرة متحررة تقدمية .
سادساً - الاختيار بدافع تأكيد الذات :
يعبّر
عن الحاجة إلى تقدير الذات ، فيه يستهدف صاحب الاختيار ، شخصاً له مقام
اجتماعي أو كنسي أو سياسي أو نَسَبيّ وحَسَبيّ أو غيره ، يربط شخصه به
ويؤكد ذاته عن طريق اختياره له وارتباطه به .
سابعاً - الاختيار بدافع الإنقاذ :
كأن تختار إنسانة شاباً ضائعاً بتأثير الشفقة عليه ، وهو يختارها بدوره لتخرجه وتنقذه من حالة البؤس والشقاء والفقر الذي يعيش فيه .
ثامناً - الاختيار بدافع الوسط الاجتماعي :
فيه
يختار الإنسان الآخر لا من أجل ذاته ، إنما من أجل عائلته لما تتمتع فيه
من حَسَب ونَسَب أو جاه أو ثقافة أو مال ، مما لا يتوفر عند عائلة صاحب
الاختيار .
تاسعاً - الاختيار بدافع عشق الذات :
إنه اختيار نرجسي فيه يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه الصورة التي يعشقها عن ذاته . إن هذا الاختيار عشقٌ للذات من خلال الآخر .
عاشراً - الاختيار بدافع القانون الجيني ( تطابق الأبراج ) :
حيث يختار الواحد شخصاً ينتمي إلى البرج نفسه . إنها مجرد نظرية لم تثبُت صحتها .
معايير الاختيار الجيد
ليس
المهم أن نختار فقط ، إنما أن نحسن الاختيار . أي أن يكون اختيارنا واعياً
ومدروساً ، حرّاً وعقلانياً، ومحباً. أي أن نختار ما يناسبنا حقاً ، ما هو
الأفضل حقاً بالنسبة إلينا .
فيما يلي أهم مقاييس هذا الاختيار الجيد :
أولاً - الانجذاب :
الانجذاب
الجسدي والعاطفي والروحي شرط ضروري وأساسي ، لكنه لا يكفي وحده . لهذا
الانجذاب معنيان : سلبي ويعني عدم وجود موانع في الآخر تنفّره منه .
وإيجابي ويعني أن الشخص المختار يستحق أن يكون موضع اهتمام وتفكير ودراسة
أعمق .
ثانياً - توفر عناصر ربط بين الاثنين :
عوامل مشتركة في الميول والطباع ، الطموح ، الذوق ، الاتجاهات ، الأهداف المشتركة ، الوسط الاجتماعي والمذهب الواحد 000 الخ .
إن
الحب والزواج لا يستطيعان أن يتخطيا كل أشكال التباعد والاختلافات بين
الطرفين ، إنما بإمكانهما تخطي بعضها مما ليس هو بجوهري . فالزواج ، على
سبيل المثال ، لا يتمكن من تخطي مسألة الإدمان ، أو عدم الإخلاص والوفاء أو
البخل في حين يستطيع تخطي مسألة الاختلاف في الهوايات .
إن ما
ذكرنا من عناصر الربط المشتركة يمكن اعتبارها مقاييس داخلية تتعلق بالشخصية
مباشرة . وهي مطلوبة على الأقل في حدِّها الأدنى . إن المسألة في النهاية
نسبية .
يمكن أن نحدد هذه المقاييس الداخلية كما يلي :
* حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسي والعاطفي .
* حد أدنى من التناسب في الميول والطباع .
* حد أدنى من التناسب الروحي .
* حد أدنى من الاتفاق على قيم أخلاقية أساسية .
* حد أدنى من الاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة .
كذلك يمكن أن نحدّد مقابل هذه المقاييس الداخلية ، مقاييس خارجية يُهتدى بها أيضاً كما يلي :
* التناسب في العمــر .
* التناسب في المستوى الثقافي والتعليمي .
* التناسب في المستوى الاجتماعي .
* التناسب في المستوى الاقتصادي .
ثالثاً - مراعــاة " السلّــم القيمــي " :
لكل
شخص قيم معينة يقدّرها ويعتنقها ويسعى إلى تحقيقها في حياته مثل : العلم ،
المال ، الإيمان ، الأمانة ، الصدق... الخ . كلّما اتفق الشريكان على
ترتيب الأولويات في هذه القيم ، أدّى ذلك إلى اتفاقهما وسعادتهما وشعورهما
بوحدة الهدف . فلو كانت القيمة الأولى عند الزوج الإيمان وكذلك كانت عند
الزوجة ، فلا شك أنّ هذه القيمة ستوحدهما . أما لو تصورنا أن القيمة الأولى
عند الزوج هي العلم والسعي للحصول على أعلى الشهادات ، بينما كانت عند
الزوجة الحصول على المال والتمتع بمباهج الحياة فإننا لا نتوقع لهذا
الارتباط ( لزواج ) النجـــاح.
رابعاً - الوضوح مع النفس والصراحة التامة وإتاحة الفرصة للتعارف المتبادل :
ذلك
كله لا يتم عن طريق الحوار فقط إنما أيضاً عن طريق المواقف وردود الفعل
العفوية المختلفة ، وعن طريق لحظ شكل تعامل كل طرف مع أهل بيته ( الوالد ،
الوالدة ، الأخت 000 ) وكذلك عن طريق الصحبة والرفاق .
ويستحسن هنا الاستنارة في موضوع الاختيار ، برأي شخص ثالث شرط معرفته للطرفين ، وتوفّر الموضوعية والاتزان فيه .
خامساً - نضج الشخصية :
الحب
والزواج من عمل الراشدين ، لذلك يستلزم نضج الشخصية . ومن مؤشرات هذا
النضج : الاستقلال العاطفي والمادي - الثقة بالنفس - الشعور والقدرة على
تحمل المسؤولية - القدرة على التكيف - القدرة على التحكم في الذات وضبطها -
القدرة على عطاء الذات وإسعاد الآخر - الاستعداد لقبول الآخر المختلف عنّي
والتكيف مع طباعه - تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة .
سادساً - قبـول فكـرة أنّ الاختيـار نقطـة انطـلاق :
يبدأ من بعدها المسير في رحلة بناء البيت الزوجي والحياة الزوجية . إنه البداية في مشروع الارتباط وليس النهاية كما يتخيّل البعض .
سابعاً - شجاعة الارتباط :
لا
يوجد ضمانة كاملة في الاختيار ، إن فيه شيئاً من المغامرة شأنه في ذلك شأن
الحياة كلها . لذا لا بدّ من الصلاة والإصغاء إلى الروح القدس في مسألة
الاختيار . من الضروري أن تحسّ أنّ من وقع اختيارك عليه يحقق إرادة الله في
حياتك ، ويدفعك إلى النمو روحياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً . الزواج
الناجح هو المبني على النموذج الذي رسمه الله . إن دور المسيح الذي قدّس
الزواج ورفعه إلى مرتبة السر عامل هام في التوفيق والسعادة .
" فإن لم يبنِ الربّ البيت ، فباطلاً يتعب البناؤون " ( مزمور 127 )
- ramyelbahatyمشرف الالعاب الاون لاين
عدد المساهمات : 1139
نقاط : 58984
النشاط : 3000
العمر : 33
رد: كيف نختار شريك الحياة..؟
الثلاثاء يونيو 28, 2011 11:28 pm
thxxxxxxxxxx
رد: كيف نختار شريك الحياة..؟
الثلاثاء يونيو 28, 2011 11:30 pm
شكرا لمشاركتك بالموضوع
وارجوا من الاخريين بوضع ارائهم قبل شكرهم
تحياتي للجميع
وارجوا من الاخريين بوضع ارائهم قبل شكرهم
تحياتي للجميع
رد: كيف نختار شريك الحياة..؟
الأربعاء يونيو 29, 2011 10:59 pm
اختار شريكت حياتي اكون مناسب ليها وتكون مناسبة ليا
في الحياة الاجتماعية وهكذا.
وشكرا لك
في الحياة الاجتماعية وهكذا.
وشكرا لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى