شات شباب وبنات العرب افضل شات عربي دردشة عربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Zico
Zico
•°o.O نائب مدير عام O.o°•
•°o.O نائب مدير عام O.o°•
ذكر
عدد المساهمات : 5172
نقاط : 69793
النشاط : 3012
العمر : 29
http://www.aircold4ever.net

حزقيال 22 و 23 تفسيره السفر  Empty حزقيال 22 و 23 تفسيره السفر

الثلاثاء أغسطس 17, 2010 7:11 pm
(الاصحاح

الثاني والعشرون )
(خطايا يهوذا)

بعد أن عرض أنشودة السيف المدمر قدم
ثلاث رسائل بخصوص يهوذا من جهة قائمة الخطايا التي ارتكبتها، وأثرها عليها.
وشيوعها علي كل المستويات:


1. قائمة بخطايا يهوذا [1-16].

2. إدانة يهوذا كزغل في نار [17-22].

3. شيوع الخطية في كل المستويات
[23-31].



1. قائمة بخطايا يهوذا

قدم
الرب ملخصًا لأهم الخطايا البشعة التي كانت ترتكبها مملكة يهوذا في ذلك الحين؛ وقد
ركزها في أمرين:



سفك
الدم والتنجس بالأصنام، حتي لقب أورشليم بسفاكة الدم [3]، ونجسة الاسم [5]، بدلاً
من أن تكون المدينة العادلة، المقدسة.



( أ
) دُعيت بسفاكة الدم، لأنها ارتكبت جرائم بشعة ذهبت ضحيتها دماء بريئة، لا بالمعنى
الحرفي الضيق بل بالمعنى المتسع. لهذا اعتبر الرب إهانة الوالدين وظلم الغريب
واضطهاد اليتم والأرملة وأخذ الرشوة والربا من المحتاجين هي جرائم سفك دم، لأن
فيها اغتصاب لحقوق الآخرين وظلمهم.




والمسيحي،
إذ يرى السيد المسيح متجليًا في كل إنسان، فإن كل اغتصاب لحق من حقوق الآخرين
يُحسب إهانة موجهة للسيد المسيح نفسه.



هذا
ما أكده السيد نفسه في موقفه يوم الدينونة العظيم، حيث يتطلع إلي الذين عن يمينه
قائلاً: "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي
فعلتم" (مت 25: 40) وللذين عن يساره: "الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه
بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا" (مت 25: 45).






( ب
) دعيت "النجسة الاسم"، لأنها
صنعت نجاسات أساءت إلي الله نفسه الذي هو صاحب المدينة، لأنها "مدينة الملك
العظيم". أهم هذه النجاسات هي الاستهانة بمقدسات الله وتنجيس سبوته، ارتكاب
الزنا في أبشع صوره كالزنا مع القريبات المحرمات (مثل الكنة أو الأخت) أو امرأة
القريب أو الزوجة الطامث...



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


2.
إدانة يهوذا كزغل في نارٍ :






كانت
إسرائيل قبل انقسامها إلي مملكتين (إسرائيل ويهوذا) في عصر الملك داود وابنه
سليمان كرأس ذهبية متلألئة، وبعد الانقسام صارت كقضيبين من فضة، أما وقد انحرفت
المملكتان إلي عبادات متنوعة وثنية وانجرفت إلي سفك الدم والرجاسات فقد تحولتا إلي
نحاس وقصدير وحديد ورصاص... أنواع معادن رخيصة ورديئة، بل صارت زغلاً، إذا وضعت في
النار احترقت. فالعيب ليس في النار بل في المادة التي تتعرض للنار، إذا كانت ذهبًا
أو فضة ازدادت نقاوة وبريقًا، أما إن كانت زغلاً فتستهلك وتلقي خارجًا.



في
عتاب مُرّ يقول: "صار لي إسرائيل زغلاً" [18]، وكأنه يعلن أن ما صاروا
إليه بسبب شرهم لا يتحملون آثاره وحدهم بل يسيئ لله نفسه الذي اقتناهم ودعا اسمه
عليهم. إن كل خطيئة نرتكبها إنما تجرح مشاعر الله نفسه، لأننا أولاده، وبسببنا
يُجدف على اسمه من الأمم.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


3.
شيوع الخطيئة في كل المستويات :






بعد
أن قدم قائمة بأهم الخطايا البشعة التي ارتكبتها يهوذا فصارت زغلاً للرب، عاد
ليؤكد أن هذا الوباء حل بالجميع: الأنبياء والكهنة والرؤساء، والشعب. صار الأنبياء
كأسود لا لتحمي الشعب بل لتفترسه وترمل نساءه. والكهنة عوض تقديم الوصية الإلهية
وتقديس الشعب بالعبادة النقية الخالصة خالفوا أحكام الله وفرائضه ونجسوا مقدساته
خاصة سبوته. والرؤساء عوض بذلهم عن الشعب اهتموا بمكسبهم المادي وصاروا كذئاب
خاطفة سافكة للدماء. أما الشعب فصارت طبيعته الظلم والاغتصاب.



ويلاحظ
أنه لا يقول: "أنبيائي، كهنتي، رؤساء شعبي، شعبي "وإنما يقول"
أنبياؤها، كهنتها، رؤساؤها، شعب الأرض" [25-28]، لا يُريد أن ينسبهم إليه في
شرهم، لأنهم رفضوه واعتزلوه، فرفضهم حتي يؤدبهم ويردهم إليه.



ويصف
أورشليم بكل هذه المستويات هكذا: "أنت الأرض التي لم تطهر، لم يمطر عليها في
يوم الغضب" [24]. فقد رفض اليهود بكل طبقاتهم الإيمان بالمسيح يسوع، المطر
النازل من السماء ليطهر العالم كله، ويجعل من القلوب فردوسًا خصبًا... لقد صاروا
أرضًا بلا تطهير، بلا مطر أي بلا مسيح، ليس من يشفع فيهم في يوم الغضب!



هذا
يُذكرنا بالعلامة التي طلبها جدعون من الله في الليلة الأولى: "ها إني واضع
جزة الصوف في البيدر فإن كان طل علي الجزة وحدها وجفاف علي الأرض كلها علمت أنك
تخلص بيدي إسرائيل كما تكلمت" (قض 6: 37) فكانت الجزة تُشير إلي الشعب
اليهودي الذي قبل كلمة الله وحده دون سائر الأمم في العهد القديم، فكانت الجزة بها
طل ماء وحدها وجفاف علي الأرض كلها. أما الليلة التالية حيث تُشير إلي العهد
الجديد فطلب العكس إذ صار طل علي الأرض كلها وجفاف علي جزة الصوف، فكان إشارة إلي
رفض الأمة اليهودية السيد المسيح، كلمة الله، أو الطل السماوي، بينما قبل العالم
الأممي الإيمان به. لقد صارت الأمة اليهودية الأرض التي بلا مطر!



أخيرًا
إذ عرض لشمول الخطيئة في كل المستويات عاتبهم الله قائلاً: "وطلبت من بينهم
رجلاً يبني جدارًا ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكيلا أخربها فلم أجده"
[30]. من هو هذا الرجل الذي يمكنه أن يبني سورًا أو جدارًا أمام غضب الله ويقف
متشفعًا عن البشرية كلها لكيلا يخربها؟!



إنه
ليس من كائن ما يقدر أن يحتمل غضب الله عن الأرض ويشفع فيها، لهذا أرسل ابنه
الوحيد ابنًا للإنسان، هذا وحده يستطيع أن يسد هذه الثغرة ويقف حاملاً الغضب
الإلهي في جسده عنا، يشفع فينا بدمه الطاهر ويردنا إلي حضن الآب.






في
هذا يقول القديس أثناسيوس الرسولي:



[حيث
أنه كلمة الآب وفوق الكل، كانت له وحده لياقة طبيعية أن يجدد خلق كل شيء، وأن
يحتمل بالنيابة عن الكل، وأن يكون شفيعًا عن الكل لدي الآب".



"كان
ضروريًا ألا يتجسد أحد سوي الله الكلمة نفسه،" لأنه لاق بذاك الذي من أجله
الكل، وبه الكل، وهو آت بأبناء كثيرين إلي المجد أن يجعل رئيس خلاصهم كاملاً
بالآلام" (عب 2: 10) ويقصد بهذه الكلمات أنه لم يكن اختصاص أحد آخر أن يرد
البشر عن الذي قد بدأ سوي كلمة الله الذي هو أيضًا صنعهم من البدء... لأنه بذبيحة
جسده وضع نهاية للحكم الذي كان ضدنا.






ماذا
يعني: "يقف في الثغر أمامي على الأرض" [30]؟






لقد
وقف ابن الإنسان، كلمة الله المتجسد في الثغر، أي في الهوة التي بين الآب والبشر
لكي يتمم المصالحة بينهم (1 تي 2: 5) ونحن أيضًا إذ ننعم بالمصالحة مع الله نشتهي
أن نقف في الثغر لنعمل ونصلي من أجل كل خاطئ، كي يلتقي بمخلصه، ويختبر ذات
المصالحة التي صارت لنا. ليكن كل واحد منا هو الرجل الذي يقف في الثغر أمام الله
يشفع ويبذل كل الجهد مشتهيًا خلاص كل إنسان. وكما يقول الرسول بولس: "إذًا
نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله (2 كو
5: 20).






يؤكد
هنا أيضًا أهمية الصلاة والشفاعة في الآخرين، فإنه إذ لم يجد الله من يشفع عن شعبه
حلّ الخراب بالشعب. لقد خلص لوطًا من النار المهلكة بسبب صلاة إبراهيم (تك 19)،
وخلص إسرائيل من الدمار بصلاة موسي النبي (عد 14: 11-21)، وأُنقذت أورشليم من يد
سنحاريب بصلاة حزقيا الملك (إش 37: 1-7، 34-36).




عدل سابقا من قبل Zico في الأحد سبتمبر 05, 2010 12:42 am عدل 1 مرات
Zico
Zico
•°o.O نائب مدير عام O.o°•
•°o.O نائب مدير عام O.o°•
ذكر
عدد المساهمات : 5172
نقاط : 69793
النشاط : 3012
العمر : 29
http://www.aircold4ever.net

حزقيال 22 و 23 تفسيره السفر  Empty رد: حزقيال 22 و 23 تفسيره السفر

الثلاثاء أغسطس 17, 2010 7:22 pm

أهولة وأهوليبة


في هذا الأصحاح يقدم لنا تاريخ شعب
الله قديمًا من خلال أختين دعاهما "أهولة وأهوليبة"، اللتين عشقتا
الغرباء، وخانتا الله.



. خيانة أهولة (السامرة)
[1-10].


2. خيانة أهوليبة (أورشليم)
[11-21].


3. عقاب أهوليبة
[22-35].


4. خطاب ختامي للأختين
[36-49].

خيانة أهولة :
هذه هي المرة الثالثة والأخيرة في سفر حزقيال التي فيها يتهم الله شعبه
بالخيانة العظمى (ص 16، 20، 23)، غير أن هناك فارقًا بين اتهامه لشعبه في الأصحاح
السادس عشر وهنا. هناك تحدث عن الخيانة لعريسها السماوي من جهة انحرافاتها
الروحية، أما هنا فقد ركز على انحراف شعبه بشقّيه (إسرائيل ويهوذا) في الزنا
بالفكر السياسي الخاطئ، أي اتكال شعبه تارة على أشور وأخرى على فرعون مصر، وإن كان
هذا الاتكال قد حمل في عيني الله إهانة له وعدم إيمان بقدرته على خلاصهم من جهة،
كما فتح أبواب الأرض المقدسة لاستقبال المعبودات الوثنية ورجاساتها من بابل ومن
مصر في ذلك الحين.


لقد شبه الله إسرائيل ويهوذا بأختين لأم واحدة، عاشتا في حياة الزنا
منذ صباهما، الكبرى تسمى أهولة والصغرى تسمى أهوليبة، الأولى تشير إلى السامرة
(عاصمة إسرائيل) والثانية إلى أورشليم (عاصمة يهوذا). الأولى هي الكبرى لأنها تضم
عشرة أسباط، والأخرى هي الصغرى لأنها تضم سبطين.


وربما أراد بدعوتهما هكذا أن يذكرهما بتغربهما على الأرض، فلا يستقران
في بيوت أو مساكن ثابتة بل في خيام متنقلة ليعبروا من حال إلى حالٍ أفضل، ومن مجد
إلى مجد. وكما يقول العلامة أوريجانوس: [يسكن في الخيام من يركض نحو الله حرًا بلا
قيود ولا أحمال.




[إذا تساءلنا: ما هو الفارق بين المسكن والخيمة؟... المسكن شيء ثابت
قائم، له حدوده الثابتة، أما الخيمة فهي مسكن الرُحَّل المتنقلين على الدوام،
هؤلاء يجدون لرحلاتهم نهاية


ولهذا أقام العبرانيون عيد
المظال (لا 23: 43) تذكارًا لإقامتهم في خيام في البرية، وكما يقول العلامة
أوريجانوس: [يليق بكل واحد منا متى خرج من مصر (محبة العالم) ودخل البرية أن يقطن
في خيمة ويقيم عيدًا في الخيام، من أي مادة يجب أن تصنع هذه الخيام إلا من كلمات
الناموس والأنبياء، والمزامير وكل ما تحويه الشريعة؟! عندما تنمو النفس بواسطة
الكتب المقدسة تنسى ما وراء وتمتد إلى ما هو قدام (في 3: 13)، تترك البقاع السفلي
وتنمو وتتقدم إلى ما هو أعظم. تنمو في الفضائل، فتغير موضع الإقامة خلال تقدمها المستمر،
بهذا يمكننا القول إننا نسكن في الخيمة.


إذ نعود إلى الأختين نجدهما
من أم واحدة، إذ كانا شعبًا واحدًا، وقد سقطت الأختان معًا في الزنا منذ صباهما في
مصر. لقد سلما جسديهما بلا خجل للشر ففقدتا عذراويتهما الروحية، وفتحتا قلبيهما
لأصنام مصر منذ نشأتهما (خر 20: 7)، الأمر الذي انكشف في البرية بإقامتهما عجل
أبيس يتعبدون له في غياب موسى على الجبل. وكما سبق أن قلنا في تفسيرنا لسفر الخروج
إن غياب موسى لم يكن إلا المحك الذي كشف الآلهة التي حملها الشعب في قلوبهم سرًا.


لقد كبرت أهولة (إسرائيل)،
لكنها لم تنضج روحيًا ولا اتعظت بسقوطها في مصر، إنما مالت إلى شباب آشور اللابسين
ملابس أسمانجونية، كلهم شهوة، رجال حرب، فرسان راكبون خيلاً [5]. يقول الرب
"زنت تحتي" أي رفضتني كعريس لها وطلبت لها رجالاً غرباء، رفضت الرب
السماوي الحق واشتهت الذين لبسوا الإسمانجوني (رمز السماء)، الذين تظاهروا بالتدين
وهم أرضيون شهوانيون مملؤون شراسة. رفضت عريسها الذي حارب عنها في أرض عبوديتها
وفي البرية وفي دخولها أرض الموعد، وظنت في الغرباء كفرسان أنهم قادرون على
حمايتها تحت رعاية ملك آشور "لتكون يداه معه ليثبت المملكة في يده" (1
مل 15: 19)، وكان ذلك حوالي عام 738 ق.م. هذا الاتكال على آشور دفع الأخير إلى
التفكير في تخريب إسرائيل عام 721 ق.م.


لم يتكل بنو إسرائيل على آشور
سياسيًا فحسب، إنما اشتهوا آلهته وجروا وراء أصنامه ورجاساته، إذ قيل: "عمل
بنو إسرائيل سرًا ضد الرب إلههم أمورًا ليست بمستقيمة، وبنوا لأنفسهم مرتفعات في
جميع مدنهم... وأقاموا لأنفسهم أنصابًا وسواري على كل تل عال وتحت كل شجرة
خضراء... وسجدوا لجميع جند السماء وعبدوا البعل، وعبَّروا بنيهم وبناتهم في النار،
وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا أنفسهم لعمل الشر في عيني الرب لإغاظته.." (2
مل 17). لهذا أسلمهم الرب للذين اشتهوهم حسب سؤل قلبهم، فصاروا تحت السبي، وكشفوا
عورتهم، أي صاروا في عار وخزى، وقتلوا أولادهم وبناتهم، وصار بنو إسرائيل كامرأة
خائنة ذاقت مرارة خيانتها أمام كل النساء، عبرة ومثلاً لهن!


هذه صورة حية لطبيعة الخطيئة
وفاعليتها، إنها مخادعة وجذابة، يجرى وراءها الإنسان ظنًا منه أنه يجد فيها الشبع
الجسدي والنفسي، لكنها سرعان ما تحدره تحت قدميها وتفقده كرامته وتحرمه سلامه، كما
تضره جسديًا، وروحيًا ونفسانيًا. لقد وصف سليمان الحكيم عمل المرأة الزانية في
حياة الساقطين في حبائلها هكذا: "عند كل زاوية تكمن، فأمسكته وقبلته. أوقحت
وجهها وقالت له: عليَّ ذبائح السلامة، اليوم أوفيت نذوري، فلذلك خرجت للقائك لأطلب
وجهك حتى أجدك. بالديباج فرشت سريري، بمُوشَّي كتان من مصر. عطرت فرشي بمُرّ وعود
وقرفة، هلم نرتو ودًا إلى الصباح، نتلذذ بالحب... أغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها
طوحته. ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذبح، أو كالغبي إلى قيد القصاص. حتى يشق
سهم كبده كطير يسرع إلى الفخ ولا يدرى أنه لنفسه" (أم 7: 12-23).


خيانة أهوليبة :



لم تنتفع الأخت الصغرى
"أورشليم" لا من سقطة صباها في مصر بالاشتراك مع أختها الكبرى (قبل
الانقسام)، ولا من تجربة أختها الكبرى أهولة التي جرت وراء آشور وعبدت آلهتهم
فسقطت في السبي، بل بالعكس في الفترة الأخيرة ملأت كأس شرها أكثر مما فعلته
السامرة قبلها، إذ يقول الرب: "فلما رأت أختها أهوليبة ذلك أفسدت في عشقها
أكثر، منها وفي زناها أكثر من زنا أختها" [11]. حقًا بعد الانقسام ظهر ملوك
يهوذا أكثر قداسة من ملوك إسرائيل وحينما انحرفت حاول بعض المصلحين نزع الرجاسات،
لكنها سرعان ما عادت مرة أخرى في أيام منسي إلى الفساد بطريقة بشعة أكثر مما كان
لإسرائيل في أيام شره، ثم امتد هذا الفساد زمانًا. وقد أوضح هذا الأصحاح ملامح هذا
الفساد:



أ‌.
عشقت أورشليم بني آشور الولاة من أجل فخامة ملابسهم التي
ترمز إلى فخامة أجسادهم وعظمة مظهرهم، مع قوتهم وشهواتهم كشبان، فانخدعت بهذه
الأمور كأختها. لم تتعلم أورشليم من السامرة الدرس، بل صنعت ما هو أشر، إذ أرسل
آحاز ملك أورشليم إلى فلاسر ملك آشور يقول له: "أنا عبدك وابنك اصعد وخلصني
من يد ملك آرام ومن يد ملك إسرائيل القائمين عليَّ، فأخذ آحاز الفضة والذهب
الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك آشور هدية" (2 مل
16: 7-8).



ب‌.
لم تكن هناك فرصة لرجال آشور لإغراء أورشليم، إنما أرسلت
أورشليم إليهم تطلبهم ليصنعوا الشر معها، قبل أن تراهم أو تلتقي معهم، إنها مجرد
رأت صورهم على الحائط، فبُهرت بهم عند لمح البصر. كان الشر قد صار كامنًا في
قلبها. تجري إليه وتسعى وراءه، لا الشر هو الذي يبحث عنها ويحاول إغراءها. يسقط
الشباب أحيانًا فيما يسمونه بالحب لأول نظرة أو من أول لقاء مع شخص من الجنس
الآخر، ويرى علماء النفس في هذا الحب نوعًا من عدم النضوج، لأنه لا يقوم على دراسة
فكرية مرتبطة بالجانب العاطفي... إنما هو قرار يأخذه غير المختبرين. أما يهوذا فلم
يسقط في الشهوة عند أول نظرة، وإنما من خلال صورٍ على الحائط!! إنها لا تعرف
النضوج!!






ج. لم يقف الأمر عند سقوطها
مع آشور، لمجرد رؤية صور رجاله في لمح البصر، لكنها أيضًا عادت إلى فرعون مصر تطلب
الشر كما فعلت قبلاً في صباها [19]. وكأنها إنسانة بشعة تطلب هذا وتجري وراء ذاك
بتهور وبلا شبع. هنا أيضًا إشارة إلى الاتكال على فرعون مصر لينقذ أورشليم ضد آشور
كما فعل صدقيا الملك.



الفتاة التي تعشق شابًا وتعلن
له أنها قد كرست كل قلبها له وحده، ثم تعود لتمارس نفس الأمر مع آخر من وراء الأول
تُحسب إنسانة "لعوب"، تخدع هذا وذاك... فماذا لو كانت تفعل هذا مع شاب
ومع عدوه في نفس الوقت. هذا ما فعلته مملكة يهوذا، في علاقتها مع آشور وفرعون مصر!






كانت أهولة تمثل صورة رمزية
للنفس التي جذبتها وخدعتها فكانت براقة وجميلة جذابة، لكنها قاتلة ومميتة، أما
أهوليبة فتمثل النفس التي تجرى وراء الخطيئة، تسعى إليها بلا تفكير، في تسرّع،
وبلا شبع، تتخبط يمينًا ويسارًا.




mena
mena
^~*¤©[£] المراقب العام [£]©¤*~^
^~*¤©[£] المراقب العام [£]©¤*~^
ذكر
عدد المساهمات : 3395
نقاط : 65765
النشاط : 2005
العمر : 33
http://www.aircold4ever.net

حزقيال 22 و 23 تفسيره السفر  Empty رد: حزقيال 22 و 23 تفسيره السفر

الإثنين أغسطس 23, 2010 12:12 am
شكراا على تعبك فى تجميع الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى