- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:18 pm
سلام ونعمة كل أخواتى
دى مجموعة عظات هامة جدا للشباب والشابات وكل اخواتنا فى المنتدى
وهتفيدكوا فى حياتكم كتير لحبيبنا الانبا موسي أسقف الشباب والانبا دمتريوس وأخرين يارب تعجبكم
الشباب والجسد
نيافة الأنبا موسى
يئن الشباب كثيراً من سطوة الجسد!!
لماذا سمح الله بهذه الحرب المستعرة بالداخل؟! ولماذا هذه الغريزة المتعبة؟
ألم يكن فى استطاعة الرب أن يخلقنا بدونها؟ أو على الأقل لا تتحرك فينا إلا فى إطار معين إرادى؟
ألم يقل الكتاب: "إن الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل 17:5).
لكن القيامة حلت لنا المشكلة، فالرب يسوع نفسه، أخذ جسداً، وحل بيننا!!،
ولما فدانا على الصليب، ومات عوضاً عنا، قام بنفس الجسد، ولكن بشكل
نورانى!!، دخل إلى العلية، والأبواب مغلقة!!، كان جسده منيراً وروحانياً!!،
لم يتعرف عليه تلميذا عمواس، إلا بعد أن انفتحت أعينهما!!، ولم يتعرف عليه
التلاميذ على بحيرة طبرية، إلا بعد أن اصطادوا - بإرشاده - السمك
الكثير!!، وحينما صعد الرب إلى السماء، كان من الممكن أن ينفض عنه الجسد،
ويصعد إلى السماء بلاهوته فقط، لكنه صعد إلى السماء "جسدياً"، لأن لاهوته
لم ينفصل قط عن ناسوته، لا على الصليب، ولا فى القبر، ولا بعد القيامة، ولا
فى أورشليم السمائية!!
أتحد اللاهوت بالناسوت، بطريقة نهائية وابدية!! وصار لطبيعتنا الإنسانية
سفير فى مقادس السماء!! ووقف الرب، وما يزال، شفيعاً كفارياً عن جنسنا أمام
العدالة الإلهية..
"أكتب إليكم - يا أولادى - هذا لكى لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند
الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا
كل العالم أيضاً" (1يو 1:2،2).
ما هو الجسد؟
يرى البعض فى الجسم الإنسانى عدواً لدوداً للروح، وسجناً خطيراً لها!!
هذا الفكر ليس مسيحياً.. فالرب هو الذى خلق لنا هذا الجسد، وكل خليقة الرب
مقدسة وحسنة جداً، كل الأعضاء مقدسة، وكل خلاياها مقدسة، وكل وظائفها
مقدسة، بل الأعضاء التى نتصورها قبيحة، لها جمال أفضل، ففيها يكمن سر
الحياة، وسر استمرار النوع البشرى، وسر الاتحاد بالله، وشركة الخلق مع
الله!!
نظرتنا إذن هى المحتاجة إلى تعديل!! فلقد تدنت وتدنست، فلم تعد ترى فيما
خلقه الله من أعضاء وغرائز إلا السلبية والانحراف، وتنسى ما فى ذلك كله من
إيجابية وحب وقداسة!!
"ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد، والمضجع غير نجس" (عب 4:13).
"لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه" (أف 29:5).
"الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد" (اف 23:5).
"هذا السر عظيم (أن يكون الاثنان جسداً واحداً)، ولكنى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 32:5).
"الجسد ليس للزنا بل للرب، والرب للجسد" (1كو 13:6).
"الجسد للمسيح" (كو 17:2).
المشكلة إذن ليس فى "الجسم"، بل فى "تيار الإثم" العامل فى الجسم، ومن خلال
أعضائه، فالعين ترى الجيد والردىء، وكذلك الأذن وبقية الأعضاء، المشكلة
إذن هى إرادة الخطيئة، وتيار الإثم والفساد، الذى تسلل إلينا منذ سقوط آدم
أبينا.
أما حينما يدخل الرب إلى دائرة حياتنا، ويصير محور حبنا وانشغالنا، فحينئذ
يتقدس الجسد بروح الله العامل فينا، من خلال ركائز محددة وهى:
1- المعمودية :
وفيها لا نزيل "وسخ الجسد" بل يتطهر ضميرنا "من الأعمال الميتة" (1بط
21:4)، إذ فيها يتم تحديد الطبيعة الإنسانية بالروح القدس، ونولد ثانية من
الماء والروح، وكما كان روح الله يرف على وجه المياه فى الخليقة الأولى
العتيقة، كذلك يولد الإنسان من الماء والروح، ميلاداً جديداً، فيصير ابناً
لله، بعد أن كان ابناً لآدم.
2- الميرون :
وفيه يتم تثبيت الإنسان فى روح الله، ويتدشن هيكلاً مقدساً للرب، من خلاص
36 رشم صليب، تحمل معان روحية هامة، حيث تتم الرشومات هكذا:
الرشم الأول على الرأس، لتقديس الفكر.
7 رشومات على الحواس، لتقديسها أيضاً.
رشمان على القلب والبطن، لتقديس المشاعر والأحشاء.
رشمان على الظهر والصلب، لتقديس الإرادة.
12 رشماً على الذراعين، لتقديس الأعمال.
12 رشماً على الرجلين، لتقديس الخطوات.
وهكذا يتدشن الجسد بالروح القدس، كما ندشن الأوانى المقدسة، والكنائس،
والمذابح، وتتم فينا الكلمة: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن
فيكم؟" (1كو 16:3).
3- التناول :
وفيه نثبت فى المسيح، ويثبت المسيح فينا، وذلك حينما يسرى دمه فى دمائنا،
ويتحد جسده الطاهر بأجسادنا، فنأخذ من الرب قوة قيامته، وحياة أبدية: "من
يأكل جسدى ويشرب دمى، يثبت فىّ وأنا فيه" (يو 56:6)، "من يأكلنى، يحيا بى"
(يو 57:6)، "من يأكل جسدى ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه فى اليوم
الأخير" (يو 54:6).
4- الجهاد الروحى :
وما يشمله من جهاد ضد الخطية، وأمانة فى حفظ الوصية، وصلاة متواترة
ومستمرة، ودراسة لكلمة الله الحية، وقراءات واجتماعات وخلوات روحية.. فهذه
كلها تنير الذهن وتشبع الروح، وتضبط الجسد، وتقدس الكيان الإنسانى.
إن الصوم ورفع الذراعين فى الصلاة، وقرع الصدر، والمطانيات، وسائل ناجحة فى
ضبط الجسد واشعال نار الروح، وتطهير الكيان الإنسانى من أوجاع الخطية، مع
التعبير المستمر عن الحب لله والأمانة فى الجهاد الروحى.
وكما اشترك الجسد مع الروح فى صنع الخطية، هكذا يشتركان معاً فى الجهاد
الروحى، ليشتركا معاً فى النهاية فى المجد الأبدى، فالإنسان كل متكامل، ليس
فيه تجزئة أو تفتيت!!
الجسم ليس نجساً :
مما يؤكد أن "الجسم" ليس نجساً، أن خطايا كثيرة نسبها الرسول بولس للجسد،
ولكنها خطايا نفسية، ليس للأعضاء دخل فيها، إذ يقول: "... وأعمال الجسد
ظاهرة التى هى: زنا، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة،
خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر..." (غل 19:5-21).
وهكذا أوضح لنا لخطايا جسدية عضوية: كالزنا والنجاسة والقتل والسكر، وأخرى
نفسية: كالعداوة والخصام والغيرة والسخط والتحزب والحسد... ونسب الكل
للجسد، أى "لتيار الإثم العامل فى الجسم" وليس للجسم التشريحى نفسه!!
القيامة والجسد :
شكراً للرب إذن، لأنه قدس أجسدانا حينما أتحد بطبيعتنا، وحينما رضى ان يتحد
بنا ويسكن فينا، فالعذراء ندعوها "معمل اتحاد الطبائع"، وفى تجسد الرب من
أحشائها قبول ضمنى أن يسكن فى كل منا "هأنذا واقف على الباب وأقرع، عن سمع
أحد صوتى، وفتح الباب، أدخل إليه، وأتعشى معه، وهو معى" (رؤ 20:3)، "ليحل
المسيح بالإيمان فى قلوبكم" (أف 17:3)، "أنا فيهم وأنت فىّ" (يو 23:17).
فلنتعامل مع أجسادنا من هذا المنطلق المقدس!!
ولنجاهد فى طريق الطهارة، معتبرين أننا نتعامل مع "هيكل الله" وأن "من يفسد
هيكل الله، سيفسده الله، لن هيكل الله مقدس الذى أنتم هو" (1كو 17:3).
دى مجموعة عظات هامة جدا للشباب والشابات وكل اخواتنا فى المنتدى
وهتفيدكوا فى حياتكم كتير لحبيبنا الانبا موسي أسقف الشباب والانبا دمتريوس وأخرين يارب تعجبكم
الشباب والجسد
نيافة الأنبا موسى
يئن الشباب كثيراً من سطوة الجسد!!
لماذا سمح الله بهذه الحرب المستعرة بالداخل؟! ولماذا هذه الغريزة المتعبة؟
ألم يكن فى استطاعة الرب أن يخلقنا بدونها؟ أو على الأقل لا تتحرك فينا إلا فى إطار معين إرادى؟
ألم يقل الكتاب: "إن الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل 17:5).
لكن القيامة حلت لنا المشكلة، فالرب يسوع نفسه، أخذ جسداً، وحل بيننا!!،
ولما فدانا على الصليب، ومات عوضاً عنا، قام بنفس الجسد، ولكن بشكل
نورانى!!، دخل إلى العلية، والأبواب مغلقة!!، كان جسده منيراً وروحانياً!!،
لم يتعرف عليه تلميذا عمواس، إلا بعد أن انفتحت أعينهما!!، ولم يتعرف عليه
التلاميذ على بحيرة طبرية، إلا بعد أن اصطادوا - بإرشاده - السمك
الكثير!!، وحينما صعد الرب إلى السماء، كان من الممكن أن ينفض عنه الجسد،
ويصعد إلى السماء بلاهوته فقط، لكنه صعد إلى السماء "جسدياً"، لأن لاهوته
لم ينفصل قط عن ناسوته، لا على الصليب، ولا فى القبر، ولا بعد القيامة، ولا
فى أورشليم السمائية!!
أتحد اللاهوت بالناسوت، بطريقة نهائية وابدية!! وصار لطبيعتنا الإنسانية
سفير فى مقادس السماء!! ووقف الرب، وما يزال، شفيعاً كفارياً عن جنسنا أمام
العدالة الإلهية..
"أكتب إليكم - يا أولادى - هذا لكى لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند
الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا
كل العالم أيضاً" (1يو 1:2،2).
ما هو الجسد؟
يرى البعض فى الجسم الإنسانى عدواً لدوداً للروح، وسجناً خطيراً لها!!
هذا الفكر ليس مسيحياً.. فالرب هو الذى خلق لنا هذا الجسد، وكل خليقة الرب
مقدسة وحسنة جداً، كل الأعضاء مقدسة، وكل خلاياها مقدسة، وكل وظائفها
مقدسة، بل الأعضاء التى نتصورها قبيحة، لها جمال أفضل، ففيها يكمن سر
الحياة، وسر استمرار النوع البشرى، وسر الاتحاد بالله، وشركة الخلق مع
الله!!
نظرتنا إذن هى المحتاجة إلى تعديل!! فلقد تدنت وتدنست، فلم تعد ترى فيما
خلقه الله من أعضاء وغرائز إلا السلبية والانحراف، وتنسى ما فى ذلك كله من
إيجابية وحب وقداسة!!
"ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد، والمضجع غير نجس" (عب 4:13).
"لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه" (أف 29:5).
"الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد" (اف 23:5).
"هذا السر عظيم (أن يكون الاثنان جسداً واحداً)، ولكنى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 32:5).
"الجسد ليس للزنا بل للرب، والرب للجسد" (1كو 13:6).
"الجسد للمسيح" (كو 17:2).
المشكلة إذن ليس فى "الجسم"، بل فى "تيار الإثم" العامل فى الجسم، ومن خلال
أعضائه، فالعين ترى الجيد والردىء، وكذلك الأذن وبقية الأعضاء، المشكلة
إذن هى إرادة الخطيئة، وتيار الإثم والفساد، الذى تسلل إلينا منذ سقوط آدم
أبينا.
أما حينما يدخل الرب إلى دائرة حياتنا، ويصير محور حبنا وانشغالنا، فحينئذ
يتقدس الجسد بروح الله العامل فينا، من خلال ركائز محددة وهى:
1- المعمودية :
وفيها لا نزيل "وسخ الجسد" بل يتطهر ضميرنا "من الأعمال الميتة" (1بط
21:4)، إذ فيها يتم تحديد الطبيعة الإنسانية بالروح القدس، ونولد ثانية من
الماء والروح، وكما كان روح الله يرف على وجه المياه فى الخليقة الأولى
العتيقة، كذلك يولد الإنسان من الماء والروح، ميلاداً جديداً، فيصير ابناً
لله، بعد أن كان ابناً لآدم.
2- الميرون :
وفيه يتم تثبيت الإنسان فى روح الله، ويتدشن هيكلاً مقدساً للرب، من خلاص
36 رشم صليب، تحمل معان روحية هامة، حيث تتم الرشومات هكذا:
الرشم الأول على الرأس، لتقديس الفكر.
7 رشومات على الحواس، لتقديسها أيضاً.
رشمان على القلب والبطن، لتقديس المشاعر والأحشاء.
رشمان على الظهر والصلب، لتقديس الإرادة.
12 رشماً على الذراعين، لتقديس الأعمال.
12 رشماً على الرجلين، لتقديس الخطوات.
وهكذا يتدشن الجسد بالروح القدس، كما ندشن الأوانى المقدسة، والكنائس،
والمذابح، وتتم فينا الكلمة: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن
فيكم؟" (1كو 16:3).
3- التناول :
وفيه نثبت فى المسيح، ويثبت المسيح فينا، وذلك حينما يسرى دمه فى دمائنا،
ويتحد جسده الطاهر بأجسادنا، فنأخذ من الرب قوة قيامته، وحياة أبدية: "من
يأكل جسدى ويشرب دمى، يثبت فىّ وأنا فيه" (يو 56:6)، "من يأكلنى، يحيا بى"
(يو 57:6)، "من يأكل جسدى ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه فى اليوم
الأخير" (يو 54:6).
4- الجهاد الروحى :
وما يشمله من جهاد ضد الخطية، وأمانة فى حفظ الوصية، وصلاة متواترة
ومستمرة، ودراسة لكلمة الله الحية، وقراءات واجتماعات وخلوات روحية.. فهذه
كلها تنير الذهن وتشبع الروح، وتضبط الجسد، وتقدس الكيان الإنسانى.
إن الصوم ورفع الذراعين فى الصلاة، وقرع الصدر، والمطانيات، وسائل ناجحة فى
ضبط الجسد واشعال نار الروح، وتطهير الكيان الإنسانى من أوجاع الخطية، مع
التعبير المستمر عن الحب لله والأمانة فى الجهاد الروحى.
وكما اشترك الجسد مع الروح فى صنع الخطية، هكذا يشتركان معاً فى الجهاد
الروحى، ليشتركا معاً فى النهاية فى المجد الأبدى، فالإنسان كل متكامل، ليس
فيه تجزئة أو تفتيت!!
الجسم ليس نجساً :
مما يؤكد أن "الجسم" ليس نجساً، أن خطايا كثيرة نسبها الرسول بولس للجسد،
ولكنها خطايا نفسية، ليس للأعضاء دخل فيها، إذ يقول: "... وأعمال الجسد
ظاهرة التى هى: زنا، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة،
خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر..." (غل 19:5-21).
وهكذا أوضح لنا لخطايا جسدية عضوية: كالزنا والنجاسة والقتل والسكر، وأخرى
نفسية: كالعداوة والخصام والغيرة والسخط والتحزب والحسد... ونسب الكل
للجسد، أى "لتيار الإثم العامل فى الجسم" وليس للجسم التشريحى نفسه!!
القيامة والجسد :
شكراً للرب إذن، لأنه قدس أجسدانا حينما أتحد بطبيعتنا، وحينما رضى ان يتحد
بنا ويسكن فينا، فالعذراء ندعوها "معمل اتحاد الطبائع"، وفى تجسد الرب من
أحشائها قبول ضمنى أن يسكن فى كل منا "هأنذا واقف على الباب وأقرع، عن سمع
أحد صوتى، وفتح الباب، أدخل إليه، وأتعشى معه، وهو معى" (رؤ 20:3)، "ليحل
المسيح بالإيمان فى قلوبكم" (أف 17:3)، "أنا فيهم وأنت فىّ" (يو 23:17).
فلنتعامل مع أجسادنا من هذا المنطلق المقدس!!
ولنجاهد فى طريق الطهارة، معتبرين أننا نتعامل مع "هيكل الله" وأن "من يفسد
هيكل الله، سيفسده الله، لن هيكل الله مقدس الذى أنتم هو" (1كو 17:3).
الشباب والتدخين
مع أن المسيحية لم تهتم كثيراً بوضع شرائع محددة فى أمور الحياة اليومية، إلا أنها حرصت على أمرين:
أولاً: أن تكشف مكامن الخطأ وجذوره، وتطالبنا برفضه والإقلاع عنه...
وثانياً: أن تدلنا على طريق النعمة الإلهية الغافرة الغامرة، التى تملأ جنبات قلب الإنسان بالإيجابيات المحببة، والفضائل البناءة.
ففى المجال الأول :
جاء السيد المسيح "لا لينقض بل ليكمل" (مت 17:5)، بمعنى أنه اعتبر وصايا
اليهودية وصايا مبدأية وبدائية، تحتاج إلى استكمال وعمق... لهذا قال مثلاً:
"لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء (أى شرائع التوراة وتعاليم رجال الله). ما جئت لأنقض بل لأكمل..." (مت 17:5).
"سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل... أما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم..." (مت 21:5).
"سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها فى قلبه..." (مت 27:5،28).
"سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل
من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً" (مت 38:5،39).
وهكذا لم يلغ السيد المسيح شريعة العهد القديم، بل أكملها، وغاص بنا إلى
عمقها، وتسامى عليها... فبعد أن كان الإنسان يتحاشى أن يقتل، صار يجتنب
الغضب. وبعد أن كان يهرب من الزنا الفعلى، صار يهرب من النظرة الشريرة.
وبعد أن كان يضبط نفسه فى الإنتقام، صار يعاتب ويحب.
هذا تمهيد ضرورى لنعرف لماذا لم تقدم المسيحية شرائع محددة؟ السبب أنها
فضلت أن تعطى الإنسان نوراً إلهياً، ومقاييس مقدسة، يتعرف بها على الرأى
السديد، والموقف السليم، والتصرف الحسن.
مقاييس هامة :
قدمت المسيحية لنا ثلاثة مقاييس هامة، نتعرف بها على الأمور، ونميز بها الصواب من الخطأ...
1- "كل الأشياء تحل لى... لكن ليس كل الأشياء توافق" (1كو 23:10).
2- "كل الأشياء تحل لى... لكن ليس كل الأشياء تبنى" (1كو 23:10).
3- "كل الأشياء تحل لى... لكن لا يتسلط علىّ شئ" (1كو 12:6).
ومن هذه المنطلقات الثلاثة ندرس التدخين، أو الخمر، أو المخدرات، أو أى شئ جديد يطرأ على ساحة الحياة... وذلك من خلال ثلاثة أسئلة:
1- هل هذا الأمر يوافق أولاد الله، أم لا يوافقهم؟
2- وهل هذا الأمر يبنى الإنسان، أم يهدمه؟
3- ثم هل هو يتسلط عليه أم لا؟!
فالتدخين مثلاً :
1- لا يوافق أولاد الله... إذ أنهم ينبغى أن يكونوا صورة حسنة، وقدوة طيبة للجميع... وعليهم أن يقدموا أفضل أنموذج للناس.
2- ولا يبنى الإنسان... (فالتدخين ضار جداً بالصحة) كحقيقة علمية ثابتة
يكتبونها الآن مضطرين على كل علبة سجائر... فالتدخين لا يبنى صحة الإنسان
بل يهدمها، كما أنه يهدم اقتصاديات الإنسان، ويدمر إرادته..
أ- التدخين يؤثر على القلب، إذ يقلل من الأكسجين ويكثر من أول أكسيد
الكربون داخل الجسم... ولكى تأخذ الأنسجة كفايتها من الأكسجين، يضطر القلب
لبذل جهد أكبر وضربات أكثر... مما يجهد عضلة القلب ويصيبها بالأمراض.
ب- ويصيب الرئتين بالسرطان، نتيجة الالتهاب الهادئ المزمن المستمر، وهذا ثابت طبياً.
ج- ويصيب العينين بالضعف، نتيجة الدخان المتصاعد عليهما بتأثير ضار.
د- والمعدة أيضاً، تصاب بالقرحة، إذ يهيج الدخان المبلوع الغشاء المخاطى
للمعدة، فتفرز حامض الأيدروكلوريك استعداداً لطعام قادم، ولكن المعدة
خالية، فيبدأ الحامض فى أكل الغشاء المخاطى، مما يحدث قرحة بجدار المعدة.
هـ- ذلك بالإضافة إلى النزلات الشعبية، والامفزيما...
و- ومتاعب الهضم وفقدان الشهية...
ز- بل حتى الجنين فى بطن أمه يتأثر بدخان أمه أو أبيه.
لهذا خصصت أماكن للمدخنين وأخرى لغير المدخنين، وصرنا نسمع عن (ثورة غير المدخنين) أو (التدخين السلبى أو الغير المباشر).
ومعروف علمياً أن عمر المدخن أقل 8 سنوات فى المتوسط من عمر غير المدخن.
3- والمؤشر الأخير هو (التسلط)... ومعروف أن التدخين يتسلط على الإنسان،
ويصير الإنسان (عبداً للسيجارة)، ومع أن التدخين كان يعتبر قديماً (عادة)
صار يعتبر الآن (إدماناً)... وللعادة سلطانها... وللإدمان أخطاره
المدمرة... وكلمة "إدمان" (Addiction) من كلمة Add (أى يضيف ويزيد)... ذلك
لأن مدمن السجائر يحتاج دائماً أن يزيد من الجرعة التى يأخذها من
النيكوتين، ليصل إلى الاحساس المطلوب. والنيكوتين سم قاتل... وهذا معروف
علمياً.
وهكذا تحسم المسيحية قضية التدخين كخطأ يقترب من الخطيئة... بمعنى أنه
جريمة الإنسان فى حق نفسه وجسده وأسرته، ومن يعايشونه، بل حتى ربما للجنين
فى بطن أمه...
ولدينا فى الإنجيل آية هامة وخطيرة تقول :
"إن كان أحد يفسد هيكل الله (الجسد)، فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس الذى أنتم هو" (1كو 17:3).
إذن، فهناك (جزاء إلهى) خطير، لمن يهمل فى صحة جسده، ويفسد هذا الهيكل الإلهى الذى بناه إلهنا العظيم.
وما ينطبق على التدخين ينطبق على الخمر والمخدرات :
"الخمر مستهزئة، والمسكر عجاج، ومن يترنح بهما فليس بحكيم" (أم 1:20).
"لا تكن بين شريبى الخمر، بين المتلفين أجسادهم بالخمر" (أم 20:23).
"لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن ازمهرار العينين، لمن الجروح بلا سبب ... للذين يدمنون الخمر" (أم 29:23،30).
"لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أف 18:5).
"لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت... فى الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان" (أم 31:23،32).
أما فى المجال الثانى :
وهو (العلاج)... فهو يعتمد على قوة إلهية قادرة ومغيرّة، مع إرادة بشرية
مقتنعة بضرورة التخلص من الشر والخطأ، وأقتناء القوة الإلهية المقدسة،
والنعمة السمائية المتسامية.
لهذا فنحن نؤمن بشركة العمل الإلهى مع العمل الإنسانى، النعمة الإلهية
والجهد البشرى، لذلك فكل ما يلزم الإنسان المدخن أو المدمن عموماً هو:
1- اقتناع صادق بالخطأ، وضرورة الإقلاع عن التدخين.
2- عزيمة صادقة وقوة إرادة لا تلين أمام موقف أو (عزومة) أو صداع...
3- شركة حية مع الله، طالبين معونته فى هذا الجهاد...
ولعل أكثر ما يؤلمنا هو :
1- إن مبيعات السجائر قلت فى الدول الغنية المتقدمة، وازدادت فى العالم الثالث الفقير.
2- إن حوالى 40 مليون أمريكى أقلعوا عن التدخين، بينما يزداد عدد المدخنين لدينا.
3- أن الدولة تدعم السيجارة مضطرة أمام عوامل اقتصادية واجتماعية.
4- إن المرأة فى مصر بدأت تدخل فى حلبة التدخين المدمرة.
5- بدأ الشبان والشابات فى استعمال الشيشة، وهى تحمل كل مخاطر التدخين، بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بالدرن (السل الرئوى).
لذلك فنحن نشتاق إلى حملة حادة ضد التدخين، من خلال الندوات خصوصاً للفتيان
والشباب، ليشبوا أقوياء الشخصية لا يتأثرون بأصدقاء السوء، ولا بإغراء
الشيطان... وكذلك من خلال الدراسات العلمية المقنعة لأبنائنا وبناتنا... من
خلال القدوة وبالذات بين الآباء والأمهات، والأطباء، ورجال الدين. خصوصاً
إذا لاحظنا أن نسبة كبيرة من الأطباء، مازالت تدخن (وكأن التدخين لا يضر
الصحة)، وبعض الوالدين يدخنون (وكأن من الممكن أن يقنعوا أولادهم بعدم
التدخين بينما هم يدخنون)... الرب يحفظ أجيالنا من كل الآفات المدمرة
لحياتهم
الشباب ومخاطر الخمور
1- مقدمة
عرف الإنسان الكحول منذ أكثر من 4000 سنة ق.م. واستعمله فى أمور كثيرة منها
الطبية مثل تطهير الجروح "السامرى الصالح" (لو 34:10) ومثل اسقام المعدة
وغيرها كعلاج (1تيمو 23:5) واستعمله أيضاً كمذيب وكمهدئ.
والخمور من أصل نباتى وتحضر بتخمير الفاكهة أو الحبوب، أو الخضراوات،
فمثلاً البيرة تصنع من الشعير، والنبيذ من العنب، حيث تترك فى الهواء مع
إضافة قليل من الماء لها، وبعد تخمرها بفعل البكتيريا، ويتغير المذاق
والرائحة، وتسمى طريقة التخمير البسيط، أما الطريقة الأخرى لصناعة الخمور
وهى التقطير، وفيها يتم غليان النوع المستعمل وتكثيف البخار الناتج، وتكون
نسبة الكحول عالية ويمكن تخفيضها حسب المطلوب.
2- تأثير الكحول على الإنسان
يعتبر الكحول من العقارات المهبطة، لأنه يبطئ قدرة المخ على التحكم فى عمل
أعضاء الجسم، وأيضاً على التفكير، وعلى اتخاذ القرارات، وعلى الحكم السوى -
مهما كان مصدر الكحول، سواء فى البيرة أو النبيذ، أو فى أى نوع من أنواع
المسكرات الأخرى - ولذا فإن تأثير الخمور على الإنسان لا يتوقف على نوع
الخمر، وإنما على كمية الكحول الموجودة فى هذا النوع.
والسكر هو حالة مرضية تتميز بسلوك غير طبيعى، لبحث واقتناء وشرب الخمر بإفراط، مما يؤدى إلى عدم التحكم فى:
أ- عدد مرات شرب الخمر. ب- كمية الخمر المستعملة فى كل مرة.
وينتج عن ذلك تدهور فى صحة المدمن، وفى حياته الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، وبالطبع تتدهور حياته الروحية.
التأثيرات قصيرة المدى:
تختلف التأثيرات بحسب الجنس (رجل أو امرأة)، الحجم (نحيف أو بدين) قدرة الجسم على تمثيل الغذاء، محتويات المعدة فى وقت الشرب.
وأهم التأثيرات قصيرة المدى:
1- احمرار العينين والوجه، والشعور بارتفاع درجة حرارة الجسم.
2- رائحة غير مقبولة بالفم والتنفس.
3- الغثيان والقيئ.
4- خلل فى الاتصال وفى الاستجابة، بين المتعاطى ومن حوله، سواء أسرته أو المجتمع الذى يعيش فيه.
5- خلل فى حواس الجسم كالنظر والسمع، وأيضاً فى التفكير، وفى المشاعر نحو الآخرين وعدم المقدرة على التحكم فى نفسه.
6- النسيان - الإغماء.
التأثيرات طويلة المدى:
1- التهابات المعدة الناتجة عن تهيج واحتقان الغشاء المخاطى المبطن للمعدة، ثم قرحة المعدة التى ينتج عنها نزيف داخلى.
2- فقدان الشهية، ونقص الفيتامينات وأهمها (ب). 3- تهيج الكبد ينتج عنه قيئ دموى وغيبوبة كبدية.
4- تلف العضلات وضمورها. 5- العجز الجنسى لإنخفاضه الهرمونات فى الدم.
6- التهاب البنكرياس الحاد، وقد يسبب الموت.
7- أضرار بالغة بالقلب نتيجة إصابة عضلات القلب ونقص فيتامين (ب) - وأيضاً ارتفاع ضغط الدم.
8- الإصابة بسرطان الفم والزور والمرئ. 9- أضرار بالغة بعصب العين ينتج عنه ضعف البصر ثم العمى.
10- تدمير المخ والجهاز العصبى المركزى.
3- أخطار شرب الخمر مع تعاطى عقارات أو المخدرات
1- يعتبر الكحول من العقارات المهبطة كما ذكرنا سابقاً، ولذا يكون من
الخطورة الشديدة استعمال أدوية مهبطة، مثل الأدوية المهدئة أو المنومة مع
شرب الخمر، لأن ذلك يضاعف التأثير المهبط على أجهزة الجسم، ويجد المتعاطى
نفسه فى حالة هبوط شديد، بسبب بطء قدرة المخ على التحكم فى عملية التنفس،
وحركة القلب. وربما يتسبب هذا فى الموت.
2- أجمع العلماء الآن على أن الخمور تجعل الجسم يمتص الكيماويات الموجودة
فى السجاير والحشيش، بأنواعه المسببة للسرطانات بطريقة أسرع، ولهذا كان شرب
السجاير مع الخمور أو تعاطى حشيش أو بانجو مع الخمور خطير جداً على صحة
المتعاطى، لأنه يرمى نفسه بصورة أسرع لسرطان الفم والزور والمرئ والكبد.
3- تعاطى بعض الأدوية مع شرب الخمر يتسبب عنه أعراض جانبية كثيرة منها مغص
شديد - قيئ - صداع. وهنا يلزم النصيحة بأنه لا شرب خمر مع استعمال أدوية
لتفادى الأعراض الجانبية.
4- شرب الخمر فى فترة الحمل
يجعل حياة الأم الحامل وحياة جنينها فى خطر شديد، وينتج عن ذلك إجهاض، أو
يولد الطفل به عيوب خلقية، أو ناقص النمو أو متخلف عضوياً وعقلياً.
5- وجهة نظر المسيحية فى الخمر
المسيحية ترفض استخدام الخمر للوصول إلى النشوة الكاذبة أو السكر، وإن كانت
لا تعترض على الاستخدام الطبى مثلاً، كما نصح بولس الرسول تلميذه قائلاً:
"من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة.. استعمل خمراً قليلاً"... مما لا يمنع
إمكانية دخول هذه المادة أو غيرها فى تصنيع الأدوية.
وما تراه المسيحية فى الخمر، منذ قديم الزمن، تراه أيضاً فى الإدمان. فكل
ما يذهب بالعقل، ويتلف الجسد، ويدمر الأسرة والمجتمع، نوع من إفساد هيكل
الله - أى الجسد الإنسانى - الذى صنعه القدير بيده القدوسة، ونوع من
الانتحار البطئ أو السريع، وليس من حق الإنسان أن يتصرف فى حياته، فهى ملك
خالص لله تعالى.
إن الذهاب بالعقل، وتغييب الذهن، ضد وصية سليمان الحكيم "مالك روحه، خير
ممن يأخذ مدينة" (أم 32:16). ومهما تزايدت مشاكل الإنسان، فعليه أن يلجأ
إلى الإيمان بالله القادر أن يصنع معه المعجزات، وإلى العقل البشرى -
الوزنة التى أعطاها لنا الله - ليجاهد فى طريق حل هذه المشكلات بمعونته
تعالى.
وهذه بعض الآيات التى تظهر رأى المسيحية فى المخدرات والمسكرات:
1- النهى عنها:
"النذير.. عن الخمر والمسكر يفترز، ولا يشرب خل الخمر، ولا خل المسكر، ولا يشرب من نقيع العنب" (عدد 6: 1،2).
"لا تشرب خمراً ولا مسكراً" (قض 4:13).
"لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أف 18:5).
"لا تكن بين شريبى الخمر، بين المتلفين أجسادهم" (أمثال 20:23).
"لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت... فى الآخر تلسع كالحية، وتلدع كالأفعوان" (أمثال 23: 31،32).
2- آثارها المدمرة:
"لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن أزمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين
يدخلون فى طلب الشراب الممزوج" (أمثال 23: 29،30).
"لا تكن بين شريبى الخمر، بين المتلفين أجسادهم" (أمثال 20:23).
"... هؤلاء ضلوا بالخمر، وتاهوا بالمسكر" (أشعياء 7:28).
"الزنى والخمر والسلافة تخلب القلب" (هوشع 11:4).
"الخمر مستهزئة، والمسكر عجاج، ومن يترنح بهما ليس بحكيم" (أمثال 1:20).
3- تسبب غضب الله:
"ويل للمبكرين صباحاً يبتغون المسكر. للمتأخرين فى العتمة تلهبهم الخمر" (أشعياء 11:5).
"حقاً.. إن الخمر غادرة" (حبقوق 5:2).
"إن كان أحد... زانياً أو طماعاً أو عابد وثن، أو شتاماً، أو سكيراً أو خطافاً.. أن لا تخالطوا ولا تواكلوا مثل هذا" (1كو 11:5).
ويل لمن يسقى صاحبه... مسكراً" (حبقوق 15:2).
"اصحوا أيها السكارى، وابكوا وولولوا يا جميع شاربى الخمر" (يؤئيل 5:2).
"ويل.. للشاربين من كؤوس الخمر" (عاموس 6:6).
4- تحرم متعاطيها من الملكوت:
"أعمال الجسد ظاهرة: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر،
عداوة.. حسد، قتل، سكر.. الذين يفعلون مثل هذه، لا يرثون ملكوت الله" (غل
21:5).
"لا تضلوا... لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا سكيرون... يرثون ملكوت الله" (1كو 6: 9،10).
من هنا نعلم أن تعاطى المخدرات والمسكرات، لتغييب العقل أو الحصول على نشوة
زائفة، هو نوع من قتل النفس، والقاتل مدان أمام الله، ومحروم من ملكوت
السموات، ما لم يتب عن شر فعله، ويعود إلى حظيرة الحق والقداسة[/center]
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:21 pm
التعاما مع الهدف
هناك - فى علم النفس - ثلاثة أساليب يستخدمها البشر للتحرك نحو الأهداف
المرحلية، سعياً إلى الهدف النهائى، نود أن نطرحها، ثم نحدد الموقف المسيحى
منها:
أولاً: الأسلوب المباشر :
وهذه يلجأ إليها الإنسان حينما يجد العقبات أمامه، بعضها مقبول مسيحياً،
وبعضها الآخر غير مقبول.. ويسمى علم النفس هذه المسالك "الحيل الدفاعية
Defence Mechanisms" فيها يدافع الإنسان عن وجوده، وتحقيقه لذاته، ولكن
المهم أن يتخذ المسلك السليم مسيحياً، لأن غالبية هذه الحيل غير مقبولة من
وجهة النظر المسيحية.. وهذه بعضها:
1- الكبت :
حينما يدفن الإنسان الدوافع غير المقبولة اجتماعياً، والذكريات المؤلمة أو
المخجلة، فى اللاشعور... ويظن أنها انتهت، ولكنها تظهر بالقطع فى أحلامه أو
تخيلاته، وحينما يزداد الكبت، تأتى ربما لحظة انفجار وانفلات وضياع،
والمنهج المسيحى هنا يعلمنا أن لا نكبت هذه الأمور السلبية فى اللاشعور، بل
نخرجها إلى الشعور، ونصلى، ونفكر، ونعترف، وهكذا نحصل على غفران ومعونة
وإرشاد لمواجهة هذه الدوافع غير المقبولة أو الذكريات المؤلمة، واثقين فى
قدرة الرب أن ينصرنا، ويسند ضعفنا، ويقدس دوافعنا، ويستثمر ذكرياتنا
المؤلمة والمخجلة، لبنيان حاضرنا ومستقبلنا.
2- الإعلاء (Sublimation) :
ومعناه التسامى بالطاقة الجنسية مثلاً، فى اتجاه بناء كالتدين، والقراءة، والرياضة، والهوايات، والخدمة... الخ.
الإعلاء هو الارتقاء والسمو بالدوافع غير المقبولة، وتوجيهها إلى نشاط مقبول ومفيد... وهذا بالطبع مقبول وممكن مسيحياً.
3- التعويض :
بمعنى إذا فشل الإنسان فى مجال معين، يتحول إلى مجال آخر ينجح فيه، وهذا
أمر مقبول طبعاً طالما أن هذه المجالات بناءة ومقدسة كالعمل والرياضة
والفنون.. الخ.
4- التبرير :
ومعناه أن يبرر الإنسان فشله، بأعذار واهية للهروب من المسئولية، فيشوه
الهدف الجيد الذى فشل فى تحقيقه، أو يرفع من قيمة هدف سيئ اتجه إليه، أو
يلتمس اعذاراً غير حقيقية لفشله، والصحيح
هنا أن يعترف الإنسان بأنه فشل، فلا عيب فى ذلك، ويدرس السبب الحقيقى، ويتعامل معه سعياً إلى النجاح بنعمة الله.
5- الإخلال أو الإزاحة :
كأن يضغط رئيس العمل على موظف فيحول ضيقه إلى مشاجرة مع زوجته.. وهذا غير
مقبول مسيحياً وإنسانياً.. والأصح أن يتعامل مع المشكلة بطريقة سليمة،
مرضياً رئيسه ومصححاً أخطاءه، أو مطالباً بحقوقه بطريقة حكيمة إذا ما ظلم.
6- الإسقاط :
ومعناه أن يتحدث الإنسان عن أخطاء الآخرين، ليبعد الأنظار عن أخطائه هو..
وهذا ما نسميه مسيحياً الإدانة.. وكان الأفضل أن يفتش الإنسان عن أخطائه
ليعالجها، وأن يبحث عن فضائل الآخرين ليتعلم منها.
7- التقمص :
إذ يتقمص الإنسان شخصية إنسان آخر يراه ناجحاً ومتميزاً، لكى ينال شيئاً من
هذا النجاح، فيستعير من صفاته وسلوكياته وحركاته، وربما فى الشكل وليس فى
الجوهر، وهذا غير سليم طبعاً، فلكل إنسان جوهره الخاص، ووزناته وملامحه،
والأفضل أن يتعامل مع الله فى إيمان، ليحقق الرب قصده من خلقه، ويجعل منه
أيقونة خاصة.
8- التكوين الضدى :
وفيه يبالغ الإنسان فى مظاهر المحبة مع شخص ما، لكى يخفى عدم محبته له..
وهذا غير مسيحى.. إذ يمكنه - بعمل الله فى حياته أن يحب محبة حقيقية حتى من
يعارضونه أو يعادونه... ولا يكون هكذا مرائياً.. وممكن طبعاً أن يستخدم
أسلوب العتاب والمصارحة للوصول إلى السلام والمصالحة.
9- العناد :
وهو حيلة الطرف الضعيف أمام الطرف المتسلط والمسيطر، إثباتاً لذاته، ويمكن
أن ينبع العناد من كبرياء الإنسان واعتداده بنفسه وفكره.. وكلاهما موقف
خاطئ، فالرب قادر أن يهب الطرف الضعيف قوة ومعونة من أجل العتاب والتفاهم..
وأن يكسر كبرياء العنيد إذا ما تصلف وملأه الغرور، لكى يدفعه إلى التوبة.
10- أحلام اليقظة :
وفيها يحاول أن يحقق الإنسان فى عالم الخيال، ما يفشل فى تحقيقه فى عالم
الواقع.. وهى أما يتجه إلى تحقيق بطولات خيالية، أو عدوان وهمى على أعدائه،
أو اجترار الإحساس بالاضطهاد... وكلها خطأ... فالحياة على أرض الواقع
أفضل... والتعامل مع المشكلات بأسلوب مباشر ممكن وأنسب... ويصل بنا إلى
الأهداف الواقعية المنشودة.
11- الانسحاب :
كأن يبتعد الإنسان عن المواقف التى تؤدى إلى نقده أو عقابه، فينعزل فى
حجرته لساعات طويلة... والأفضل أن يهدئ نفسه قليلاً بالراحة والاعتزال
والصلاة، ثم يخرج لمواجهة الموقف ودراسته.
يتبع..........................
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:25 pm
النضج
لابد أن يكون فى حياتنا نضوج :
1- النضوج الروحى. 2 - النضوج الذهنى. 3- النضوج العاطفى. 4- النضوج الإرادى.
كيف تنضج هذه الأربعة :
1- النضوج الروحى :
إنسان صلاته صوتية يصلى بلسان بحنجرته فقط وآخر صلاته انفعالية عاطفية وآخر عقلانية فكرية..
تبدأ الصلاة باللسان - بالحنجرة - بالصوت.. هذه أول سلمة ثم تدخل فى
الانفعال ثم العقل ثم تفكير فى ربنا وعمله فى البشر وعمله فى حياتى الخاصة
ثم صلاة التأمل العقلانى الهادئ.
الصلاة الروحية :
روح الإنسان يتصل بالله ويشتغل.. فيه إحساس بحضور ربنا.. رؤيا باطنية
للمسيح هادئة.. سهولة الوصول لله عبر حجب الصورة والعاطفة والعقل.. وذلك
يتمك بتدريب الصلاة الدائمة.. مثلما صلى نحميا بسرعة أمام الملك يقول عنه
الكتاب "صليت فقلت.." لم يحتاج إلى وقت.. هذا دليل على الصلاة الدائمة..
هنا روح الله تسيطر على كيانه الإنسانى.
كل هذا مستويات بشرية على مستوى الإنسان إلى أن الروح يشفع فينا بأنات لا
ينطق بها.. هنا إله يحركه الإنسان للصلاة.. بطلبات جديدة خاصة تختلف عن
الطلبات الشخصية هنا الصلاة الصوتية تتوقف الحنجرة تجنب هنا الله بأن فينا
لأجل النفوس البعيدة بأن من أجل الخدمة هل هى فعالة وتأتى بثمر فى النفوس
صلاة تحمل الطلبات التى يحب إله سماعها منا. لأن الروح تتسامى نجد الحياة
الروحية نفسها تتسامى كما يقول الكتاب: "الله العامل فيكم أن تريدوا وأن
تعملوا".. فهى ليست صلاة عقلية أو عاطفية أو روحية بشرية.. إنما يقال عن
حياة هؤلاء: "الذين ينقادون بروح الله هم أبناء الله".. وهذا هو النضوج
الروحى المضبوط.
أقوى مؤشر لهذا النضج الروحى هو هل الصلاة نوعيتها صوتية أم انفعالية أم عاطفية أم عقلانية إلى أن تصير بالروح القدس..
التوجه صنع مشيئة ربنا أم مشيئتى الخاصة.. الله يكون هو الهدف والممجد
والوسيلة.. لابد أن يكون هناك نمو بدون كبرياء.. النمو الذى عاشه شمشون وهو
فى عهد النعمة لما كان روح الله يحركه.. وعاد يحيا به مرة أخرى بعد التوبة
ينمو النمو الذى تكلم عنه حزقيال النبى فقال: "روح الله حملنى" فالنضج
الروحى هو نمو من مستوى الحس إلى العاطفة إلى العقل إلى الروحانية
الإنسانية.. إلى الروحانية الوجدانية.
2- النضج الذهنى :
تكلم عنه القديس بولس الرسول فقال: "لنا فكر المسيح" الفكر يكون فيه + استنارة + نقاوة + معرفة.
استنارة : ربنا ينير الفكر.. لا أعرف طريقى من عند أب الأنوار والاستنارة تأتى بقراءة الكتاب المقدس "سراج لرجلى كلامك..".
1- قراءة بفهم وليست قراءة الدراسة التى بهدف تحضير الدرس.
2- بالتراث اللاهوتى العقيدى الطقس.
3- أقوال الآباء شخصيات الكنيسة (حياتهم - كتاباتهم).
3- النضوج العاطفى :
نحتاج دائماً أن نتسامى فى محبتنا من العاطفة إلى الروح المحبة العاطفة
فيها غليان العاطفة.. محبة منقوصة ممكن أن تتدنى إلى الحسيات وإلى الجسديات
بسبب الدالة الشديدة وعدم الفطام.. هذه يلزمها أن تتراوح.
العاطفة الساخنة تتحول بالروح القدس إلى حمية روحانية على مستوى الأغابى
على مستوى الجماعة المكرسة والعلاقة مع المخدومين وعلاقة المخدومين ببعضهم
البعض. ما نسميه بالنمو من الفيليا الإنسانية إلى الأغابى الروحانية.
4- نضوج الإرادة :
إنسان إرادته رافضة.. آخر مراوغة.. آخر ساخطة.. وآخر مستسلمة.. وآخر مسلمة.. وآخر متوافقة.. وآخر مبذولة.
1- إرادة رافضة : يصوغها الكتاب بقوله: "بمعرفة طريقك لا نسر" هذه إرادة
رافضة لربنا "رفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم"، جاء إلى خاصته وخاصته لم
تقبله.. كم مرة أردت ولم تريدوا.. تركونى وحفروا لنفسهم اباراً أباراً
مشققة لا تضبط ماء..
2- إرادة مراوغة : مثل فيلكس عندما قال: "أذهب الآن ومتى حصلت على وقت أستدعيك".
3- إرادة ساخطة : متذمرة وساخطة على ما يحدث.
4- إرادة مستسلمة : إنسان يقول قضاء وقدر.. هو هايز كده.. فهو يقول لشىء كن فيكون.. ولكن بداخل هذا الإنسان تذمر وسخط.
5- إرادة مسلمة : إنسان يقول ربنا بيحبنى.. ولابد هناك خير فى هذا.
6- إرادة متوافقة : إنسان يشعر أن هذا المر للخير فيما بعد بدون غضب أو سخط او الم إنما يقبله بفرح.. مؤمن بعمل ربنا كله للخير.
7- إرادة مبذولة أو مصلوبة : هنا الفرح كامل.. البذل كامل للإرادة قطع
الهوى والمشيئة.. ترك ربنا بالكامل يتصرف.. وكل هذا يحتاج إلى موت للذات..
نطلب من ربنا أن يمنحنا هذا النضوج..
يتبع.................
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:29 pm
اهميه تهديف الحياه
الحياة بدون هدف ضياع كامل.. هذه حقيقة يتفق عليها معظم البشر، وحين قال
أصحاب مبدأ اللذة - فى القديم: "نأكل ونشرب لأننا غداً نموت" (1كو 32:15)،
وجدوا معارضة شديدة عبر الأجيال، فالإنسان ليس جسداً وحساً فحسب، بل هو
أيضاً روح تصلى، وذهن يفكر، وعلاقات اجتماعية تحمل فى طياتها سعادة الحب
والعطاء والمسئولية.
1- لماذا نهدف حياتنا ؟
لأن الهدف...
أ- يعطى الحياة معنى:
أى أن الإنسان الذى يضع أمامه هدفاً ما، يكون قد اختار الهدف من منطلق روحى
أو فكرى معين، مما يؤكد أن الحياة لها معنى خاص، وليست كما قال بعض
الوجوديين الملحدين: "وجود زائد عن الحاجة، ولا فائدة له"..
إن الحياة فى عرف أصحاب الأهداف النبيلة، أياماً نقضيها فى إسعاد أنفسنا
بالله، وإسعاد الآخرين به، وإلا فكيف سيحتمل الإنسان الألم والشرور
والكوارث، ما لم يحيا الأبدية وهو بعد على هذه الأرض، ويترجى الحياة فيها
بعد الموت، فى خلود سعيد مع الله.. بل إنه يجد فى آلام الزمان الحاضر "ثقل
مجد أبدى" (2كو 17:4)، وفوائد كثيرة، إذ تدفعه الآلام للفطام عن هذه الحياة
الدنيا، كما تدفعه إلى التوبة والنقاوة والتسليم، تماماً كالنار التى تصفى
الذهب!! كما أن الآلام التى يسمح بها الله، تحفظ الإنسان من الكبرياء (مثل
شوكة بولس)، وتزكى رجال الله الأتقياء (مثل تقدمة إبراهيم لإسحق).
ب- يعطى الإنسان الطريق:
فما دام الهدف واضحاً ومحدداً، فهناك طريق لابد أن نسير فيه للوصول إليه،
وهكذا يعرف الإنسان أين يضع خطواته، وفى أى اتجاه يتحرك، حتى يصل إلى هدفه
النبيل هذا.
ج- يعطى النفس حماساً:
فرؤية الهدف تدفعنا إلى بذل الجهد لكى نصل إليه، بحماس يساعدنا على تخطى
العقبات، والتعامل معها، وبدون رؤية الهدف نفقد حماسنا، ونجلس فى حيرة
وقلق، وربما فى خوف وضياع.
2- أهمية وضوح الهدف :
تنبع أهمية وضوح الهدف من النقاط التالية:
أ- أقصر طريق:
بمعنى أن الهدف الواضح يساعدنى فى رسم خط مستقيم بين نقطتى البداية
والوصول، والخط المستقيم هو أقصر طريق بين نقطتين، لهذا فوضوح الهدف
يساعدنى فى التحرك المباشر نحوه، بينما عدم وضوحه يجعلنى أسير فى تخبط
يميناً ويساراً، وربما أنحرف عن الطريق السليم، وانتهى بعيداً عن الهدف
نهائياً.
ب- أقل طاقة:
لأنه من الواضح أن أقصر الخطوط إلى الهدف معناه أننى سأبذل أقل طاقة
مطلوبة، بينما التوهان عن الهدف سيجعل الإنسان يبذل طاقة أكبر، دون أن يصل
إلى الهدف السليم.
ج- أكبر عائد:
فالمعروف أن يبذل طاقة بسيطة أو محدودة فى الوصول إلى الهدف، تعطى فائضاً
من طاقة نبذلها فى ميادين أخرى، قد تنجح فيها أيضاً ما دامت أهدافنا واضحة
وسليمة.
لذلك فوضوح الهدف يجعلنى أسير فى أقصر طريق، وأبذل أقل طاقة، وأحصل على أكبر عائد... بنعمة الله.
3- أنواع الأهداف :
أ- الهدف الاستراتيجى:
أى النهائى والجوهرى، وهو الوصول إلى ملكوت الله والحياة الأبدية... وهذا
الهدف مطبوع فى الإنسان عموماً، ففيه الضمير "صوت الله فى الإنسان"، وفيه
الجوع المطلق أو العطش إلى اللانهائى، وهذا مستحيل التحقيق بدون الله، هناك
رقم اسمه اللانهاية، وهذا الرقم حقيقة واقعة، والإنسان - بتكوينه - مخلوق
لا نهائى، بمعنى أنه دائماً يتجاوز ذاته، وواقعه، وحياته الأرضية، ويطمح
نحو الخلود... المهم أن يعرف الطريق إلى الخلود، من خلال الخلاص، والمخلص!!
ومن خلال المسيح اللانهائى، الخبز الحىّ، النازل من السماء، واهباً لنا
حياة أبدية!!
ب- الأهداف المرحلية:
وهى أهداف روحية، أو ثقافية، أو مادية، أو اجتماعية.. كلها يجب أن تخدم
الهدف الاستراتيجى والنهائى، ملكوت الله، بل أن المؤمن يحصل على ملكوت
داخلى فى قلبه، يحفزه نحو الملكوت النهائى فى أورشليم السمائية.
إنها أهداف الحياة اليومية، الدراسة، والعمل، والزواج، (أو البتولية)،
والخدمة (أو التأمل)، والجهاد ضد الخطيئة، ونشر المحبة والخير، والشهادة
اليومية لرب المجد، بأساليب متنوعة، حسب طاقة واستعداد ووزنات ومواهب وظروف
كل إنسان.
يتبع............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:32 pm
بين الطوح واستثمار الحياه
أعتقد أن كلمة "طموح" (Ambition) تحمل شبهة "الذات"... بينما - وأفضل منها -
عبارة "استثمار الوزنات"... فهى تحمل معى "أمانة الوكالة".. أى أن كلا منا
عنده وزنات ومواهب وطاقات، يجب أن يستثمرها لمنفعته الخاصة، ومنفعة
الجماعة، الكنسية، بل الإنسانية بأسرها.
هذا الفرق غاية فى الأهمية والخطورة.. فالطموح الذاتى معناه أننى سأعمل بذراعى البشرية، مستثمراً
ما أودعه الله فىّ من وزنات، وهدفى هو "المجد الشخصى"..
أما "استثمار الوزنات".. فمعناه أننى سأعمل بقوة الله، الذى أعطانى هذه
الوزنات، من أجل أن تنمو وتثمر، ولكن لمجد الله، صاحب الوزنات الأصلى،
والذى "به نحيا ونتحرك ونوجد".
المشكلة - إذن - تكمن فى :
1- الدافع... 2- الوسيلة... 3- الهدف...
فالطموح الذاتى :
1- دافعه... أن أتمجد وأمتدح...
2- ووسيلته... ذراعى البشرية: ذكائى، إرادتى، صلابتى، خبراتى...
3- هدفه... تمجيد الذات وليس المسيح.
أما استثمار الوزنات، فبالعكس :
1- دافعة... الأمانة لله فيما أعطانى من مواهب ومزايا ووزنات.
2- ووسيلته... أن أعمل مع الله، بقوة الله، الذى بدونه لا أستطيع شيئاً، وبه "أستطيع كل شئ، فى المسيح يسوع الذى يقوينى" (فى 13:4).
3- وهدفه... أن يتمجد الله فى كل شئ..
الإنسان الطموح ذاتياً :
إذا ما نجح فى دراسة فحصل على الدكتوراه مثلاً، أو فى مشروع اقتصادى فربح
الكثير، أو فى نشاط رياضى فحصل على بطولة ما، أو فى عمل اجتماعى فأحسّ به
الكل وامتدحوه، أو حتى فى خدمة كنسية فنالت اعجاب الكثيرين... هذا الإنسان
الطموح ذاتياً سوف ينتفخ، ويشعر بالغرور، والتميز، وبأنه أفضل من كثيرين
فاشلين أو أقل نجاحاً، وهو يقارن نفسه بمن هو أكثر نجاحاً فيحسده ويتمنى أن
يتجاوزه، كما يقارن نفسه بمن هم أقل منه نجاحاً، فيزدرى بهم، ولو فى
أعماقه، شاعراً بتميزه عنهم.
أما الإنسان الروحى :
الذى يجاهد فى استثمار وزناته المعطاة له من الله، إذا ما نجح ينسب النجاح
لله، ليس فقط أمام الناس، ولكن فى أعماقه، فلولا الله الذى أعطاه الوزنة،
وساعده فى استثمارها، لما نجح أو تفوق!!
وإذا ما فشل هذا الإنسان الروحى فى عمل ما، لا يصاب بصغر نفس أو يأس، بل
يقول فى أعماقه: أنا السبب، ضعفى وكسلى وعدم أمانتى.. سامحنى يارب وأعنى كن
أكون أميناً فيما أعطيتنى، كى أجاهد حسناً، واثقاً أن النجاح سيكون منك،
وسوف أعطى المجد - كل المجد - لك.
الإنسان الطموح ذاتياً :
معرض فى النجاح لضربة كبرياء، وفى الفشل لضربة يأس!!
أما الإنسان الروحى :
الذى يجاهد فى استثمار وزناتى.. فإذا ما نجح يشكر الله لعمله فى الضعف
البشرى، وإذا ما فشل ينسحق أمام الله، واثقاً أن الله قادر أن يحوِّل الفشل
إلى نجاح، بنعمته وعمل روحه القدوس.
المسألة إذن هى فى: الدافع والوسيلة والهدف!!
فليكن دافعنا هو الأمانة مع الله صاحب الوزنة..
ووسيلتنا هى قوة الله العالمة فى ضعفنا، وجهادنا المخلص فى استثمار الوزنة
قدر الطاقة.. وهدفنا... هو مجد الله صاحب كل شئ... صاحب الوزنة، وصاحب
القوة اللازمة لاستثمارها، وصاحب النفس الذى تتنفسه!!
وهكذا يكون "طموحنا" روحياً وسليماً... ومرة أخرى ليتنا نستخدم تعبير
"استثمار الوزنات" بدلاً من تعبير "الطموح" منعاً لأى شبهة ذاتية فى
الموضوع.
والرب يبارك حياة ووزنات الجميع،
أعتقد أن كلمة "طموح" (Ambition) تحمل شبهة "الذات"... بينما - وأفضل منها -
عبارة "استثمار الوزنات"... فهى تحمل معى "أمانة الوكالة".. أى أن كلا منا
عنده وزنات ومواهب وطاقات، يجب أن يستثمرها لمنفعته الخاصة، ومنفعة
الجماعة، الكنسية، بل الإنسانية بأسرها.
هذا الفرق غاية فى الأهمية والخطورة.. فالطموح الذاتى معناه أننى سأعمل بذراعى البشرية، مستثمراً
ما أودعه الله فىّ من وزنات، وهدفى هو "المجد الشخصى"..
أما "استثمار الوزنات".. فمعناه أننى سأعمل بقوة الله، الذى أعطانى هذه
الوزنات، من أجل أن تنمو وتثمر، ولكن لمجد الله، صاحب الوزنات الأصلى،
والذى "به نحيا ونتحرك ونوجد".
المشكلة - إذن - تكمن فى :
1- الدافع... 2- الوسيلة... 3- الهدف...
فالطموح الذاتى :
1- دافعه... أن أتمجد وأمتدح...
2- ووسيلته... ذراعى البشرية: ذكائى، إرادتى، صلابتى، خبراتى...
3- هدفه... تمجيد الذات وليس المسيح.
أما استثمار الوزنات، فبالعكس :
1- دافعة... الأمانة لله فيما أعطانى من مواهب ومزايا ووزنات.
2- ووسيلته... أن أعمل مع الله، بقوة الله، الذى بدونه لا أستطيع شيئاً، وبه "أستطيع كل شئ، فى المسيح يسوع الذى يقوينى" (فى 13:4).
3- وهدفه... أن يتمجد الله فى كل شئ..
الإنسان الطموح ذاتياً :
إذا ما نجح فى دراسة فحصل على الدكتوراه مثلاً، أو فى مشروع اقتصادى فربح
الكثير، أو فى نشاط رياضى فحصل على بطولة ما، أو فى عمل اجتماعى فأحسّ به
الكل وامتدحوه، أو حتى فى خدمة كنسية فنالت اعجاب الكثيرين... هذا الإنسان
الطموح ذاتياً سوف ينتفخ، ويشعر بالغرور، والتميز، وبأنه أفضل من كثيرين
فاشلين أو أقل نجاحاً، وهو يقارن نفسه بمن هو أكثر نجاحاً فيحسده ويتمنى أن
يتجاوزه، كما يقارن نفسه بمن هم أقل منه نجاحاً، فيزدرى بهم، ولو فى
أعماقه، شاعراً بتميزه عنهم.
أما الإنسان الروحى :
الذى يجاهد فى استثمار وزناته المعطاة له من الله، إذا ما نجح ينسب النجاح
لله، ليس فقط أمام الناس، ولكن فى أعماقه، فلولا الله الذى أعطاه الوزنة،
وساعده فى استثمارها، لما نجح أو تفوق!!
وإذا ما فشل هذا الإنسان الروحى فى عمل ما، لا يصاب بصغر نفس أو يأس، بل
يقول فى أعماقه: أنا السبب، ضعفى وكسلى وعدم أمانتى.. سامحنى يارب وأعنى كن
أكون أميناً فيما أعطيتنى، كى أجاهد حسناً، واثقاً أن النجاح سيكون منك،
وسوف أعطى المجد - كل المجد - لك.
الإنسان الطموح ذاتياً :
معرض فى النجاح لضربة كبرياء، وفى الفشل لضربة يأس!!
أما الإنسان الروحى :
الذى يجاهد فى استثمار وزناتى.. فإذا ما نجح يشكر الله لعمله فى الضعف
البشرى، وإذا ما فشل ينسحق أمام الله، واثقاً أن الله قادر أن يحوِّل الفشل
إلى نجاح، بنعمته وعمل روحه القدوس.
المسألة إذن هى فى: الدافع والوسيلة والهدف!!
فليكن دافعنا هو الأمانة مع الله صاحب الوزنة..
ووسيلتنا هى قوة الله العالمة فى ضعفنا، وجهادنا المخلص فى استثمار الوزنة
قدر الطاقة.. وهدفنا... هو مجد الله صاحب كل شئ... صاحب الوزنة، وصاحب
القوة اللازمة لاستثمارها، وصاحب النفس الذى تتنفسه!!
وهكذا يكون "طموحنا" روحياً وسليماً... ومرة أخرى ليتنا نستخدم تعبير
"استثمار الوزنات" بدلاً من تعبير "الطموح" منعاً لأى شبهة ذاتية فى
الموضوع.
والرب يبارك حياة ووزنات الجميع،
يتبع.............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:35 pm
الشباب والتوازن المطلوب
لعل أهم فضيلة يجدر بشباب هذا العصر أن يتحلوا بها هى فضيلة: "التوازن"...
ذلك لأن عالم القرن الجديد، سوف يحفل بثنائيات كثيرة، تستدعى منا أن نتخذ
موقفاً متوازناً وحكيماً.
والتوازن طبعاً هو عكس التطرف، فالتطرف هو أن يركن الإنسان إلى أحد طرفى
المعادلة أوالميزان، ويتجاهل وينفى الطرف الآخر، أو الكفة الأخرى من
الميزان.
كما أن التوازن هو من أهم مؤشرات الصحة النفسية، كما يقول علماء النفس...
من هنا يكون لزاماً علينا أن نتعرف على بعض ثنائيات القرن الجديد، لكى نتخذ
الموقف المتوازن منها، فلا نتطرف يميناً أو يساراً.. وقديماً قالوا:
"الطريق الوسطى خلصت كثيرين"... كما قال سليمان الحكيم: "لا تكن باراً
كثيراً.. لماذا تخرب نفسك" (جا 16:7).
والثنائيات التى تحتاج منا إلى توازن ما يلى:
1- بين التراث والمعاصرة:
مع النبرة المتزايدة فى اتجاه المعاصرة، وعدم الانسحاب من تيار الحياة،
والجديد التكنولوجى، وثورة الاتصال الحديثة، ورياح الحرية، ودواعى التجديد
والتغيير، ودعاوى الليبرالية والتقدمية... وكلها أمور هامة ومفيدة، يحتاج
شباب 2000 إلى التمسك بجذور التراث والأصالة، فبدون جذور لا ينمو الساق،
ولا تظهر الأوراق، ولا تشرق الأزهار، ولا نجنى الثمار.
التراث هو بمثابة الجذور، التى نستمد فيها عصارة الحياة، فالحياة لا تبدأ
من فراغ، والحاضر كان جنيناً فى رحم الماضى، كما أن المستقبل هو جنين فى
رحم الحاضر.
نعم، ينبغى أن تكون لنا رؤية مستقبلية، حتى أن هناك الآن علم "المستقبل"
(Futurology).. ولكن التطلع إلى المستقبل ينبغى أن يبنى على مراجعة الماضى
واستيعاب دروس ومعطيات التراث، السخى والهام. ومن خلال استيعابنا للكتاب
المقدس، وكتابات الآباء، وأعمال المجامع المحلية والمسكونية، ودراسة
التاريخ المسيحى، الكنسى والعالمى، ومن خلال دراسة التاريخ العام، والتعرف
على الجذور، والهوية القومية، والكفاح الإنسانى العام (ضد العبودية مثلاً)،
والكفاح الوطنى الخاص (ضد الاستعمار مثلاً).. تراث ضخم: روحى وثقافى ونفسى
واجتماعى ووطنى... يجب أن نستوعبه قبل أن نحدد لأنفسنا رؤى المستقبل
ومعالم الطريق.
من هنا كان لابد لنا من معهد الدراسات القبطية، والكلية الاكليريكية،
والشهادات العلمية، والبحوث المتخصصة، لكى نستزيد من تراث الماضى، تحسباً
لخطوات المستقبل. ولكن دون إغراق فى "السلفية"، أو تحجر عند عصر معين، أو
الافتخار بتاريخ انتهى واقعياً.. وكذلك دون إلغاء لمفردات ومنجزات العصر
الحديث، روحياً وفكرياً وتكنولوجيا ومعلوماتياً.. فمن خلال هذا المزيج،
تتضح الرؤيا، ونضمن سلامة الخطوات.
2- بين المادة والروح:
فى العالم الآن ثقافتان، المادية والروحية، وهناك خطر التطرف فى الاتجاهين،
فإذا ما سيطرت الثقافة المادية، تحول الإنسان إلى سلعة، والحياة إلى
صفقات، وأنحبس البشر فى "حركة التاريخ الزمنى"، وصراعات اللقمة والبترول
والموارد المادية، والأرض، ونسوا أن فى داخلنا عنصر "الروح" الذى يتطلع إلى
الإلهيات، والأبديات، وما وراء المادة والطبيعة والزمن والموت!!
وبالعكس، إذا انحصر الإنسان فى الروحيات وأهمل المادة، تطرف فى اتجاه آخر
مضاد، فأهمل جسده، مع أن الكتاب يقول "لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته
ويربيه" (أف 29:5)، أو يمكن أن يهمل صرخات الفقراء والمساكين، مع أن الرب
يقول على لسان يعقوب الرسول: "هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم
المبخوسة منكم تصرخ، وصياح الحصادين قد دخل إلى أذنى رب الجنود"
(يع 4:5).
وهكذا نحتاج إلى التوازن بين الثقافتين: المادية والروحية، فنهتم بإشباع
الروح بكلمة الله، والصلاة، والأسرار المقدسة، والقراءات والاجتماعات
الروحية والأصوام، والمناسبات والأعياد الكنسية، وخدمة الفقراء والمحتاجين
والمظلومين والفئات الخاصة: كالمعوقين بديناً أو ذهينا، والمكفوفين، والصم
والبكم.. الخ. وكذلك نهتم بإشباع الجسد: بالدراسة والعلم والعمل وإنماء
الدخل وتكوين أسرة مقدسة مسيحى، وحياة معيشية معقولة... كذلك بالأهتمام
والالتزام بالعمل المجتمعى الوطنى والعام، فنحيا جزء من هذا الوطن، وعلينا
دور، وعندنا رسالة، وأمامنا جهد مطلوب من أجل بناء والإنسان المصرى، بل
الإنسان عموماً فى كل بقاع الأرض.
هذا الاهتمام المتوازن مطلوب، بين المادة والروح، فالرب الذى مكث مع الشعب
ثلاثة أيام يعلمهم بكلمة الله، حينما جاع الشعب، قال للتلاميذ: "أعطوهم
أنتم ليأكلوا" (مت16:14)، وهكذا اهتم بالروح والجسد معاً.
ونحن نؤمن أنه كما شارك الجسد الروح فى الخطية وفى آلام هذا الزمان، سنقوم بجسد روحانى، حتى يشترك مع الروح فى أمجاد الملكوت العتيد.
3- بين الإنسان والآلة:
مع صيحة التحديث والميكنة، هناك خطر داهم على حياة الإنسان، فسوف تقوم
الماكينة بعمل مجموعة ضخمة من العمال، مما يهدد بتزايد معدلات البطالة، حتى
فى العالم المتقدم صناعياً وتكنولوجياً. وهذه ملاحظة ماثلة للعيان، فالدول
الصناعية المتقدمة حّدثت، صناعاتها، وهكذا استغنت عن عدد كبير من العمال،
كما أنها هاجرت بماكيناتها إلى دول العالم الثالث حيث العمالة الرخيصة،
فازدادت مشكلة البطالة سوءاً. وأصبحنا نسمع عن "إعادة التدريب" حتى يتعلم
من كان يعمل فى صناعة ما، وسائل جديدة لصناعات أخرى مطلوبة... وكذلك بدأنا
نسمع عن "المشاريع ذات العمالة الكثيفة" وعن "البعد الإنسانى فى
التصنيع"... وهى كلها محاولات جيدة، ولكنها لا تلغى وجود مشكلة خطيرة، أن
الآلة حلت محل الإنسان، فى مواقع كثيرة، وبأعداد كبيرة.
توازن آخر مطلوب، كيف نستمر فى التقدم التكنولوجى، ونجد فرصاً جديدة لعمالة
الأجيال الصاعدة؟! لعل هناك من يبحث الآن عن مخرج لهذه المشكلة، التى بدأت
تنعكس خطورتها على الفرد والأسرة والمجتمع.
4- بين الزمن والأبدية:
من أخطر مشاكل العصر الانحباس والأنحصار فى الزمن، أى فى الحياة الأرضية،
بعد أن تعقدت مشاكلها، وتشعبت مسالكها، وصارت عبئا ثقيلاً على الإنسان،
أنساه البعد الأبدى والأخروى فى حياته. فإن كانت حياتنا الأرضية محدودة،
فحياتنا الأبدية غير محدودة، وإن كانت حياتنا تشبه كتاباً فالزمن هو
المقدمة، والأبدية هى المتن!!
وما أخطر أن يركز الإنسان فى حياته الأرضية فقط، ويتجاهل أبديته
اللامتناهية!! "فماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله، وخسر نفسه" (مت
26:16)، وما الفائدة من أن يكتنز الإنسان الكثير من مقتنيات هذا الزمان،
وينس اللؤلؤة كثيرة الثمن؟!
توازن آخر مطلوب من شباب هذا العصر، أن يهتموا بتكوين أنفسهم زمنياً، لكن
دون أن يهملوا فى تكوين أنفسهم أخروياً!! فقلب الإنسان المثلث، لو وضعنا
فيه حتى الكرة الأرضية، فستبقى زوايا المثلث فارغة، ولن يشبع قلب الإنسان
المثلث، إلا الله مثلث الأقانيم.
الإنسان بئر من الرغبات - كما يقول باسكال - وهذه الرغبات المستمرة، لا
يشبعها إلا غير المحدود، الله اللامتناهى!! فالإنسان فيه "عطش مطلق"، "وجوع
مطلق"، ولا يشبعه ولا يرويه إلا الله غير المحدود!! وتعالوا نتذكر
السامرية، وبئر يعقوب، وماء الحياة، الذى من يشرب منه "لا يعطش إلى الأبد
بل الماء الذى أعطيه، يصير فيه ينبوع ماء، ينبع إلى حياة أبدية" (يو 14:4).
5- بين القداسة والعدالة الاجتماعية:
يتحدث العالم الآن عن العدالة الاجتماعية، حتى قيل أن القرن الجديد سيكون
"قرن حقوق الإنسان"، وهذا شئ طيب... ومنظمات حقوق الإنسان انتشرت فى كل
مكان، تراقب وتحاسب وتطالب، وتكشف نواحى الظلم والقمع والتمييز، الدينى أو
الثقافى أو العرقى... وترفض أن يكون هناك سجناء رأى، وتفتش عن من يعيشون
تحت خط الفقر، أو فى مجاعات أو أوبئة أو فى هجرة جماعية نتيجة الحروب أو
المظالم... أو عن أطفال الشوارع، وعمالة الأطفال، أو العنف ضد المرأة، إلى
غير ذلك من أمور هامة فعلاً.
لكن الخطر يكمن عند الاكتفاء بالعدالة الاجتماعية، وعدم الالتفات إلى أهمية
القداسة، التى بدونها "لن ير أحد الرب" (عب 14:12). القداسة أصبحت عملة
صعبة، والحديث عنها أصبح حديث الأمانى والأساطير، بينما الحقيقة أن القداسة
هى الضمان الحقيقى لسعادة الإنسان: زمنياً وأبدياً، بدنياً وروحياً،
شخصياً وأسرياً واجتماعياً!!
خطر كبير هذا الانحلال الخلقى، والفساد الوظيفى، وقبول الرشاوى، والانفلات
الجنسى، والبلطجة، والتحايل على القانون... هذا كله خطر على الفرد،
والأسرة، والمجتمع... بينما تربية ضمير حى يقظ، وإنسان روحانى مقدس، يراعى
الله فى كل تصرفاته وعلاقاته وطموحاته، ويهتم بخلاص نفسه، أمر هام للغاية،
سواء فى المصير الزمنى أو الأبدى.
القداسة
1- مكسب للروح... حين تشبع بالله.
2- ومكسب للذهن... حين تستنير بنوره.
3- ومكسب للنفس... حينما تنضبط غرائزها بالجهاد والنعمة.
4- ومكسب للبدن... حينما يبتعد عن التدخين والخمور والمخدرات والنجاسة بأمراضها الخطيرة...
5- ومكسب للعلاقات... حينما تنجح بالمحبة!!
بينما النجاسة تدمير شامل للإنسان، بكل مكوناته!! لذلك فهناك توازن مطلوب،
بين خدمة الجسد والزمن والمادة، من خلال حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية،
وبين خدمة الروح والخلود والأبدية، من خلال التدين السليم!!
6- بين التفرد والمرجعية:
معروف أن هناك حاجات نفسية داخل الطبيعة البشرية، لابد من إشباعها، كالحاجة
إلى الحب، والأمن، والإنتماء، والتقدير، والنجاح، تحقيق الذات... ومن بين
هذه الحاجات: الحاجة إلى التفرد، والحاجة إلى المرجعية. وهاتان الحاجتان
تتكاملان، ومن الخطر الركون عند إحداهما وإهمال الأخرى. فالحاجة إلى التفرد
تعنى حاجة كل إنسان إلى أن تكون له خصوصية إسهاماته ودوره المتميز فى
الجماعة التى ينتمى إليها، فهو يرفض بطبيعته أن يكون مجرد ترس فى آلة، أو
قطعة غيار فى ماكينة!! الإنسان كائن حىّ، مريد، عاقل، له مواهبه وتفرده
وجوهره الخاص، وينبغى أن يعطيه المجتمع: الأسرى أو الكنسى أو العام، فرصة
إظهار مواهبه وطاقاته الكامنة وخصوصيته المتميزة. ولعل هذا هو الفرق
الجوهرى بين الشيوعية والاشتراكية من جهة، والرأسمالية من جهة أخرى، فبينما
النظام الشمولى يقمع الإنسان لصالح الجماعة، فيصير مجرد ترس فى آلة
الإنتاج الضخمة، كانت الرأسمالية تنمى. الحافز الفردى الأدبى والفكرى
والدينى والاقتصادى والإبداعى والإنتاجى، مما أبرز الكثير من المواهب،
وفجرَّ العديد من الطاقات.
غير أن التوازن المطلوب الآن هو بين أن نعطى الفرد فرصة الإبداع، ولكن لابد
من مرجعية له، حتى لا يحدث شطط... فالفرد جزء من مجموع، وفى المسيحية
الإنسان المؤمن عضو فى جسد، ولا يستطيع أن يكون فرداً مستقلاً بذاته، بل هو
عضو يتكامل من خلاله الجسد، ولا حياة له خارج الجسد. وهذا ما نسميه
"المرجعية"، بمعنى أنه يدرس الكتاب المقدس ويتأمل فيه، ولكن لا يصح أن
يفسره من عندياته وحده، دون الرجوع إلى مراجع لا حصر لها، حتى لا يبدأ من
فراغ أو يسقط فى هرطقة أو بدعة.
حتى فى الخدمة أو أى عمل دينى، لابد من أب الاعتراف، وأمين الخدمة، ورأى
الجماعة التى ينتمى إليه، ومباركة القيادة الكنسية، حتى لا يكتفى بفكره
الشخصى، فالمسيحية لم تبدأ به، أو تنتهى إليه، وعليه أن يراجع نفسه من خلال
الجماعة.
هكذا أوصى الله بولس عملاق الكرازة بأن يعرض عمله وكرازته على بطرس ويعقوب ويوحنا، ونال منهم يمين الشركة (غل 1:2-10).
توازن مطلوب، لا يصح أن يختل، بين الفرد والجماعة، العضو والجسد، التفرد والمرجعية!!
7- بين الحرية والالتزام:
الحرية هى سمة هذه الأيام، ورياح التحرير تهب على كل مكان. والله يحب أن
نكون أحراراً، وقد خلقنا كذلك، ولكنه يحب أن نحيا الحرية الحقيقية، وليس
الحرية الوهمية، التى هى فى حقيقتها حضيض العبودية، لأن "كل من يعمل
الخطية، هو عبد للخطية" (يو 34:8).
خلق الله الإنسان حراً، وترك له فرصة الاختيار بين أن يتبع الله أو يتبع
الشيطان واختار الإنسان الخطية والعصيان، فحلت عليه عقوبة "موتاً تموت" (تك
17:2)، "لأن أجرة الخطية هى موت" (رو 23:6)، لكن الرب هو الذى احتمل
العقوبة، ودفع الدين عنا، ومات فداءً لنا. إن حرية الإنسان كلفت الله
الكثير، والكثير جداً، فقد تجسد، ورفض من شعبه، وتألم كثيراً، ثم صلب عنا،
وقام لتبريرنا، وصعد كباكورة لنا، لنصعد معه وإليه فى النهاية، ونقضى -
بمحض اختيارنا - الأبدية السعيدة معه.
غير أنه لا توجد حرية مطلقة، فهذا وهم مدمر، وكما يقولون: "حريتك تنتهى عند
طرف أنفك"، أى أنها تنتهى عندما تبدأ حرية غيرك، وعليك ن لا تتدخل فى
حريته. أنت حرّ أن تقتنى سيارة، وأن تتحرك بها، لكن لابد أن تلتزم بقواعد
وقوانين المرور، إلا تعرضت للخطر، وعرضت الآخرين معك. وأنت حرّ أن تزور
صديقك، ولكنك لست حراً أن تتلصص على محتويات أدراج مكتبه، بدعوى أن هذه
غريزة الاستطلاع. كذلك أنت حرّ أن تأكل، ولكن دون أن تؤذى نفسك بكمية أو
أنواع الأطعمة التى تأكلها.
لذلك يجب الموازنة بين الحرية والالتزام!! وها نحن نرى أمامنا نتيجة انفلات
الحرية الجنسية فى الغرب، وكيف أدمنوا الخطيئة والدنس، فلم يستطيعوا أن
يتحرروا من ذلك بعد الزواج، فكانت الزيجات المتعثرة، والأسر المفككة،
والأولاد المشردين المتعبين نفسياً!!
إن الحرية المنفلتة نحو الجنس، قادهم إلى الإدمان، ثم إلى المخدرات، ثم إلى
الجريمة.. لكن "أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو 36:8).
لهذا لابد من حرية ملتزمة لها ضوابطها مثل:
1- الله.. النور الأعظم والخير اللانهائى.
2- الإنجيل.. حيث الوصايا ودستور الحياة اليومية.
3- الضمير.. صوت الله داخل الإنسان.
4- أب الاعتراف.. حيث الحلّ من الخطايا والحلّ للمشاكل.
5- قوانين الدولة.. حيث أوصانا الكتاب بطاعتها، مهما تغيَّرت من آن لآخر .
8- بين العلم والإيمان:
لا تعارض بين العلم الكامل والإيمان الحقيقى.. وحينما سألوا اسحق نيوتن،
بعد اكتشافاته المذهلة لقوانين الطبيعة، قال لهم: "كنت كطفل صغير، يلهو على
شاطئ محيط ضخم".. أما اينشتاين، صاحب النظرية النسبية، فقال: "كلما ازددت
علماً، ازددت إحساساً بالجهالة".. ذلك لأنه إن درس شيئاً وأدرك تفصيلاته،
فوجئ بجديد يحتاج إلى بحث!!
إن جسم الإنسان يحتوى على 60 مليار خلية، وكل خلية عليها الشفرة الوراثية الخاصة بالشخص، وتحتوى على 100.000 عنصر وراثى.
وها نحن نتعرف على الفيمتو/ثانية وهو جزء من مليون بليون من الثانية، حسب تحديد واكتشاف د. أحمد زويل، فى بحثه حول أشعة الليزر.
وهناك كوكب جديد يتم اكتشافه حالياً ضمن المجموعة الشمسية، حجمه جبار، لم يصلنا ضوؤه سوى هذه الأيام.
نعم.. العلم الحقيقى يمجد الله، سواء فى سماء الفلك، أو محيط الطيور
والحيوانات والكائنات البحرية، أو عالم النبات.. فكم بالحرى عالم الإنسان،
تاج الخليقة وكاهنها؟!
لهذا فهناك توازن مطلوب بين العلم والإيمان، فالعلم يبحث فى دائرة
الحسَّيات، والإيمان يبحث فى دائرة الماورائيات.. ماذا وراء المادة؟
والطبيعة؟ والحياة؟ والكون؟ والموت؟
ومشكلة بعض الباحثين سرعة القفز إلى نتائج غير سليمة، مثلما حدث فى نظرية
دارون "النشوء والارتقاء.. والانتخاب الطبيعى"، وكيف وجد دارون نفسه أمام
سؤالين غاية فى الصعوبة هما:
1- كيف جاءت الخلية الأولى الحية؟ 2- ماذا عن الفجوة الجبارة بين الغوريلا والإنسان؟
لم يستطع دارون الإجابة، ولكننا "بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله، حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" (عب 3:11).
نعم بالإيمان نفهم:
1- أن الله هو أصل الوجود وواهب الحياة للخلية الأولى ولكل الكائنات الحية.
2- أن الله صنع الإنسان على صورته ومثاله، ونفخ فيه روحاً عاقلة، ليست
موجودة فى الحيوانات. وإن تشابهت الأعضاء الجسمية بين الإنسان والحيوان
فهذا دليل آخر على وحدة الصانع، الذى خلقهما معاً، وترك بصمة فى كل منهما.
لماذا لا نتشابه فى بعض الأجهزة الدورية والعصبية والجنسية.. الخ، ما دامت
الوظائف متشابهة، والخالق واحد؟!
لكن هناك فرق شاسع بين الإنسان صاحب الروح العاقلة، والمتجاوز لذاته
والمتطلع إلى المطلق واللانهائى، والذى سيخضع للثواب والعقاب بسبب صوت الله
فى داخله، والروح العاقلة التى يتميز بها.. فرق شاسع بينه وبين الحيوان
الذى نفسه فى دمه، يموت فينتهى كل شئ!!
إن كانت العين المجردة ترى لمسافة محدودة، وتحتاج إلى التلسكوب لترى
الأجسام البعيدة.. كذلك لعقل الإنسانى المحدود، يدرك المحدودات، ويحتاج إلى
الإيمان، عطية الله، ليتعرف على غير المحدود.
"الإنسان الطبيعى لا يقبل ما لروح الله، لأنه عنده جهالة.. أما الروحى فيحكم فى كل شئ" (1كو 14:2،15).
9- بين الانتماء العولمة:
هناك توازن مطلوب فى هذا المجال، فالعولمة - رغم كل ما ستحمله لنا من
سلبيات - فيها إيجابيات كثيرة وهامة. والإنسان المسيحى، شعاره المستمر هو
"امتحنوا كل شئ، وتمسكوا بالحسن".
العولمة معناها ببساطة أن العالم كله أصبح كتلة واحدة أو سبيكة واحدة، من
حيث ثورة المعلومات والاتصال، فلم يعد ما يحدث فى قرية صغيرة فى أى دولة،
خافياً عن الأعلام العالمى. لذلك أصبحنا نسمع الآن عن "القرية العالمية"،
أو عن "الحجرة العالمية" بمعنى أن العالم أصبح مثل قرية صغيرة، أو حتى حجرة
صغيرة، تستطيع أن تحّس بكل ما يجرى فيها، فى ثوان معدودات، ليس فقط بعد أن
يقع الحدث، ولكن فى أثناء وقوعه فى كثير من الأحيان.
العولمة (Globalisation) - إذن - هى التأثير والتأثر المتبادلان بين أصغر
بقعة فى العالم، والعالم كله، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو
الثقافى. أى حادث إرهابى فى قرية، سيذاع فوراً على شبكات الاتصال
التليفزيونى (CNN) أو شبكة الانترنيت، ويمكن أن تكون له ردود فعل على مسطح
العالم كله. لذلك سوف يستحيل على أى دولة أو جزء من دولة أن تتخذ أى قرار
سياسى بمعزل عن التأثيرات العالمية المصاحبة والتابعة لهذا القرار. ذلك ما
شاهدناه فى كوسوفو وتيمور الشرقية.
وعلى المستوى الاقتصادى هناك اتفاقية الجات، التى ستفتح الحدود بين الدول،
وتلغى حواجز الجمارك، بحيث سنضطر أن نفتح الباب لسلع مستوردة، عندنا مثيل
لها، لكن الشركات الدولية العملاقة، سوف تستطيع إغراق الأسواق المحلية،
بمنتجاتها الأفضل والأرخص - ولو مؤقتاً - مما سيدمر الناتج المحلى.. وبعد
ذلك ترتفع الأسعار فى احتكار خطير!! ماذا عن مصانعنا؟ وعمالنا؟ ومنتجاتنا؟
وتصديرنا؟... أمور ستصبح عسيرة، وفيها سوف نجد التحدى الواضح، الذى يجبرنا
على تحسين منتجاتنا، وضبط أسعارها بحكمة، وإلا أكلها أخطبوط الجات.
وعلى المجال الثقافى، سوف تسود "ثقافة كوكبية"، من خلال شبكات البث
والانترنيت، وتحمل إلينا ملامح أسلوب الحياة الأمريكية، الذى كثيراً ما
يختلف عن أسلوب حياتنا، وتقاليدنا، ومبادئنا.. سواء من جهة الأخلاق أو حتى
من جهة المأكولات والمشروبات والملابس...
وحتى على المجال القومى والوطنى، هناك خطر ذوبان الهوية الوطنية،داخل فيضان
الهويات الأخرى، أو الأسلوب الغربى.. فلا يعود شبابنا معتداً بمصريته،
فخوراً بتاريخه وحضارته وجذوره، ويذوب فى أساليب وأنماط الحياة الغربية.
نعم.. هناك مخاطر.. مما يستدعى تأصيل أجيالنا الشابة روحياً، ودينياً،
وعقائدياً، وسلوكياً، ووطنياً، حتى نواجه هذا الوافد الطاغى. وبالطبع لا
نقصد أن نصم آذاننا عما يحدث حولنا، أو نحاول فرض القيود على شبكات البث،
فهذا ضرب من المستحيل، بل علينا أن نعود شبابنا بعد أن نؤصله روحياً
وثقافياً - أن يختار الصالح من كل منجزات التكنولوجيا والاتصال، ويرفض
الردئ فيها.
وما أكثر الصالح فى التكنولوجيا، وها نحن نرى الكومبيوتر يدخل إلى مدارسنا
وكنائسنا وبيوتنا، ويستحيل أن نتخلف عن هذه الثورة، لنحيا فى عزلة عن
العالم، بل المطلوب هو التوازن والتفاعل مع الثورة الجديدة، وتربية ضمائر
شبابنا ليختار الصالح، ويرفض الشرير.
10- بين الأنا والآخر:
توازن آخر نختتم به هذه السلسلة، بين الأنا والآخر. فما دام العالم قد صار
قرية صغيرة، والتداخل والتواصل والتفاعل والتكامل، أموراً لابد من
معايشتها، إذن، فهناك ضرورة للتعامل مع الآخر بروح طيبة.. ونقصد بالآخر
المختلف عنا دينياً أو ثقافياً أو اجتماعياً.. ليس فقط بسبب التداخل
العالمى، ولكن بسبب الفهم السليم للدين والحياة.
والآخر ليس عدواً، بل هو أخى فى الإنسانية.. فنحن جميعاً أسرة إنسانية
واحدة، جاءت من أب واحد هو آدم، وأم واحدة هى حواء. وجميع البشر خلقوا على
صورة الله ومثاله، وفيهم بصمة القدير، وصوت الضمير، وأشواق الخير.
المسيحى يرى فى نفسه:
نوراً.. يجب أن ينتشر فى العالم،
وملحاً.. يجب أن يملح الأرض بالطهارة،
وسفيراً.. ينقل صورة المسيح للكل،
ورسالة.. يقرأها جميع الناس،
ورائحة ذكية.. يسعد بها الآخرون،
وخميرة صغيرة.. تخمر العجين كله.
والمسيحى يرى فى الآخر:
أنه أخ فى الإنسانية،
أو أخ فى الوطن،
أو أخ فى الحياة اليومية،
أو مسيح صغير.. فالكل خلقوا على صورة الله...
والكل مدعون إلى العودة إلى الصورة الإلهية التى خلقوا عليها، وذلك من خلال عمل الفداء والروح القدس.
ففى أعماق كل إنسان، هناك نور داخلى، أو قبس إلهى، يحتاج أن نزيح عنه السواد، ليشرق من جديد.
والصحة النفسية، لها مؤشرات كثيرة، من ضمنها: قبول الذات، وقبول الآخر..
بمعنى أن يقنع الإنسان بعطايا الله له، ويطلب المزيد.. وأن يحب الآخر مهما
كانت ضعفاته، لأنه هو أيضاً غير خالٍ من الضعفات.
المسيحية تعلمنا تفاعل الحب، ونشر الخير، وتقديم الخدمة، وتوصينا: "ليكون
تقدمك ظاهراً فى كل شئ" (1تى 15:4)، "ليروا (الناس) أعمالكم الحسنة،
ويمجدوا أباكم الذى فى السموات" (مت 16:5).
فليعطنا الرب نعمة ومعونة لنحيا هذه التوازنات المطلوبة فى القرن الجديد،
شهادة لمسيحنا، واهتماماً بخلاصنا، وصولاً إلى أبديتنا السعيدة المرتجاه.
يتبع...........
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:36 pm
الحريه وابعادها وحدودها
أولاً : ما هو المقصود بالحرية :
يختلف مفهوم الحرية مع التطور السياسى والاقتصادى العالمى ، وظهور الهيئات
والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة من أجل حق تقرير المصير ، والتخلص من
الاستعمار ، والحريات الشخصية فى مواجهة السلطة ، وحرية التعبير . ولكن حين
وجهنا السؤال للشباب ركزت الإجابات على الحريات الشخصية ، خاصة فى مواجهة
سلطة الوالدين .
ويمكن ملاحظة الارتباط الوثيق بين الحرية وتحمل المسئولية فمنذ الطفولية
يتحول الإنسان تدريجياً إلى الاعتماد على النفس ، يتناول طعامه بنفسه ،
ويرتدى ملابسه ، ويختار أصدقاءه ، وينظم لعبه ثم مكتبة ، ويستذكر دروسه دون
إشراف الوالدين ... ويتضح هنا تراجع سلطة الوالدين تدريجياً ، مع تزايد
تحمل المسئولية الشخصية .
وهذا ما يؤكده "سارتر" فهو يؤكد الرابطة بين الحرية والمسئولية، فكل قرار
أنت حر فيه تكون مسئولاً عن النتائج المترتبة عليه . وذلك على كل المستويات
: من مسئولية الطالب عن نجاحه أو فشله الدراسى، إلى مسئولية الطبيب عن
الدواء الذى وصفه لمريض، إلى مسئولية الكاتب عن ما عرضه فى الجريدة ،
مسئولية السائق عن حادثة سيارة .. إلى مسئولية رئيس الدولة عما يتخذه من
قرارات تدخل فى نطاق سلطته وتؤثر على المجتمع .
ثانياً : الحرية وحقوق الآخرين :
"بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس: كل من لا يفعل البر فليس من الله ، وكذا من لا يحب أخاه" (1يو10:3)
إن أهم حدود الحرية هى حرية واحترام حقوق الإنسان الآخر ، فمثلاً استخدام
الراديو بحيث لا يزعج صوته الجار ، وعلى ألا يعطل آخر يريد أن يستذكر.
وكذلك التليفزيون والتليفون. بل أنه فى بعض المناطق أصبح هناك عقوبات على
استخدام "كلكس" السيارة .. كذلك تم منع التدخين فى أماكن كثيرة ، لأنه يضر
بالآخرين ، وما يتم مراجعته حالياً حول إلقاء نفايات فى نهر النيل .
ثالثاً: الحرية واحترام القانون :
هناك قوانين متعلقة بمواعيد العمل ، اختصاصات كل موظف ، والزى المدرسى أو
للمضيفات أو للممرضين والأطباء ، واحترام إشارات المرور ، واحترام
التعليمات فى الانتخابات ، والتعامل مع الرؤساء ، والهيئات ، والشركات ،
والبنوك .. هناك قوانين تنظم الحريات والتعامل ، وذلك في كل مناحى الحياة .
رابعاً: الحرية واحترام التقاليد :
فكل مجتمع له تقاليده وعاداته ، والخروج عنها يجعل الإنسان مرفوضاً أو موضع
سخرية، مثل نوعية الملابس فتختلف ملابس الهنود عن اليابانيين عن
الأوروبيين . كذلك يختلف أسلوب التحية والسلام ، وموقف المرأة فى المجتمعات
المختلفة ، وحتى ما يقدم على المائدة ، فحرية كل فرد عند إشباع احتياجاته
هى داخل الهامش الذى يسمح به المجتمع وتقاليده ...
خامساً: الحرية فى مواجهة الإنسان نفسه :
حتى فى مواجهة الإنسان لنفسه هناك حدود للحرية ، ولا يحق له أن يدمر ذاته
أو يقتلها ، وإذا ضبط يسعى لذلك تقيد يديه أو يوضع فى مصحة نفسية .. حماية
المجتمع ، وأمام الله أيضاً ... قاتل نفسه قاتل فالذى ينتحر تجاوز أبعاد
الحرية التى أعطيت له فلقد أعطى حق رعايته نفسه وليس قتلها ...
سادساً الحرية ومسئولية الإنسان عن شخصيته :
إن حرية الإنسان لا تعنى خروج الجسد أو العاطفة عن المبادئ التى يتمسك بها ،
أو المعتقدات والاقتناعات العقلية .فالتدخين مثلاً أو تعاطى المخدرات لا
يعنى أن الإنسان حر، بل يعنى أنه غير قادر على قيادة حياته وتحديد مساره .
هو استبعاد للعادات السيئة وليس تحرراً . والتخلص منها هو التحرر من
عبوديتها . الإدمان عبودية وليس حرية . وحتى عدم قدرة الإنسان على ضبط
شهواته ، وأهوائه ، ونزعاته وحدة انفعالاته هو نوع من الخضوع لها ، وهو
أسوأ من الخنوع لسلطات خارجية . "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو 8: )
وكل تحرر يتطلب قوة مقاومة وجهاد من اجل الانتصار ، وهو ضمن خطوات بناء
الشخصية القوية .
سابعاً: الحرية والانقياد للشلة :
عجيب أمر الفتى الذى يرفض تماماً الخضوع لأى أوامر أو نواهى من سلطة عليا ،
حرصاً على كرامته وحريته ، ثم ينقاد إلى شلة تتحكم فيه دون مناقشة ، أو
حتى مراجعة لقراراتها ، وأثر ذلك على مستقبله وحياته وكيانه ، ومادام
احتمال الانسياق للشلة قائماً ، يجب التدقيق أصلاً فى اختيار الأصدقاء ، إذ
يقول المثل الإنجليزى "الصديق مثل رقعة الثوب يجب أن يكون من نفس النسيج" .
أنت حر حين تختار الصديق . ولكن بعد ذلك لا تضمن التأثير إذا أسأت
الاختيار .
ثامناً: الحرية والقسمة والنصيب :
هناك جوانب من الحياة لسنا أحراراً فى اختيارها مثل الأسرة ، المدينة أو
القرية ، الوطن ، الجنس ، اللون وغيرها من الصفات الوراثية . ولكن حرية
ومسئولية استغلالها مكفولة في حدود معينة وكثير منا يلقى مسئولية فشله على
الله أو على قسمته ونصيبه ، أما النجاح فينسبه لنفسه ...
نسمع ذلك عند ظهور نتائج الامتحانات ، أو فشل الزيجات ، كل إنسان فى حدود
ظروفه وقدراته يختار طريقه ، ويشكل حياته ، وعليه أن يتكيف مع ما لا يمكن
تغييره ، يقبله كواقع ويتفاعل معه ، يعدل ويصلح ما يمكن إصلاحه .
تاسعاً: الحرية فى علاقتنا بالله :
لقد خلق الله آدم وحواء أحراراً ، وأكلوا من الشجرة على عكس الأمر الإلهى ،
ولكن تم حسابهم ، فهم وكل بنى آدم مسئولون أمام الله . إن الإنسان مدعو
لأن يكون أبناً لله ، والأنبياء والرسل عبر العصور يبلغونهم الدعوة للأحضان
البوية ، لكن الاستجابة مسئولية شخصية . الابن الضال هو الذى قرر أن يترك
بيت أبيه ، وهو الذى اتخذ قرار العودة . إن الحياة مع الله لا تلغى حريتنا ،
بل تضيف إليها إذ أن الروح يعطينا قوة النصرة على إغراءات العالم ، وضغوط
الجسد ، إثارات الآخرين ، عدو الخير ...
إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو 36:8) .
وتعرفون الحق ، والحق يحرركم" (يو 32:8) .
إنما دعيتم إلى الحرية أيها الأخوة ، لا تصمدوا الحرية فرصة الجسد" (غل 13:5) .
فاثبتوا في الحرية التى حررنا بها المسيح" (غل 1:5) .
عاشراً : الحرية الحقيقية :
هى حرية الروح ، وإمكانية النصرة ، فالحرية هى القدرة على الاختيار ،
والقدرة على الانتصار .. وهذا ممكن بالمسيح الذى يسكب فينا روحه القدوس
ونعمة الإلهية فتكون أقوياء أمام إغراءات الشر ، ومنتصرين بقوة عمله فينا ،
وبأمانة جهادنا معه ... والإنسان المؤمن يضع لنفسه ضوابط هامة مثل :
1- روح الله الساكن فينا .
2- الكتاب المقدس الذى ينير طريقنا .
3- الضمير .. الذى يتحدث داخلنا .
4- الأب الروحى .. الذى يقود حياتنا بنعمة الله .
يتبع.............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:37 pm
مقياس اختيار شريك الحياه
كثيراً ما يتساءل المقبلون على الزواج "كم يكون الفارق المثالى فى العمر
بين الخطيبين؟" أو "هناك فارق تعليمى كبير بيننا فهل أوافق؟" أو "هى من
عائلة أرستقراطية وأنا نشأت فى بيئة شعبية فهل يتناسب زواجنا".
ليس لمثل هذه الأسئلة ردود محددة، فلا يمكن - مثلاً - أن نقرر مدى
عمرياً معيناً بين الخطيبين يصلح أن يطبق فى كل حالات الإرتباط إنما هناك
مقاييس عامة فى الإختيار من بينها فارق السن.
مقاييس الإختيار الزيجى :
أ- مقاييس داخلية :
1- حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسى المتبادل.
2- حد أدنى من التناسب فى الطباع.
3- حد أدنى من الإتفاق على قيم أخلاقية أساسية.
4- حد أدنى من الإتفاق على أهداف مشتركة فى الحياة.
5- حد أدنى من التناسب الروحى.
ب- مقاييس خارجية :
1- الخصائص الجسمانية.
2- التناسب فى العمر.
3- التناسب فى المستوى الثقافى والتعليمى.
4- التناسب فى المستوى الاجتماعى.
5- الإمكانات الإقتصادية اللازمة لإتمام الزواج.
ويأتى القرار المناسب نتيجة للمحصلة النهائية لهذه المقاييس مجتمعة، ولكى
يتمكن كل من الخطيبين من التأكد من صلاحية كل منهما للآخر ينبغى أن يأخذ فى
الإعتبار الاحتياطات التالية:
1- الوضوح مع النفس : وبالتالى الصراحة التامة مع الآخر والمكاشفة
المتبادلة بلا تمثيل، ولا تزييف للحقائق ولا إخفاء لأمور لها علاقة
بحياتهما المشتركة المقبلة.
2- إتاحة فرصة كافية للتعرف : كل واحد على طباع الآخر عن قرب من خلال
الأحاديث، والمواقف والمفاجآت المختلفة، وهذا يتطلب أن تكون فترة الخطبة
كافية، بلا تسرع ولا تعجل.
3- الإستعداد المتبادل لقبول الآخر المختلف : "عنى" والتكيف على طباعه حتى
لو استلزم ذلك "منى" التنازل عن أمور أفضلها ولا تروق له، أو تعديل سلوكيات
وإتجاهات تعوقنى عن التفاهم معه والتلاقى به.. هذا هو أهم احتياط يؤخذ فى
الإعتبار من أجل زواج ناجح.
4- تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة : حيث العاطفة الرومانسية
خيالية، وتلتمس العذر لكل العيوب حتى الجوهرية منها، وتؤجل تصحيح الإتجاهات
الخاطئة، وتضعف الإستعداد للتغير إلى الأفضل، فالعاطفة غير المتعقلة توهم
الخطيبين بعدم وجود أية إختلافات، وتصور لهما استحالة حدوث أية مشكلات
مستقبلية.
لو وضع كل خطيبين فى إعتبارهما هذه الإحتياطات الأربعة أو دربا
نفسيهما على العمل بها، ثم أعادا النظر إلى المقاييس السابقة لصارت الرؤية
أكثر وضوحاً، ولأختفى التردد فى صنع قرار الإرتباط. فمن كان لديهما استعداد
قبول الاختلافات والتكيف عليها أمكنهما تحقيق التناسب الكافى الذى يؤدى
غيابه إلى أغلب الخلافات الزوجية.
أما بقية المقاييس الداخلية الأخرى فيمكن اكتشافها بغير صعوبة
مادام هناك الوضوح، والفرصة الكافية، والعقل الواعى، حيث يمكن بلا عناء
التعرف على وجود قيم وأهداف مشتركة، أما التناسب الروحى فهذا أمر يمكن
إكتشافه أيضاً من خلال المواقف المختلفة، ويمكن أيضاً أن يجتذب أحدهما
الآخر للمسيح فيكون الزواج سبب خلاص مشترك.
المقاييس الداخلية للإختيار - إذن - تشكل الأساس الراسخ للزواج،
ولكن لا ينبغى أن نتجاهل المقاييس الخارجية: فكلما كان السن متقارباً كلما
كان ذلك أفضل ولكن ليست هذه هى القاعدة الثابتة، إذ تلعب ديناميكية الشخصية
دورها المهم، فتوجد شخصيات قادرة على تجاوز فارق السن،
وشخصيات أخرى قد أصابتها شيخوخة نفسية مبكرة برغم صغر السن.. فالعبرة - إذن - بفاعلية الشخصية.
كذلك كلما كان هناك تقارب فى المستوى التعليمى كلما كان ذلك
مفضلاً، ولكن هناك شخصيات ذات مستوى تعليمى أقل، ولكنها قادرة على تعويض
نقص التعليم بمضاعفة التثقيف الذاتى، بينما هناك شخصيات أخرى متعلمة ولكنها
غير قادرة على التفكير السليم والحوار الفعال، والنظرة الموضوعية للأمور،
فالعبرة - إذن - بفاعلية الشخصية.
كذلك يفضل أن يكون المستوى الاجتماعى والاقتصادى بين الشريكين
متقارباً حيث يمكن للعائلتين التعامل بحرية مادام المستوى متناسباً، ولكن
العبرة بمدى الحب الحقيقى بين الزوجين حيث يتجاوز الحب كل الفوارق
الإجتماعية، ولكن زيجات من هذا النوع قد تتحداها صعوبات فى التعامل بين
العائلتين كلما كانت الفجوة كبيرة بين الطرفين.
والخلاصة أنه يجب على المقبلين على الزواج التأكد من توافر
المقاييس الداخلية، مع أغلب المقاييس الخارجية من أجل زواج ناجح.. وبرغم أن
المحبة واستعداد قبول الآخر كما هو، ومن حيث هو، تتجاوز الفجوات، وتصالح
المتناقضات، إلا أنه لا يفضل ضياع التناسب فى أكثر من مقياس خارجى واحد..
فقد نتجاوز عن فارق عمر كبير بعض الشئ، ولكن لا تتجاوز عن فارق تعليمى
واجتماعى بأن واحد.
أخيراً ينبغى أن نلتفت إلى ملاحظة مهمة.. إن إختيار شريك الحياة ليس إلا
بداية لمرحلة طويلة من الإكتشاف المستمر لشخصية الآخر، والتكيف الدائم مع
طباعه من خلال التفاهم والتنازل عن "تحيزاتى" حباً بالآخر الحب الذى يحتمل
كل شئ، ويصبر على كل شئ (1كو 13).. فإذا اعتبرنا أن الإختيار نقطة على خط
الحياة الزوجية، فإن عملية الإكتشاف المستمر لشريك الحياة هى خط الحياة
الزوجية كلها، وبدونها لا يتحقق نجاح الحياة العائلية.
يتبع................
كثيراً ما يتساءل المقبلون على الزواج "كم يكون الفارق المثالى فى العمر
بين الخطيبين؟" أو "هناك فارق تعليمى كبير بيننا فهل أوافق؟" أو "هى من
عائلة أرستقراطية وأنا نشأت فى بيئة شعبية فهل يتناسب زواجنا".
ليس لمثل هذه الأسئلة ردود محددة، فلا يمكن - مثلاً - أن نقرر مدى
عمرياً معيناً بين الخطيبين يصلح أن يطبق فى كل حالات الإرتباط إنما هناك
مقاييس عامة فى الإختيار من بينها فارق السن.
مقاييس الإختيار الزيجى :
أ- مقاييس داخلية :
1- حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسى المتبادل.
2- حد أدنى من التناسب فى الطباع.
3- حد أدنى من الإتفاق على قيم أخلاقية أساسية.
4- حد أدنى من الإتفاق على أهداف مشتركة فى الحياة.
5- حد أدنى من التناسب الروحى.
ب- مقاييس خارجية :
1- الخصائص الجسمانية.
2- التناسب فى العمر.
3- التناسب فى المستوى الثقافى والتعليمى.
4- التناسب فى المستوى الاجتماعى.
5- الإمكانات الإقتصادية اللازمة لإتمام الزواج.
ويأتى القرار المناسب نتيجة للمحصلة النهائية لهذه المقاييس مجتمعة، ولكى
يتمكن كل من الخطيبين من التأكد من صلاحية كل منهما للآخر ينبغى أن يأخذ فى
الإعتبار الاحتياطات التالية:
1- الوضوح مع النفس : وبالتالى الصراحة التامة مع الآخر والمكاشفة
المتبادلة بلا تمثيل، ولا تزييف للحقائق ولا إخفاء لأمور لها علاقة
بحياتهما المشتركة المقبلة.
2- إتاحة فرصة كافية للتعرف : كل واحد على طباع الآخر عن قرب من خلال
الأحاديث، والمواقف والمفاجآت المختلفة، وهذا يتطلب أن تكون فترة الخطبة
كافية، بلا تسرع ولا تعجل.
3- الإستعداد المتبادل لقبول الآخر المختلف : "عنى" والتكيف على طباعه حتى
لو استلزم ذلك "منى" التنازل عن أمور أفضلها ولا تروق له، أو تعديل سلوكيات
وإتجاهات تعوقنى عن التفاهم معه والتلاقى به.. هذا هو أهم احتياط يؤخذ فى
الإعتبار من أجل زواج ناجح.
4- تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة : حيث العاطفة الرومانسية
خيالية، وتلتمس العذر لكل العيوب حتى الجوهرية منها، وتؤجل تصحيح الإتجاهات
الخاطئة، وتضعف الإستعداد للتغير إلى الأفضل، فالعاطفة غير المتعقلة توهم
الخطيبين بعدم وجود أية إختلافات، وتصور لهما استحالة حدوث أية مشكلات
مستقبلية.
لو وضع كل خطيبين فى إعتبارهما هذه الإحتياطات الأربعة أو دربا
نفسيهما على العمل بها، ثم أعادا النظر إلى المقاييس السابقة لصارت الرؤية
أكثر وضوحاً، ولأختفى التردد فى صنع قرار الإرتباط. فمن كان لديهما استعداد
قبول الاختلافات والتكيف عليها أمكنهما تحقيق التناسب الكافى الذى يؤدى
غيابه إلى أغلب الخلافات الزوجية.
أما بقية المقاييس الداخلية الأخرى فيمكن اكتشافها بغير صعوبة
مادام هناك الوضوح، والفرصة الكافية، والعقل الواعى، حيث يمكن بلا عناء
التعرف على وجود قيم وأهداف مشتركة، أما التناسب الروحى فهذا أمر يمكن
إكتشافه أيضاً من خلال المواقف المختلفة، ويمكن أيضاً أن يجتذب أحدهما
الآخر للمسيح فيكون الزواج سبب خلاص مشترك.
المقاييس الداخلية للإختيار - إذن - تشكل الأساس الراسخ للزواج،
ولكن لا ينبغى أن نتجاهل المقاييس الخارجية: فكلما كان السن متقارباً كلما
كان ذلك أفضل ولكن ليست هذه هى القاعدة الثابتة، إذ تلعب ديناميكية الشخصية
دورها المهم، فتوجد شخصيات قادرة على تجاوز فارق السن،
وشخصيات أخرى قد أصابتها شيخوخة نفسية مبكرة برغم صغر السن.. فالعبرة - إذن - بفاعلية الشخصية.
كذلك كلما كان هناك تقارب فى المستوى التعليمى كلما كان ذلك
مفضلاً، ولكن هناك شخصيات ذات مستوى تعليمى أقل، ولكنها قادرة على تعويض
نقص التعليم بمضاعفة التثقيف الذاتى، بينما هناك شخصيات أخرى متعلمة ولكنها
غير قادرة على التفكير السليم والحوار الفعال، والنظرة الموضوعية للأمور،
فالعبرة - إذن - بفاعلية الشخصية.
كذلك يفضل أن يكون المستوى الاجتماعى والاقتصادى بين الشريكين
متقارباً حيث يمكن للعائلتين التعامل بحرية مادام المستوى متناسباً، ولكن
العبرة بمدى الحب الحقيقى بين الزوجين حيث يتجاوز الحب كل الفوارق
الإجتماعية، ولكن زيجات من هذا النوع قد تتحداها صعوبات فى التعامل بين
العائلتين كلما كانت الفجوة كبيرة بين الطرفين.
والخلاصة أنه يجب على المقبلين على الزواج التأكد من توافر
المقاييس الداخلية، مع أغلب المقاييس الخارجية من أجل زواج ناجح.. وبرغم أن
المحبة واستعداد قبول الآخر كما هو، ومن حيث هو، تتجاوز الفجوات، وتصالح
المتناقضات، إلا أنه لا يفضل ضياع التناسب فى أكثر من مقياس خارجى واحد..
فقد نتجاوز عن فارق عمر كبير بعض الشئ، ولكن لا تتجاوز عن فارق تعليمى
واجتماعى بأن واحد.
أخيراً ينبغى أن نلتفت إلى ملاحظة مهمة.. إن إختيار شريك الحياة ليس إلا
بداية لمرحلة طويلة من الإكتشاف المستمر لشخصية الآخر، والتكيف الدائم مع
طباعه من خلال التفاهم والتنازل عن "تحيزاتى" حباً بالآخر الحب الذى يحتمل
كل شئ، ويصبر على كل شئ (1كو 13).. فإذا اعتبرنا أن الإختيار نقطة على خط
الحياة الزوجية، فإن عملية الإكتشاف المستمر لشريك الحياة هى خط الحياة
الزوجية كلها، وبدونها لا يتحقق نجاح الحياة العائلية.
يتبع................
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:37 pm
الشباب والانتماء
الانتماء احتياج أساسى للإنسان، لا سيما فى فترة الشباب، التى فيها تتكون
ملامح الشخصية، وتتحدد توجهات الشباب المستقبلية. ولكن المؤسف أن البعض
يتصور الانتماء نوعاً من "الصفقات"، التى فيها يتغلب الأخذ على العطاء...
فيصير الانتماء إضافة إلى الذات وقيمة أنانية فردية أو طائفية أو حتى
جماعية، لهذا يقول بعض الشباب: كيف انتمى إلى مصر، وأنا
لا أنال كل حقوقى، لا أجد فرصة عمل جيدة، ولا فرصة سكن، ولا فرصة زواج.
الحقيقة أن هذا التفكير غير سليم، فالانتماء أساساً احتياج إنسانى، متعدد الزوايا، وهو مكسب بحد ذاته.. كيف؟
أولاً : الإنتماء إحتياج إنسانى :
فعلاً، فهو جزء أساسى من الطبيعة الإنسانية، وهو احتياج متعدد الزوايا لأنه:
1- إحتياج نفسى :
فإن كان الجهاز التنفسى للإنسان غرائز واحتياجات نفسية موروثة، مع عواطف
وعادات واتجاهات مكتسبة، يكون الإنتماء أحد الحاجات النفسية الأساسية، التى
بدونها لا تستقيم النفس، ولا يسعد الإنسان. وكما يحتاج الإنسان نفسياً إلى
الأمن، والحب، والتقدير، والنجاح، والتفرد، والمرجعية، يحتاج إلى
الإنتماء.
يستحيل أن يسعد الإنسان فى وضع "اللامنتمى"، إذ يحس أنه فى حالة فراغ،
ووحشة، وعزلة رهيبة، وكأنه معزول فى جزيرة موحشة، وكل ما حوله ظلام ورعب
ووحوش! وهو بذلك يقترب من إحساس بعض الوجوديين الملحدين الذين كانوا
يقولون: "الجحيم هو الآخر"، فهم يعيشون وحشة الذات وعزلة الأنا ورفض
الآخر!! ويتصورون أن الآخرين يعطلون تقدمهم، ويعرقلون نجاحهم، وإمكانية
تحقيق ذواتهم.. مع أن الحقيقة أننى لا أكتمل إلا بالآخر، فهو عون وسند،
وفيه يتحقق الحب، والتعلم، والاقتداء، ومن خلاله تتكون الأسرة، والجماعة،
والمجتمع.
إن فكر المسيح له المجد، يدعونا إلى العطاء، مؤكداً أنه "مغبوط هو العطاء
أكثر من الأخذ" (أع 35:20). وهذه حقيقة اختباريه، عملية وعلمية، وليست مجرد
وصية دينية. فالجحيم الحقيقى هو "الانحصار فى الذات"، وقديماً قال الآباء:
"إن المشيئة الذاتية هى الجحيم"، فالإنسان الأنانى دائماً كاره ومكروه،
أما الإنسان المعطاء فهو دائماً محب ومحبوب.. ومن هنا تبدأ السعادة،
والسلام النفسى.
2- إحتياج إجتماعى :
فالانتماء يشبع هذه الحاجة أيضاً، وأقصد الحاجة إلى الآخر، وإلى الاحتكاك
والتفاعل، والتعاون والتناسق، والاتحاد والشركة. فالإنسان أصلاً "مخلوق
إجتماعى"، وهو يحيا السعادة من خلال انتمائه للجماعة، أخذاً وعطاءً، وبخاصة
كلما زاد عطاؤه عن أخذه. الإنسان المنحصر فى ذاته يحيا جحيم الرغبات
الجامحة، والطموحات المحققة وغير المحققة، والعداء مع كل من حوله، وكل من
يقف فى طريق أنانيته. أما الإنسان المحب للآخرين، والذى انسكبت فى قلبه
محبة الله بالروح القدس (رو 5:5)، فهو دائم الفرح والسلام، دائم العطاء
والتفاعل، يحب الجميع، ويحبه الجميع، يسعد الآخرين بحبه، ويسعد هو بحب
الآخرين، وشعاره المفضل فى الحياة هو: "كن معطاء تعيش سعيداً".
الإنسان مخلوق إجتماعى، فمن الزواج، إلى الأسرة، إلى الكنيسة، إلى الوطن،
إلى البشرية... يحقق انتماءه فى دوائر متتالية، تتسع شيئاً فشيئاً، قدر ما
اتسعت جدران قلبه، بسبب سكيب الحب الإلهى فى داخله!
ولعل لنا فى الأنبا بولا - أول السواح - أنموذجاً رائعاً فى الانتماء، وهو
الراهب المتوحد لعشرات السنين، لا يرى إنساناً، ولا يراه إنسان، فحينما
ألتقى به القديس الأنبا أنطونيوس وجدناه يسأله عن أمرين: كفاح القديس
أثناسيوس ضد الآريوسية، وذلك نتيجة انتمائه للكنيسة المقدسة، ومدى انتظام
فيضان النيل، نتيجة انتمائه للوطن الأم. أما وجدانياً فالمتوحد اتحد بالله،
ومن خلال هذا الاتحاد المقدس، يتحد ببقية أعضاء الجسد المقدس، أى الكنيسة،
وبقية مواطنيه فى الوطن بل حتى أخوته فى الجنس البشرى عموماً.
كم بالحرى إذن ينبغى أن يكون الخادم والمواطن العادى، فى ضرورة الارتباط بأخوته، والنمو فى المشاركة والتفاعل؟
3- إحتياج روحى :
والانتماء أيضاً احتياج روحى إذ كيف أستطيع أن أمارس حياتى الروحية بدون
"الآخر"؟ الآخر فرصة حب، وتعاون، وتعلم، وقدوة، واحتكاك، وتلمذة، واكتساب
فضائل، ونمو روحى... فحتى لو ضايقنى الآخر، فهنـا أتعلم الحب!!. فالحب
البشرى هو الحب "بسبب"، أما الحب الإلهى فهو الحب "بالرغم من" حتى الأعداء
يعلموننى الصفح والحب، حينما أخذ فى أحشائى نوعية الحب الإلهى القادر على
الصفح والعطاء.
إن الرب قبل أن يخلق حواء، أشعر آدم بالحاجة إلى "الآخر"، من خلال مرور
الحيوانات والطيور أمامه، إذ وجد كل نوع منها ذكراً وأنثى، "وأما لنفسه لم
يجد معيناً نظيره" (تك 20:2)، إذ شعر آدم باحتياجه هذا، خلق الرب حواء من
إحدى ضلوعه، من منطقة الوسط، حتى لا تتسيد عليه أو تستعبد له، بل تكون
"نظيراً" مساوياً، قريباً من القلب ومحبوباً. ومن خلال هذا الاتحاد الزيجى
المقدس، يكون العطاء للآخر، وعطاء الزوجين للأولاد، والمجتمع، وللكنيسة..
امتداداً للجنس البشرى، وإضافة إلى عدد القديسين فى الملكوت.
لاشك أن الاحتكاك بالآخر هو طريق النمو الروحى، واكتساب الفضائل، واتحاد الحب، وفرصة الخدمة.
ثانياً: الإنتماء... دوائر:
ربما يسأل الشباب: ما هى دوائر الانتماء فى حياتنا، إذا كان الانتماء هكذا مهما وهكذا مفرحاً؟
هناك دوائر متعددة، تتسع شيئاً فشيئاً فتخلق من الإنسان، إنساناً كونياً أى
أن يتسع قلبه ليشمل الكون بأسره، لأنه أختبر الحب اللانهائى، الذى هو
الله، وهذه بعض الدوائر:
1- دائرة الأسرة :
أضيق الدوائر، ولكنها مهمة، فالإنسان المنتمى إلى أسرته سيحب والديه وأخوته، ولن يفعل ما يشين أسرته، أو يعوق مسيرة أخوته.
تصوروا عضواً فى الأسرة وقد انحرف أو فسد.. ألا يؤذى الأسرة كلها فى
سمعتها! ولو أن فتاة انحرفت مثلاً، ألا تعطل زواج أخوتها وأخواتها،
وبالعكس، فالعضو المسيحى الصادق فى مسيحيته، والمخلص فى انتمائه، سيفكر فى
أسرته قبل نفسه، لأنه إنسان غير أنانى، يعطى قبل أن يأخذ، وحتى دون أن
يأخذ.
2- دائرة الطائفة :
فهذا أرثوذكسى مقتنع بعقيدة كنيسته، يحيا طقوسها ويشبع بألحانها، ويتشفع
بقديسيها، ويمارس حياتها، ويحس من خلال الأفخارستيا أنه فى شركة حية، ذات
أبعاد رباعية: شركة مع الله، وشركة مع السمائيين، وشركة مع أخوته فى
الكنيسة، وشركة مع أخوته فى البشرية، إذ يصلى من أجل العالم كله.
والكنيسة علمتنا أن نكون متسعين حتى للغريب، واليتيم، والأرملة، والضعيف،
وأن نصلى من أجل الرئيس، والوزراء، والزروع، والثمار، والمياه، والأهوية،
والنيل... الخ.
لذلك فالإنسان يجب أن يحس بانتمائه إلى كنيسته القبطية الأرثوذكسية، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، كعضو حىّ فيها.
3- دائرة المسيحية :
فالأرثوذكسى الصادق يحب أخوته المسيحيين فى الطوائف الأخرى، كالكاثوليك
والإنجيليين، فى صدق يبرهن على سلامة مسيحيته. فالسيد المسيح يشتاق أن نتحد
فى الإيمان، وهذا لن يتم إلا من خلال المحبة، والحوار اللاهوتى، والاحترام
المتبادل، وحتى إذا رفض الإنسان المسيحى الهراطقة غير المسيحيين من أمثال
السبتيين وشهود يهوه، إلا أنه لا يكرههم بل يرجو لهم التوبة، والعودة إلى
حظيرة الإيمان المسيحى السليم. أن يتمسك بمسيحيته وأرثوذكسيته، دون أن
يدفعه التمسك إلى التعصب أو احتقار الآخرين أو ضيق القلب.
4- الانتماء للوطن :
ومن منا لا يفخر بانتمائه لمصر؟! إن قلوبنا تهتز فرحاً حينما نسمع نشيداً
لمصر، أو حينما نسمع عن انتصارمصرى حققه أبناء مصر. سواء فى ميادين السياسة
أو العلم أو الفن أو الأدب أو الرياضة وغير ذلك...
فما أسعدنا بتاريخنا، وحضارتنا، وآثارنا، وروحنا المتميزة.
نعم
ما أسعدنا بمصر... التى باركها الرب منذ القديم ووطأتها أقدام المسيح، والقديسين، والأنبياء...
كيف لا نسعد بالانتماء لها ؟ وكيف لا نتقدم لخدمتها، ونرفع رايتها عالياً فى كل المحافل الدولية؟
وهنا أهمس فى أذنك يا أخى الشاب، ويا أختى الشابة: عل يشارك كل منكما فى
واجبه الوطنى بالعمل الجاد، والأمانة المسيحية، والمواطنة الصالحة، وهل
يقوم كل منكما بدوره الوطنى فى تقديم الفكر والرأى والنموذج، سواء فى مجاله
الصغير، أو فى المجالات العامة كالانتخابات؟
5- الانتماء للبشرية :
هل من المعقول أن نرى الشباب الفلسطينى يصرخ من الاحتلال الإسرائيلى
المتعسف، ولا نعيش معه أحاسيسه؟! شباب يطالب بحقه فى الحياة، والوطن،
والكرامة الإنسانية، وهى أبسط حقوق الإنسان، ويصرخ فى وجه العدو الذى أغتصب
أرضه وهويته بالسلاح، ولا يريد أن يسمع لصوت الحق والضمير، وكيف لا أحس
بالتعاطف معه، والمسيحية ضمير وحق؟!
والسود المضطهدون فى جنوب أفريقيا، لمجرد أنهم يطلبون المساواة بين البشر،
كيف لا نحس بقضيتهم؟! وكيف لا نصرخ فى وجوه البيض، أنتم قساة القلب، وما
تمارسونه ليس من المسيحية، وحتى ليس من الإنسانية.
والمطحونين فى الأرض بالجفاف والمجاعة، والظلم والقهر، كيف لا نحس بهم،
والكتاب يقول: "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم
أيضاً فى الجسد" (عب 3:13).
إن المسيحية الحقيقية تلتزم بقضايا المجتمع، وهى ضمير العالم، والكنيسة جسد
المسيح المقدس، تحتضن كل البشرية، وتجتهد فى نشر المحبة والعدالة بين
الناس.
ثالثاً: مقومات الانتماء :
يحتاج الإنسان الراغب فى الانتماء إلى المقومات التالية:
1- الحب الإلهى :
فلا انتماء بدون حب!! الحب هو المعبر إلى الآخر!! وهو وسيلة الاتحاد داخل
الأسرة، وفى الجماعة الكنسية، والجماعة الوطنية، والبشرية عموماً.. الحب
يعطى بسخاء، ويهب دون انتظار المقابل، ويصفح حتى عن الأعداء، ويتحد
بالآخرين ويتواصل معهم فى كل ظروف حياتهم "فرحاً مع الفرحين وبكاء مع
الباكين" (رو 15:12).
2- الوعى :
فلا انتماء بدون وعى.. الإنسان الواعى بذاته، وبالآخر، وبالرب، وبالوطن..
هو الإنسان القادر على ممارسة الانتماء. نحتاج أن نتواصل على كل المستويات:
داخل الأسرة والكنيسة والمجتمع.. نحتاج أن نتثقف وندرس كل تيارات الفكر
المعاصر، وظروف المجتمعات المختلفة، وهموم الإنسان فى كل مكان نحتاج إلى
ذهن مفتوح وقلب مفتوح، ليمكننا أن نتفاعل مع الآخرين عطاء وأخذاً.
3- المرونة القوية :
فالإنسان المنتمى سيحتك مع آخرين، ربما لا يعيشون قيمه ومبادئه وإيمانه..
ولكنه لابد وأن يتعامل معهم... إذن فلتكن لديه المرونة فى الله، التى تمكنه
من الإفراز والتمييز، فى المواقف المختلفة، وهكذا يسير مع الآخرين حينما
يكون الاتجاه سليم، ويرجع سائراً ضد التيار، حينما يكون الاتجاه سقيماً.
إنه كالسمكة الحية، القادرة على اختيار الاتجاه الذى يروق لها، سواء مع
التيار أو ضده، وليس كالحوت الميت، الذى يسير مع التيار إلى أن يقذفه البحر
إلى الشاطئ.
4- الإسهام الإيجابى :
فالمسيحية أبداً ما كانت ديناً سلبياً، يعزلنا عن حركة الحياة، وتيارات
المجتمع.. بل هى قوة ديناميكية قادرة على التفاعل الخلاق، والعطاء
الإيجابى، لهذا فالمسيحى الحقيقى يتحرك تجاه أخوته فى الوطن، بحب صادق،
ويشترك فى نشاطات المدرسة والكلية والاتحاد والنقابة والانتخابات
والأحزاب... مقدماً صورة طيبة ومؤثرة، للإنسان المسيحى، الصادق والمعطاء.
رابعاً: فوائد الانتماء :
لاشك أن الانتماء حينما يسود حياتنا، يعطينا بركات كثيرة على المستويين الفردى والجماعى:
1- الاستقرار النفسى :
إذ أن الانتماء - كما ذكرنا آنفا - هو احتياج نفسى، ضمن الاحتياجات النفسية
المختلفة: كالحاجة إلى الحب والأمن والتقدير والنجاح وتحقيق الذات.. الخ.
لذلك فالإنسان المنتمى يكون مستقراً من الناحية النفسية، لا يحس بالاغتراب،
ولا يقلق من المشاكل، ولا تحدث له هجرة داخلية، إذ ينعزل عن الناس، ويسخط
على كل شئ.
2- الإحساس بدور :
فالانتماء فرصة للمشاركة، والقيام بدور ما، سواء فى حياة الأسرة أو الكنيسة
أو المجتمع أو العالم كله والكنيسة تدعونا: "صلوا من أجل خلاص العالم"
لهذا فالإنسان المنتمى مشغول بدوائر تتسع إلى ما لا نهاية، ويجتهد أن يعمل
شيئاً: كلمة، فعل محبة، نشر الخير، خدمة الآخرين،
تفكير للمستقبل، تطوير، إضافة، إسهامه... فهذه كلها تعطيه الإحساس بمعنى الحياة، وبأن له دوراً فيها.
3- الوحدة الوطنية :
التى يستحيل أن تبنى على أسس راسخة بغير انتماء. فالانتماء للوطن يعطينى
إحساس الحب له، ولكل مؤسساته، ورجالاته، وطموحاته، ويشعرنى بمسئوليتى نحو
همومه وآلامه، ويفتح قلبى على أخوتى فى الوطن، مسلمين ومسيحين دون تفرقة
دينية، ودون تقوقع مريض، ودون
نفسية أقليات مريضة.. بل بالعكس فالإنسان المسيحى مطالب بأن ينشر الحب
والخير فى كل مكان وزمان، ومع كل إنسان، بغض النظر عن فارق الدين أو العرق.
يتبع..............
الانتماء احتياج أساسى للإنسان، لا سيما فى فترة الشباب، التى فيها تتكون
ملامح الشخصية، وتتحدد توجهات الشباب المستقبلية. ولكن المؤسف أن البعض
يتصور الانتماء نوعاً من "الصفقات"، التى فيها يتغلب الأخذ على العطاء...
فيصير الانتماء إضافة إلى الذات وقيمة أنانية فردية أو طائفية أو حتى
جماعية، لهذا يقول بعض الشباب: كيف انتمى إلى مصر، وأنا
لا أنال كل حقوقى، لا أجد فرصة عمل جيدة، ولا فرصة سكن، ولا فرصة زواج.
الحقيقة أن هذا التفكير غير سليم، فالانتماء أساساً احتياج إنسانى، متعدد الزوايا، وهو مكسب بحد ذاته.. كيف؟
أولاً : الإنتماء إحتياج إنسانى :
فعلاً، فهو جزء أساسى من الطبيعة الإنسانية، وهو احتياج متعدد الزوايا لأنه:
1- إحتياج نفسى :
فإن كان الجهاز التنفسى للإنسان غرائز واحتياجات نفسية موروثة، مع عواطف
وعادات واتجاهات مكتسبة، يكون الإنتماء أحد الحاجات النفسية الأساسية، التى
بدونها لا تستقيم النفس، ولا يسعد الإنسان. وكما يحتاج الإنسان نفسياً إلى
الأمن، والحب، والتقدير، والنجاح، والتفرد، والمرجعية، يحتاج إلى
الإنتماء.
يستحيل أن يسعد الإنسان فى وضع "اللامنتمى"، إذ يحس أنه فى حالة فراغ،
ووحشة، وعزلة رهيبة، وكأنه معزول فى جزيرة موحشة، وكل ما حوله ظلام ورعب
ووحوش! وهو بذلك يقترب من إحساس بعض الوجوديين الملحدين الذين كانوا
يقولون: "الجحيم هو الآخر"، فهم يعيشون وحشة الذات وعزلة الأنا ورفض
الآخر!! ويتصورون أن الآخرين يعطلون تقدمهم، ويعرقلون نجاحهم، وإمكانية
تحقيق ذواتهم.. مع أن الحقيقة أننى لا أكتمل إلا بالآخر، فهو عون وسند،
وفيه يتحقق الحب، والتعلم، والاقتداء، ومن خلاله تتكون الأسرة، والجماعة،
والمجتمع.
إن فكر المسيح له المجد، يدعونا إلى العطاء، مؤكداً أنه "مغبوط هو العطاء
أكثر من الأخذ" (أع 35:20). وهذه حقيقة اختباريه، عملية وعلمية، وليست مجرد
وصية دينية. فالجحيم الحقيقى هو "الانحصار فى الذات"، وقديماً قال الآباء:
"إن المشيئة الذاتية هى الجحيم"، فالإنسان الأنانى دائماً كاره ومكروه،
أما الإنسان المعطاء فهو دائماً محب ومحبوب.. ومن هنا تبدأ السعادة،
والسلام النفسى.
2- إحتياج إجتماعى :
فالانتماء يشبع هذه الحاجة أيضاً، وأقصد الحاجة إلى الآخر، وإلى الاحتكاك
والتفاعل، والتعاون والتناسق، والاتحاد والشركة. فالإنسان أصلاً "مخلوق
إجتماعى"، وهو يحيا السعادة من خلال انتمائه للجماعة، أخذاً وعطاءً، وبخاصة
كلما زاد عطاؤه عن أخذه. الإنسان المنحصر فى ذاته يحيا جحيم الرغبات
الجامحة، والطموحات المحققة وغير المحققة، والعداء مع كل من حوله، وكل من
يقف فى طريق أنانيته. أما الإنسان المحب للآخرين، والذى انسكبت فى قلبه
محبة الله بالروح القدس (رو 5:5)، فهو دائم الفرح والسلام، دائم العطاء
والتفاعل، يحب الجميع، ويحبه الجميع، يسعد الآخرين بحبه، ويسعد هو بحب
الآخرين، وشعاره المفضل فى الحياة هو: "كن معطاء تعيش سعيداً".
الإنسان مخلوق إجتماعى، فمن الزواج، إلى الأسرة، إلى الكنيسة، إلى الوطن،
إلى البشرية... يحقق انتماءه فى دوائر متتالية، تتسع شيئاً فشيئاً، قدر ما
اتسعت جدران قلبه، بسبب سكيب الحب الإلهى فى داخله!
ولعل لنا فى الأنبا بولا - أول السواح - أنموذجاً رائعاً فى الانتماء، وهو
الراهب المتوحد لعشرات السنين، لا يرى إنساناً، ولا يراه إنسان، فحينما
ألتقى به القديس الأنبا أنطونيوس وجدناه يسأله عن أمرين: كفاح القديس
أثناسيوس ضد الآريوسية، وذلك نتيجة انتمائه للكنيسة المقدسة، ومدى انتظام
فيضان النيل، نتيجة انتمائه للوطن الأم. أما وجدانياً فالمتوحد اتحد بالله،
ومن خلال هذا الاتحاد المقدس، يتحد ببقية أعضاء الجسد المقدس، أى الكنيسة،
وبقية مواطنيه فى الوطن بل حتى أخوته فى الجنس البشرى عموماً.
كم بالحرى إذن ينبغى أن يكون الخادم والمواطن العادى، فى ضرورة الارتباط بأخوته، والنمو فى المشاركة والتفاعل؟
3- إحتياج روحى :
والانتماء أيضاً احتياج روحى إذ كيف أستطيع أن أمارس حياتى الروحية بدون
"الآخر"؟ الآخر فرصة حب، وتعاون، وتعلم، وقدوة، واحتكاك، وتلمذة، واكتساب
فضائل، ونمو روحى... فحتى لو ضايقنى الآخر، فهنـا أتعلم الحب!!. فالحب
البشرى هو الحب "بسبب"، أما الحب الإلهى فهو الحب "بالرغم من" حتى الأعداء
يعلموننى الصفح والحب، حينما أخذ فى أحشائى نوعية الحب الإلهى القادر على
الصفح والعطاء.
إن الرب قبل أن يخلق حواء، أشعر آدم بالحاجة إلى "الآخر"، من خلال مرور
الحيوانات والطيور أمامه، إذ وجد كل نوع منها ذكراً وأنثى، "وأما لنفسه لم
يجد معيناً نظيره" (تك 20:2)، إذ شعر آدم باحتياجه هذا، خلق الرب حواء من
إحدى ضلوعه، من منطقة الوسط، حتى لا تتسيد عليه أو تستعبد له، بل تكون
"نظيراً" مساوياً، قريباً من القلب ومحبوباً. ومن خلال هذا الاتحاد الزيجى
المقدس، يكون العطاء للآخر، وعطاء الزوجين للأولاد، والمجتمع، وللكنيسة..
امتداداً للجنس البشرى، وإضافة إلى عدد القديسين فى الملكوت.
لاشك أن الاحتكاك بالآخر هو طريق النمو الروحى، واكتساب الفضائل، واتحاد الحب، وفرصة الخدمة.
ثانياً: الإنتماء... دوائر:
ربما يسأل الشباب: ما هى دوائر الانتماء فى حياتنا، إذا كان الانتماء هكذا مهما وهكذا مفرحاً؟
هناك دوائر متعددة، تتسع شيئاً فشيئاً فتخلق من الإنسان، إنساناً كونياً أى
أن يتسع قلبه ليشمل الكون بأسره، لأنه أختبر الحب اللانهائى، الذى هو
الله، وهذه بعض الدوائر:
1- دائرة الأسرة :
أضيق الدوائر، ولكنها مهمة، فالإنسان المنتمى إلى أسرته سيحب والديه وأخوته، ولن يفعل ما يشين أسرته، أو يعوق مسيرة أخوته.
تصوروا عضواً فى الأسرة وقد انحرف أو فسد.. ألا يؤذى الأسرة كلها فى
سمعتها! ولو أن فتاة انحرفت مثلاً، ألا تعطل زواج أخوتها وأخواتها،
وبالعكس، فالعضو المسيحى الصادق فى مسيحيته، والمخلص فى انتمائه، سيفكر فى
أسرته قبل نفسه، لأنه إنسان غير أنانى، يعطى قبل أن يأخذ، وحتى دون أن
يأخذ.
2- دائرة الطائفة :
فهذا أرثوذكسى مقتنع بعقيدة كنيسته، يحيا طقوسها ويشبع بألحانها، ويتشفع
بقديسيها، ويمارس حياتها، ويحس من خلال الأفخارستيا أنه فى شركة حية، ذات
أبعاد رباعية: شركة مع الله، وشركة مع السمائيين، وشركة مع أخوته فى
الكنيسة، وشركة مع أخوته فى البشرية، إذ يصلى من أجل العالم كله.
والكنيسة علمتنا أن نكون متسعين حتى للغريب، واليتيم، والأرملة، والضعيف،
وأن نصلى من أجل الرئيس، والوزراء، والزروع، والثمار، والمياه، والأهوية،
والنيل... الخ.
لذلك فالإنسان يجب أن يحس بانتمائه إلى كنيسته القبطية الأرثوذكسية، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، كعضو حىّ فيها.
3- دائرة المسيحية :
فالأرثوذكسى الصادق يحب أخوته المسيحيين فى الطوائف الأخرى، كالكاثوليك
والإنجيليين، فى صدق يبرهن على سلامة مسيحيته. فالسيد المسيح يشتاق أن نتحد
فى الإيمان، وهذا لن يتم إلا من خلال المحبة، والحوار اللاهوتى، والاحترام
المتبادل، وحتى إذا رفض الإنسان المسيحى الهراطقة غير المسيحيين من أمثال
السبتيين وشهود يهوه، إلا أنه لا يكرههم بل يرجو لهم التوبة، والعودة إلى
حظيرة الإيمان المسيحى السليم. أن يتمسك بمسيحيته وأرثوذكسيته، دون أن
يدفعه التمسك إلى التعصب أو احتقار الآخرين أو ضيق القلب.
4- الانتماء للوطن :
ومن منا لا يفخر بانتمائه لمصر؟! إن قلوبنا تهتز فرحاً حينما نسمع نشيداً
لمصر، أو حينما نسمع عن انتصارمصرى حققه أبناء مصر. سواء فى ميادين السياسة
أو العلم أو الفن أو الأدب أو الرياضة وغير ذلك...
فما أسعدنا بتاريخنا، وحضارتنا، وآثارنا، وروحنا المتميزة.
نعم
ما أسعدنا بمصر... التى باركها الرب منذ القديم ووطأتها أقدام المسيح، والقديسين، والأنبياء...
كيف لا نسعد بالانتماء لها ؟ وكيف لا نتقدم لخدمتها، ونرفع رايتها عالياً فى كل المحافل الدولية؟
وهنا أهمس فى أذنك يا أخى الشاب، ويا أختى الشابة: عل يشارك كل منكما فى
واجبه الوطنى بالعمل الجاد، والأمانة المسيحية، والمواطنة الصالحة، وهل
يقوم كل منكما بدوره الوطنى فى تقديم الفكر والرأى والنموذج، سواء فى مجاله
الصغير، أو فى المجالات العامة كالانتخابات؟
5- الانتماء للبشرية :
هل من المعقول أن نرى الشباب الفلسطينى يصرخ من الاحتلال الإسرائيلى
المتعسف، ولا نعيش معه أحاسيسه؟! شباب يطالب بحقه فى الحياة، والوطن،
والكرامة الإنسانية، وهى أبسط حقوق الإنسان، ويصرخ فى وجه العدو الذى أغتصب
أرضه وهويته بالسلاح، ولا يريد أن يسمع لصوت الحق والضمير، وكيف لا أحس
بالتعاطف معه، والمسيحية ضمير وحق؟!
والسود المضطهدون فى جنوب أفريقيا، لمجرد أنهم يطلبون المساواة بين البشر،
كيف لا نحس بقضيتهم؟! وكيف لا نصرخ فى وجوه البيض، أنتم قساة القلب، وما
تمارسونه ليس من المسيحية، وحتى ليس من الإنسانية.
والمطحونين فى الأرض بالجفاف والمجاعة، والظلم والقهر، كيف لا نحس بهم،
والكتاب يقول: "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم
أيضاً فى الجسد" (عب 3:13).
إن المسيحية الحقيقية تلتزم بقضايا المجتمع، وهى ضمير العالم، والكنيسة جسد
المسيح المقدس، تحتضن كل البشرية، وتجتهد فى نشر المحبة والعدالة بين
الناس.
ثالثاً: مقومات الانتماء :
يحتاج الإنسان الراغب فى الانتماء إلى المقومات التالية:
1- الحب الإلهى :
فلا انتماء بدون حب!! الحب هو المعبر إلى الآخر!! وهو وسيلة الاتحاد داخل
الأسرة، وفى الجماعة الكنسية، والجماعة الوطنية، والبشرية عموماً.. الحب
يعطى بسخاء، ويهب دون انتظار المقابل، ويصفح حتى عن الأعداء، ويتحد
بالآخرين ويتواصل معهم فى كل ظروف حياتهم "فرحاً مع الفرحين وبكاء مع
الباكين" (رو 15:12).
2- الوعى :
فلا انتماء بدون وعى.. الإنسان الواعى بذاته، وبالآخر، وبالرب، وبالوطن..
هو الإنسان القادر على ممارسة الانتماء. نحتاج أن نتواصل على كل المستويات:
داخل الأسرة والكنيسة والمجتمع.. نحتاج أن نتثقف وندرس كل تيارات الفكر
المعاصر، وظروف المجتمعات المختلفة، وهموم الإنسان فى كل مكان نحتاج إلى
ذهن مفتوح وقلب مفتوح، ليمكننا أن نتفاعل مع الآخرين عطاء وأخذاً.
3- المرونة القوية :
فالإنسان المنتمى سيحتك مع آخرين، ربما لا يعيشون قيمه ومبادئه وإيمانه..
ولكنه لابد وأن يتعامل معهم... إذن فلتكن لديه المرونة فى الله، التى تمكنه
من الإفراز والتمييز، فى المواقف المختلفة، وهكذا يسير مع الآخرين حينما
يكون الاتجاه سليم، ويرجع سائراً ضد التيار، حينما يكون الاتجاه سقيماً.
إنه كالسمكة الحية، القادرة على اختيار الاتجاه الذى يروق لها، سواء مع
التيار أو ضده، وليس كالحوت الميت، الذى يسير مع التيار إلى أن يقذفه البحر
إلى الشاطئ.
4- الإسهام الإيجابى :
فالمسيحية أبداً ما كانت ديناً سلبياً، يعزلنا عن حركة الحياة، وتيارات
المجتمع.. بل هى قوة ديناميكية قادرة على التفاعل الخلاق، والعطاء
الإيجابى، لهذا فالمسيحى الحقيقى يتحرك تجاه أخوته فى الوطن، بحب صادق،
ويشترك فى نشاطات المدرسة والكلية والاتحاد والنقابة والانتخابات
والأحزاب... مقدماً صورة طيبة ومؤثرة، للإنسان المسيحى، الصادق والمعطاء.
رابعاً: فوائد الانتماء :
لاشك أن الانتماء حينما يسود حياتنا، يعطينا بركات كثيرة على المستويين الفردى والجماعى:
1- الاستقرار النفسى :
إذ أن الانتماء - كما ذكرنا آنفا - هو احتياج نفسى، ضمن الاحتياجات النفسية
المختلفة: كالحاجة إلى الحب والأمن والتقدير والنجاح وتحقيق الذات.. الخ.
لذلك فالإنسان المنتمى يكون مستقراً من الناحية النفسية، لا يحس بالاغتراب،
ولا يقلق من المشاكل، ولا تحدث له هجرة داخلية، إذ ينعزل عن الناس، ويسخط
على كل شئ.
2- الإحساس بدور :
فالانتماء فرصة للمشاركة، والقيام بدور ما، سواء فى حياة الأسرة أو الكنيسة
أو المجتمع أو العالم كله والكنيسة تدعونا: "صلوا من أجل خلاص العالم"
لهذا فالإنسان المنتمى مشغول بدوائر تتسع إلى ما لا نهاية، ويجتهد أن يعمل
شيئاً: كلمة، فعل محبة، نشر الخير، خدمة الآخرين،
تفكير للمستقبل، تطوير، إضافة، إسهامه... فهذه كلها تعطيه الإحساس بمعنى الحياة، وبأن له دوراً فيها.
3- الوحدة الوطنية :
التى يستحيل أن تبنى على أسس راسخة بغير انتماء. فالانتماء للوطن يعطينى
إحساس الحب له، ولكل مؤسساته، ورجالاته، وطموحاته، ويشعرنى بمسئوليتى نحو
همومه وآلامه، ويفتح قلبى على أخوتى فى الوطن، مسلمين ومسيحين دون تفرقة
دينية، ودون تقوقع مريض، ودون
نفسية أقليات مريضة.. بل بالعكس فالإنسان المسيحى مطالب بأن ينشر الحب
والخير فى كل مكان وزمان، ومع كل إنسان، بغض النظر عن فارق الدين أو العرق.
يتبع..............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:38 pm
الشباب والعاطفه
الشباب... والعاطفة
نيافة الأنبا موسى
هناك خلط واضح فى مفهوم العاطفة والحب...
وفى اللغة اليونانية تترجم كلمة "الحب" بثلاث كلمات:
1- "ايروس" (Eros)... أى الحب الجسدانى الشهوانى.
2- "فيلى" (Phily)... أى الحب الإنسانى العادى.
3- "أجابى" (Agapi)... أى الحب الروحانى المقدس.
والعاطفة هى طاقة الحب، التى تتشكل بنوع من هذه الأنواع، حينما يقودها
الإنسان إلى الوجهة التى يريدها... فهو يمكن أن يتدنى بها إلى مستوى
الحسيات والخطيئة، أو يكتفى بمحبة إنسانية نشاهدها كل يوم فى الحياة
العملية، أو يتسامى بها - بنعمة المسيح وعمل روح الله القدوس - لتصير محبة
روحانية مقدسة، من خلالها يتعامل مع كل الناس فى الأسرة والكنيسة والمجمع
والصداقة والزواج.
1- ما هى العاطفة ؟
العاطفة - حسب علماء النفس - هى انفعال متكرر نحو شخص أو شئ أو قيمة... ومن كثرة تكراره يتثبت ويصير عاطفة.
فمثلاً يتعرف الإنسان بشخص ما لأول مرة... فيشعر نحوه بالقبول
والارتياح... ويتكرر هذا الانفعال عدة مرات كلما ألتقى مع هذا الشخص...
فيصير هذا الانفعال عاطفة حب لهذا الشخص.
ويمكن أن يحدث العكس... حينما يشعر الإنسان بانقباض أو عدم ارتياح نحو
شخص آخر... ويتكرر هذا الانفعال فيتحول إلى عاطفة سلبية هى الكراهية (نتحدث
هنا نفسياً لا روحياً بالطبع).
كذلك حينما ينفعل الإنسان بارتياح نحو شئ ما (كالصلاة أو الألحان أو
التسبحة أو الخدمة)... فيحبها وتتحول عنده إلى عاطفة مستقرة.. وبالعكس إذا
انفعل بعدم ارتياح نحو شئ آخر (كالمال أو الأفلام الرديئة) فلا يحبها، بل
بالحرى يرفضها.
ونفس الأمر فى مجال القيم... فيحب الإنسان الطهارة والشجاعة والوداعة.. ويكره النجاسة والتهور والعنف... الخ.
وهكذا تصير العاطفة (سلباً وإيجاباً) نتيجة لانفعال متكرر، نحو شخص، أو شئ، أو قيمة... يثبت فيتحول إلى عاطفة.
2- موقع العاطفة فى الكيان الإنسانى:
العاطفة جزء من الجهاز النفسى للإنسان، فإذا ما قلنا أن الإنسان يتكون من:
1- روح... تتصل بالله وبالإيمانيات والسماويات..
2- وعقل... يفكر ويدرس ويحلل ويستنتج..
3- ونفس... تحس وتشعر وتحب وتكره..
4- وجسد... يسعى ويتحرك على هذه الأرض..
تقع العاطفة فى نطاق النفس.. فالجهاز النفسى فى الإنسان فيه خمسة مكونات أساسية هى:
1- الغرائز (أو الدوافع)... كالجوع والعطش والجنس وحب الاستطلاع والأبوة والأمومة وحب الاقتناء وحب الحياة... الخ.
2- الحاجات النفسية... كالحاجة إلى الأمن، والحب، التقدير، والانتماء، والتفرد، والمرجعية...
3- العواطف... أى المشاعر التى نكتسبها نحو أشخاص أو أشياء أو قيم...
4- العادات... التى تتكون لدينا بفعل التكرار، سواء العادات السلبية أو الإيجابية.
5- الاتجاهات... أى الخطوط الرئيسية التى يتبناها الإنسان فى حياته، وتكون
سائدة على تصرفاته... فواحد يحب الله والكنيسة والخدمة، وآخر - للأسف - يحب
المال والمقتنيات... الخ.
العاطفة إذن هى جزء من الجهاز النفسى للإنسان، وهى لا تصلح - وحدها -
لقيادة الإنسان، بل الإنسان الحكيم، وبخاصة الإنسان الروحى، هو من "روحه
تقود جسده، والروح القدس يقود روحه" كما يعلمنا قداسة البابا شنوده الثالث.
إذن... كيف أقود عواطفى؟
3- كيف أقود عواطفى؟
الإنسان الروحى عنده ضوابط ثلاثة غاية فى الأهمية، من خلالها يقود عواطفه،
لتسير فى الخط السليم الروحى البناء، فكثيراً ما قادت العاطفة الإنسان فى
طريق هادم ومدمر، حينما سلم قيادته للمشاعر، وربما للأمور الحسية، كما يحدث
فى علاقات الشباب مثلاً التى تقودهم أحياناً إلى الخطية، وربما إلى ترك
المسيح... أو فى محبة المال والعالم.. حتى أن ديماس ترك المسيح وبولس، لأنه
أحب العالم الحاضر..
والضوابط الثلاثة للعاطفة هى:
1- العقل: أعطاه الله للإنسان لكى يدرس الأمور، ويوازن فيما بينها، ليختار
الأصلح. وكمثال: هل يوافق العقل أن يرتبط الإنسان بعاطفة مع آخر خارج
الحظيرة، أو إنسان غير روحى يمكن أن يدمر روحياته؟! ومثال آخر: هل من
السليم حدوث ارتباط عاطفى بين شاب وشابة فى سن مبكر، وهما بعد فى "المرحلة
الجنسية الشاملة" قبل أن يدخلا إلى "المرحلة الجنسية الأحادية" والتى فيها
يمكن للإنسان أن يكون فى استقرار نفسى جيد، يسمح له باختيار شريك الحياة؟
ومثال ثالث: عند اختيار شريك الحياة، هل هنالك توافق روحى واجتماعى وثقافى
وتربوى، أم أن هناك مجرد عاطفة؟ وهكذا...
2- الروح: بمعنى أن من يشعر بعاطفة معينة نحو شخص، أو شئ، أو قيمة، عليه –
مع الدراسة العقلية – أن يصلى ويسترشد برأى أبيه الروحى، هل هو يسير فى
الطريق السليم أم لا؟ إن الزوجة الصالحة هى من عند الرب، لذلك فالشاب
المسيحى الروحانى عليه أن يصلى كثيراً، ومن أعماق قلبه، لكى يعطيه الرب
الإرشاد المناسب والاستنارة الجيدة، ليعرف مشيئة الله فى كل أمر، مستعيناً
فى ذلك بأمرين: الصلاة الحارة وإرشاد أب الاعتراف.
3- الروح القدس: وقد ذكرنا ذلك أخيراً لأنه الضمان النهائى، بل الضمان
اللانهائى، فى حياة الإنسان وقراراته. إن عقل الإنسان محدود، ومن الممكن أن
يخطئ، وهو لا يستطيع أن يعرف الأعماق، ولا المستقبل... لذلك يمكن أن تكون
قراراته خاطئة. وروح الإنسان محدودة، ويمكن أن تتلوث أو تتوه أو تخطئ...
لذلك فالضمان الأكيد والفريد هو عمل روح الله، وقيادته المضمونة...
والإنسان الذى يريد أن يقود عواطفه حسناً عليه أن يرجع إلى الله، فى الكتاب
المقدس، وفى الصلاة، وفى الارشاد الروحى، وفى المثابرة على الاستنارة
المسيحية من خلال الاجتماعات والقراءات... وبعد كل ذلك يجب أن يسلم قيادة
نفسه وعواطفه وأفكاره للسيد المسيح، طالباً منه أن يكون القائد الوحيد
لسفينة حياته. وهكذا يسلِّم الإنسان إرادته بإرادته لله، تتحد إرادة
الإنسان بإرادة الله، ويضمن الإنسان سلامة مسيرته.. "سلمنا فصرنا نحمل" (أع
15:27).
يتبع.............
الشباب... والعاطفة
نيافة الأنبا موسى
هناك خلط واضح فى مفهوم العاطفة والحب...
وفى اللغة اليونانية تترجم كلمة "الحب" بثلاث كلمات:
1- "ايروس" (Eros)... أى الحب الجسدانى الشهوانى.
2- "فيلى" (Phily)... أى الحب الإنسانى العادى.
3- "أجابى" (Agapi)... أى الحب الروحانى المقدس.
والعاطفة هى طاقة الحب، التى تتشكل بنوع من هذه الأنواع، حينما يقودها
الإنسان إلى الوجهة التى يريدها... فهو يمكن أن يتدنى بها إلى مستوى
الحسيات والخطيئة، أو يكتفى بمحبة إنسانية نشاهدها كل يوم فى الحياة
العملية، أو يتسامى بها - بنعمة المسيح وعمل روح الله القدوس - لتصير محبة
روحانية مقدسة، من خلالها يتعامل مع كل الناس فى الأسرة والكنيسة والمجمع
والصداقة والزواج.
1- ما هى العاطفة ؟
العاطفة - حسب علماء النفس - هى انفعال متكرر نحو شخص أو شئ أو قيمة... ومن كثرة تكراره يتثبت ويصير عاطفة.
فمثلاً يتعرف الإنسان بشخص ما لأول مرة... فيشعر نحوه بالقبول
والارتياح... ويتكرر هذا الانفعال عدة مرات كلما ألتقى مع هذا الشخص...
فيصير هذا الانفعال عاطفة حب لهذا الشخص.
ويمكن أن يحدث العكس... حينما يشعر الإنسان بانقباض أو عدم ارتياح نحو
شخص آخر... ويتكرر هذا الانفعال فيتحول إلى عاطفة سلبية هى الكراهية (نتحدث
هنا نفسياً لا روحياً بالطبع).
كذلك حينما ينفعل الإنسان بارتياح نحو شئ ما (كالصلاة أو الألحان أو
التسبحة أو الخدمة)... فيحبها وتتحول عنده إلى عاطفة مستقرة.. وبالعكس إذا
انفعل بعدم ارتياح نحو شئ آخر (كالمال أو الأفلام الرديئة) فلا يحبها، بل
بالحرى يرفضها.
ونفس الأمر فى مجال القيم... فيحب الإنسان الطهارة والشجاعة والوداعة.. ويكره النجاسة والتهور والعنف... الخ.
وهكذا تصير العاطفة (سلباً وإيجاباً) نتيجة لانفعال متكرر، نحو شخص، أو شئ، أو قيمة... يثبت فيتحول إلى عاطفة.
2- موقع العاطفة فى الكيان الإنسانى:
العاطفة جزء من الجهاز النفسى للإنسان، فإذا ما قلنا أن الإنسان يتكون من:
1- روح... تتصل بالله وبالإيمانيات والسماويات..
2- وعقل... يفكر ويدرس ويحلل ويستنتج..
3- ونفس... تحس وتشعر وتحب وتكره..
4- وجسد... يسعى ويتحرك على هذه الأرض..
تقع العاطفة فى نطاق النفس.. فالجهاز النفسى فى الإنسان فيه خمسة مكونات أساسية هى:
1- الغرائز (أو الدوافع)... كالجوع والعطش والجنس وحب الاستطلاع والأبوة والأمومة وحب الاقتناء وحب الحياة... الخ.
2- الحاجات النفسية... كالحاجة إلى الأمن، والحب، التقدير، والانتماء، والتفرد، والمرجعية...
3- العواطف... أى المشاعر التى نكتسبها نحو أشخاص أو أشياء أو قيم...
4- العادات... التى تتكون لدينا بفعل التكرار، سواء العادات السلبية أو الإيجابية.
5- الاتجاهات... أى الخطوط الرئيسية التى يتبناها الإنسان فى حياته، وتكون
سائدة على تصرفاته... فواحد يحب الله والكنيسة والخدمة، وآخر - للأسف - يحب
المال والمقتنيات... الخ.
العاطفة إذن هى جزء من الجهاز النفسى للإنسان، وهى لا تصلح - وحدها -
لقيادة الإنسان، بل الإنسان الحكيم، وبخاصة الإنسان الروحى، هو من "روحه
تقود جسده، والروح القدس يقود روحه" كما يعلمنا قداسة البابا شنوده الثالث.
إذن... كيف أقود عواطفى؟
3- كيف أقود عواطفى؟
الإنسان الروحى عنده ضوابط ثلاثة غاية فى الأهمية، من خلالها يقود عواطفه،
لتسير فى الخط السليم الروحى البناء، فكثيراً ما قادت العاطفة الإنسان فى
طريق هادم ومدمر، حينما سلم قيادته للمشاعر، وربما للأمور الحسية، كما يحدث
فى علاقات الشباب مثلاً التى تقودهم أحياناً إلى الخطية، وربما إلى ترك
المسيح... أو فى محبة المال والعالم.. حتى أن ديماس ترك المسيح وبولس، لأنه
أحب العالم الحاضر..
والضوابط الثلاثة للعاطفة هى:
1- العقل: أعطاه الله للإنسان لكى يدرس الأمور، ويوازن فيما بينها، ليختار
الأصلح. وكمثال: هل يوافق العقل أن يرتبط الإنسان بعاطفة مع آخر خارج
الحظيرة، أو إنسان غير روحى يمكن أن يدمر روحياته؟! ومثال آخر: هل من
السليم حدوث ارتباط عاطفى بين شاب وشابة فى سن مبكر، وهما بعد فى "المرحلة
الجنسية الشاملة" قبل أن يدخلا إلى "المرحلة الجنسية الأحادية" والتى فيها
يمكن للإنسان أن يكون فى استقرار نفسى جيد، يسمح له باختيار شريك الحياة؟
ومثال ثالث: عند اختيار شريك الحياة، هل هنالك توافق روحى واجتماعى وثقافى
وتربوى، أم أن هناك مجرد عاطفة؟ وهكذا...
2- الروح: بمعنى أن من يشعر بعاطفة معينة نحو شخص، أو شئ، أو قيمة، عليه –
مع الدراسة العقلية – أن يصلى ويسترشد برأى أبيه الروحى، هل هو يسير فى
الطريق السليم أم لا؟ إن الزوجة الصالحة هى من عند الرب، لذلك فالشاب
المسيحى الروحانى عليه أن يصلى كثيراً، ومن أعماق قلبه، لكى يعطيه الرب
الإرشاد المناسب والاستنارة الجيدة، ليعرف مشيئة الله فى كل أمر، مستعيناً
فى ذلك بأمرين: الصلاة الحارة وإرشاد أب الاعتراف.
3- الروح القدس: وقد ذكرنا ذلك أخيراً لأنه الضمان النهائى، بل الضمان
اللانهائى، فى حياة الإنسان وقراراته. إن عقل الإنسان محدود، ومن الممكن أن
يخطئ، وهو لا يستطيع أن يعرف الأعماق، ولا المستقبل... لذلك يمكن أن تكون
قراراته خاطئة. وروح الإنسان محدودة، ويمكن أن تتلوث أو تتوه أو تخطئ...
لذلك فالضمان الأكيد والفريد هو عمل روح الله، وقيادته المضمونة...
والإنسان الذى يريد أن يقود عواطفه حسناً عليه أن يرجع إلى الله، فى الكتاب
المقدس، وفى الصلاة، وفى الارشاد الروحى، وفى المثابرة على الاستنارة
المسيحية من خلال الاجتماعات والقراءات... وبعد كل ذلك يجب أن يسلم قيادة
نفسه وعواطفه وأفكاره للسيد المسيح، طالباً منه أن يكون القائد الوحيد
لسفينة حياته. وهكذا يسلِّم الإنسان إرادته بإرادته لله، تتحد إرادة
الإنسان بإرادة الله، ويضمن الإنسان سلامة مسيرته.. "سلمنا فصرنا نحمل" (أع
15:27).
يتبع.............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:41 pm
من اين يبدا الفراغ
يتصور البعض أن فترة الإجازة الصيفية هى فترة فراغ لكن الحقيقة أن الفراغ
يبدأ من الداخل وليس من الخارج!! فراغ الداخل أخطر بما لا يقاس من فراغ
الوقت!! والقلب المشغول يثمر ذهنا مشغولاً، ثم وقتاً مشغولاً ثم أعمالاً
بناءة!! لهذا فالرب نفسه حين طلب، لم يطلب أوقاتنا بل قلوبنا، وهكذا قال:
"يا أبنى أعطنى قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى"، وحينما كان داود يقرأ كلام
الله، لم يكن يقرأه بالعين فقط، ولكنه كان يخبئ كلام الله فى قلبه ومن ثم
استطاع أن يحتفظ بحياة مقدسة، وكانت الكلمة فى القلب، خير عاصم من الزلل!!
"خبأت كلامك فى قلبى، لكى لا أخطئ إليك".
ما أخطر أن يعيش الشباب "بدون قلب"!! والقلب هنا هو ينبوع الحب،
والاهتمامات والحماس القلب هو الحلم والهدف والتطلع والطموح السليم،
والرؤيا المستقبلية، والحماس المتجدد!! شاب بلا حماس لا شئ، تائه وسطحى!!
وما اخطر أن يحيا الإنسان بلا رسالة، وبلا هدف وبلا طريق سوف يتخبط يمنة
ويسرة، وإذ يفقد البوصلة يتوه ومن يتوه يعرض نفسه حتماً للهلاك!!
هل أعطيت قلبك لله؟ وهل تشعر أن لك رسالة في الحياة؟ وأن هدفك واضح ومحدد؟
أقترح عليك مثلاً أن يكون هدفك: "أن تسعد نفسك بالله، وتسعد آخرين به"
حينئذ ستكون مليئة ودافئة، فيها المشاعر وفيها الصلاة وفيها الخدمة
والإحساس بالآخر، وفيها الملء والسعادة الحقة، بل - أصارحك - فيها النمو
والطهارة والقداسة، فيستحيل أن تهاجم الخطيئة قلباً مملؤاً بالحب، ومشغولاً
بما هو بناء ومفيد وبالعكس "فالعقل الكسلان معمل للشيطان" كما علمونا منذ
الصغر!! إذن فحينما يهتف الأب الكاهن: "ارفعوا قلوبكم أو أين هى قلوبكم".
علينا أن نجيب وباستمرار واختبار وإحساس حى هى عند الرب.
ما أخطر أن يكون العقل فارغاً وبلا ثمر!! فالعقل كالمطحنة، النوع الذى
تقدمه لها ستطحنه وتعطيه إياك مطحوناً إن كان قمحاً أو نوعاً آخر من
الحبوب، أو حتى مجرد حصى!!
من هنا يكون للذهن المشغول، والفكر النشيط، والعقل القراء، دور هام فى
تقديس الحياة وإشباعها وفى تكوين الشخصية الإنسانية لتكون "إنسانية" حقاً!!
وأقصد أن ما يميز الإنسان عن الحيوان : روح تصلى، وذهن يفكر!! أما أن يكون
لنا جسد يأكل وغرائز تتحرك، فهذا نشترك فيه مع المخلوقات الادنى، لذلك طوبى
للشاب القراء، لأنه سيقترب من الملء والطهارة!! ألم يقل لنا الأباء: "أتعب
نفسك فى القراءة، فهى تخلصك من النجاسة.." القراءة تقوم العقل الطواف؟!!
أقرأ كثيراً فى الثقافة الكنسية والثقافة العامة التكامل شخصيتك ويمتلئ
ذهنك بالمعرفة، كما امتلأ قبلاً بالنعمة، من خلال القلب المرتبط بالرب فى
الإنجيل والصلاة والأسرار المقدسة.
هل يبقى بعد ذلك فراغ فى الوقت؟ لا أعتقد!! بل لعل شكواك المستمرة ستكون: "الوقت لا يكفى" ماذا أفعل؟ الالتزامات كثيرة:
التزامات روحية : فى الصلاة وقراءة الكلمة والقراءات الكنسية والثقافة الدينية وحضور القداسات والاجتماعات الروحية.
التزامات فكرية : كالقراءة العامة فى ميادين المعرفة المختلفة..
التزامات خدمة : كالإحساس بالأخر وخدمة الأحباء..
التزامات نشاطات الصيف : كالنادى الكنسى والدراسات والبحوث والمسابقات
والأسرات المتنوعة: لدراسة الكتاب المقدس، أو دراسة طقوس الكنيسة أو
عقائدها أو ألحانها أو اللغة القبطية... الخ.
نشاطات هوايات : كالكتابة والرسم والأشغال وتجهيز وسائل إيضاح أو هدايا وجوائز للتربية الكنسية.
الافتقاد أو خدمة القرى المجاورة، أو الأحياء الشعبية المحتاجة : وما أخطر إهمالها فهى نفوس ثمينة عند الله، وربما لا أحد يذكرها!!
فكرة التخصص فى شئ ما : كهواية فنية، أو دراسة كنسية أو كتابية، أو بحث فى
موضوع معين طوال الصيف... أعرف شباباً يقرئون العهد القديم كاملاً فى
الإجازة الصيفية (بواقع عشرة إصحاحات يومية).
فكرة اختبارات روحية خاصة: كحفظ المزامير... أو دراسة صلاة يسوع (الصلوات السهمية).
لا أعتقد أنك ستجد وقتاً لكل هذا ولكن... أملأ فراغك القلبى بالمسيح ثم
فراغك الفكرى بالقراءة وستجد أنه ليس لديك وقت فراغ إذ أنك ستملأه قطعاً
بأمور بناءة ومثمرة لمنفعتك ومنفعة أسرتك وكنيستك ووطنك.
يتبع...........
يتصور البعض أن فترة الإجازة الصيفية هى فترة فراغ لكن الحقيقة أن الفراغ
يبدأ من الداخل وليس من الخارج!! فراغ الداخل أخطر بما لا يقاس من فراغ
الوقت!! والقلب المشغول يثمر ذهنا مشغولاً، ثم وقتاً مشغولاً ثم أعمالاً
بناءة!! لهذا فالرب نفسه حين طلب، لم يطلب أوقاتنا بل قلوبنا، وهكذا قال:
"يا أبنى أعطنى قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى"، وحينما كان داود يقرأ كلام
الله، لم يكن يقرأه بالعين فقط، ولكنه كان يخبئ كلام الله فى قلبه ومن ثم
استطاع أن يحتفظ بحياة مقدسة، وكانت الكلمة فى القلب، خير عاصم من الزلل!!
"خبأت كلامك فى قلبى، لكى لا أخطئ إليك".
ما أخطر أن يعيش الشباب "بدون قلب"!! والقلب هنا هو ينبوع الحب،
والاهتمامات والحماس القلب هو الحلم والهدف والتطلع والطموح السليم،
والرؤيا المستقبلية، والحماس المتجدد!! شاب بلا حماس لا شئ، تائه وسطحى!!
وما اخطر أن يحيا الإنسان بلا رسالة، وبلا هدف وبلا طريق سوف يتخبط يمنة
ويسرة، وإذ يفقد البوصلة يتوه ومن يتوه يعرض نفسه حتماً للهلاك!!
هل أعطيت قلبك لله؟ وهل تشعر أن لك رسالة في الحياة؟ وأن هدفك واضح ومحدد؟
أقترح عليك مثلاً أن يكون هدفك: "أن تسعد نفسك بالله، وتسعد آخرين به"
حينئذ ستكون مليئة ودافئة، فيها المشاعر وفيها الصلاة وفيها الخدمة
والإحساس بالآخر، وفيها الملء والسعادة الحقة، بل - أصارحك - فيها النمو
والطهارة والقداسة، فيستحيل أن تهاجم الخطيئة قلباً مملؤاً بالحب، ومشغولاً
بما هو بناء ومفيد وبالعكس "فالعقل الكسلان معمل للشيطان" كما علمونا منذ
الصغر!! إذن فحينما يهتف الأب الكاهن: "ارفعوا قلوبكم أو أين هى قلوبكم".
علينا أن نجيب وباستمرار واختبار وإحساس حى هى عند الرب.
ما أخطر أن يكون العقل فارغاً وبلا ثمر!! فالعقل كالمطحنة، النوع الذى
تقدمه لها ستطحنه وتعطيه إياك مطحوناً إن كان قمحاً أو نوعاً آخر من
الحبوب، أو حتى مجرد حصى!!
من هنا يكون للذهن المشغول، والفكر النشيط، والعقل القراء، دور هام فى
تقديس الحياة وإشباعها وفى تكوين الشخصية الإنسانية لتكون "إنسانية" حقاً!!
وأقصد أن ما يميز الإنسان عن الحيوان : روح تصلى، وذهن يفكر!! أما أن يكون
لنا جسد يأكل وغرائز تتحرك، فهذا نشترك فيه مع المخلوقات الادنى، لذلك طوبى
للشاب القراء، لأنه سيقترب من الملء والطهارة!! ألم يقل لنا الأباء: "أتعب
نفسك فى القراءة، فهى تخلصك من النجاسة.." القراءة تقوم العقل الطواف؟!!
أقرأ كثيراً فى الثقافة الكنسية والثقافة العامة التكامل شخصيتك ويمتلئ
ذهنك بالمعرفة، كما امتلأ قبلاً بالنعمة، من خلال القلب المرتبط بالرب فى
الإنجيل والصلاة والأسرار المقدسة.
هل يبقى بعد ذلك فراغ فى الوقت؟ لا أعتقد!! بل لعل شكواك المستمرة ستكون: "الوقت لا يكفى" ماذا أفعل؟ الالتزامات كثيرة:
التزامات روحية : فى الصلاة وقراءة الكلمة والقراءات الكنسية والثقافة الدينية وحضور القداسات والاجتماعات الروحية.
التزامات فكرية : كالقراءة العامة فى ميادين المعرفة المختلفة..
التزامات خدمة : كالإحساس بالأخر وخدمة الأحباء..
التزامات نشاطات الصيف : كالنادى الكنسى والدراسات والبحوث والمسابقات
والأسرات المتنوعة: لدراسة الكتاب المقدس، أو دراسة طقوس الكنيسة أو
عقائدها أو ألحانها أو اللغة القبطية... الخ.
نشاطات هوايات : كالكتابة والرسم والأشغال وتجهيز وسائل إيضاح أو هدايا وجوائز للتربية الكنسية.
الافتقاد أو خدمة القرى المجاورة، أو الأحياء الشعبية المحتاجة : وما أخطر إهمالها فهى نفوس ثمينة عند الله، وربما لا أحد يذكرها!!
فكرة التخصص فى شئ ما : كهواية فنية، أو دراسة كنسية أو كتابية، أو بحث فى
موضوع معين طوال الصيف... أعرف شباباً يقرئون العهد القديم كاملاً فى
الإجازة الصيفية (بواقع عشرة إصحاحات يومية).
فكرة اختبارات روحية خاصة: كحفظ المزامير... أو دراسة صلاة يسوع (الصلوات السهمية).
لا أعتقد أنك ستجد وقتاً لكل هذا ولكن... أملأ فراغك القلبى بالمسيح ثم
فراغك الفكرى بالقراءة وستجد أنه ليس لديك وقت فراغ إذ أنك ستملأه قطعاً
بأمور بناءة ومثمرة لمنفعتك ومنفعة أسرتك وكنيستك ووطنك.
يتبع...........
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:42 pm
فراغ الوقت وعواطف الشباب
ما من أحد ينكر أن فترة الشباب هى زمن المشاعر العاطفية الرقيقة، والرغبة
فى الارتباط بشـريك الحياة حتى لو لم تكن ظروف الارتباط قد تكاملت بعد، وهى
زمن الطموح الواقعى الخيالى، زمن أحلام يمكن تحقيقها وأحلام أخرى يستحيل
تحقيقها ولا فى المستقبل البعيد.
ولا شك فى أن هذه المشاعر والرغبات والطموحات والأحلام، تزداد شدة وحدة
وإلحاحاً كلما وجد الشاب (أو الفتاة) نفسه فى حالة من فراغ العقل والعاطفة.
كيف - إذن - يوجه الشباب عواطفهم توجيهاً بناءاً؟
الإنسان.. والإعجاب :
الإنسان فى حالة تعامل مستمر مع الآخرين، ومع الأشياء أيضاً، وهو يستحسن
ويعجب يومياً بأشخاص وأشياء، وهو يتذوق الجمال، من خلال تعامله مع الطبيعة
والإبداعات البشرية، ومع الناس أنفسهم سواء انتموا إلى نفس الجنس أو إلى
الجنس الأخر.. فالإنسان - إذن - لا يستطيع أن يتوقف عن الإعجاب.
أنماط الإعجاب :
مثل كل اتجاهات الإنسان، يمكن أن يتخذ الإعجاب صوراً متعددة، بعضها إيجابى
وبعضها سلبى، فقد أعجب بشىء احتاجه ولكنـى لا أستطيع منع نفسى من اقتنائه.
وقد أعجب بشخص لأن به صفات تنقصنى، مما يدفعنى للتعامل معه، وشيئاً فشيئاً أكتسب بعضاً من
هذه الصفات، وقد يكتسب هو منى صفات أخرى... أو قد أعجب بشخص لأن به صفات
تشبه صفاتى، مما يدفعنى للتعامل معه، وكأنى أجد ذاتى فيه بصورة من الصور،
فالطيور على أشكالها تقع..
وأيا كان سبب الإعجاب، فإنه شئ هام لتحقيق التقارب والتجـاذب والارتياح الداخلى بين البشر، فيسهل التعامل وينمى الحب فيما بينهم.
إنما هناك تحدى متكرر كثير الحدوث، يواجه كل معجب، ويهدد سلامة إعجابه، ما
يسئ إلى كرامة من نعجب بهم.. ذلك هو تحدى تحويـل الشخص فى نظرنا إلى شئ
نريد اقتنائه، مما يفقدنا الإحساس بأن الآخر شخص حر، له قيمته المتمايزة،
وهو مهم بحد ذاته، وهـو أعلى من أن يقتنى أو يشترى، أو يستعمل أو يلهى به.
فمتى تعاملنا مع من نعجب بهم مثلما نعامل الأشياء، تحركت فينا شهوة
الامتلاك الأنانى.. ولما كان الشخص لا يمكن امتلاكه بنفس طريقة امتلاك
الأشياء، فإننا قد نحاول امتلاكه بصورة أخرى، كأن نتطفل عليه، أو نحجر على
فكره، أو نحيطه بعواطف تبدو دافئة، أو نلاحقه باهتمام مبالغ فيه يقيد حريته
ذلك من طرف واحد دائماً، فقد يكون الإعجاب متبادلاً، والامتلاك متبادلاً،
مما يفسد العلاقة، ويكشف عن زيف معدنها.
إيجابية الإعجاب :
هكذا يتضح أن الإعجاب أمر طبيعى فى تكويننا كبشر، وكل إنسان فيه ما يستحق الإعجاب، ولكن المهم أن أكون إيجابياً فى إعجابى..
إن إعجابى بصفات شخص لا يبرر لى محاولة امتلاكه، فهذا ما ليس من حقى، ولا
من حق أى كائن آخر، فالشخص كيان حر أعلى من أن يمتلك إنما من خلال التفاعل
مع صفاتهم، وفى ذات الوقت يمكننى أن أسهم فى تجلى وازدهار - صفات الآخرين
الذين أعجب بهم، من خلال التعامل معهم.
الإعجاب والعاطفة :
العاطفة إمكانية فى النفس البشرية، مسئولة عن المشاعر المختلفة التى تتحرك
فى أعماق الإنسان، مثل مشاعر الحب والكراهية، الفرح والحزن، الحماس
والكسل... الخ.
ترتبط العاطفة بالإعجاب من خلال مشاعر الحب.. فتتولد منها مشاعر الحب نحو
الشخص الذى نعجب به.. وليس فى الإعجاب خطأ بحد ذاته، ولكن الإعجاب مهدد
بالانحراف من "الأخر" إلى "الذات"، وهو ما يسمى "الأنانية"، فبدلاً من أن
أقدم المحبة للأخر دون انتظار لفائدة شخصية، أحاول أن أتقرب من الأخر كأنه
"شئ" أريد امتلاكه والاستمتاع به..
ومن هنا تنشأ العـلاقات العاطفية الخالية من الحب الحقيقى، إذ أن كثيراً من هذه العلاقات لها دافع حسى مخفى.
وينطلق هنا سؤال: هل ينطبق هذا الكلام المؤدى إلى اختيار شريك عمرك؟
بالطبع لا.. فالزواج ينبغى أن يسبقه إعجاب متبـادل، وقبول واضح، وارتياح
داخلى، ومحبة متبادلة تنمو قبل الزواج، وتستمر فى نموها خلال الزواج، وبدون
إعجاب ومحبة لا نضمن نجاح الزواج، لكن المقصود هنا الإعجاب غير المهدف، أى
الإعجاب لمجرد الاستمتاع بالتواجد مع شخص من الجنس الآخر، الذى كثيراً
ما يتولد عنه اتجاهات حسية، خاصة فى السن المبكرة، حينما لا يكون الشاب
والفتـاة قد نالا قسطاً كافياً من النضج، واستعداد الزواج، حيث تكون أمامها
سنوات طويلة قبل الارتباط الجاد.
الإعجاب بين العاطفة والعقل :
ليس هناك خطأ فى أن أعجب بالآخرين، ولكن فى أن يترجم إعجابى إلى عاطفة
مندفعة غير متروية، تبحث عن علاقة سابقة لأوانها، لا تهدف إلى توطين علاقات
متبادلة، أضاعوا فيها سنوات كان يمكنهم الاستفادة بها فى أداء أعمال
مفيدة، ولم ينفع الندم حينما اكتشف كلاهما أن الآخر لم يكن يصلح له كشريك.
إن الخبرة علمتنا أن التعلق العاطفى الأهوج، أمر يدمر الحب ويشتت العقل،
ويفسد على الشباب حياتهم... فلتكن إذن علاقات الشباب متـزنة عاقلة، ولا
ينبغى التفكير فى الارتباط إلا فى الوقت المناسب، ولا ينبغى أن يستسلم
الشباب إلى الفكر القائل (الشاب) "إن أنا انتظرت حتى انتهى من دراستى!"
فالله لا يتخلى عن أولاده، بل يبارك اختياراتهم فى الوقت المناسب، ويقود
خطواتهم.
لذلك علينا بالاتكال على الرب، عالمين أن المسيح يهمه جداً أن يكون
ارتباطنا الزيجى مقدساً، حتى يصير زواجنا طريقاً نحو الملكوت، وإلا صار
الزواج مجرد شكل من أشكال الحياة الأرضية يموت بموتنا.
أخى الشاب.. أختى الشابه..
ليتكما تستفيدان بتلك المرحلة الجوهرية من حياتكما فى النمو العقلى،
بالثقافة البناءة، والنمو العاطفى بالتفاعل مع الآخرين بلا تخصيص، والنمو
الاجتماعى والروحى من خلال حياة الشركة الكنسية، والجهاد الروحى لتجديد
القلب وتنقيته من الأنانية، من خلال الخضوع لإرشاد الروح القدس.
أما التعلقات العاطفية السابقة لأوانها فهى تعطل النضج الإنسانى.. والرب معكما
يتبع............
ما من أحد ينكر أن فترة الشباب هى زمن المشاعر العاطفية الرقيقة، والرغبة
فى الارتباط بشـريك الحياة حتى لو لم تكن ظروف الارتباط قد تكاملت بعد، وهى
زمن الطموح الواقعى الخيالى، زمن أحلام يمكن تحقيقها وأحلام أخرى يستحيل
تحقيقها ولا فى المستقبل البعيد.
ولا شك فى أن هذه المشاعر والرغبات والطموحات والأحلام، تزداد شدة وحدة
وإلحاحاً كلما وجد الشاب (أو الفتاة) نفسه فى حالة من فراغ العقل والعاطفة.
كيف - إذن - يوجه الشباب عواطفهم توجيهاً بناءاً؟
الإنسان.. والإعجاب :
الإنسان فى حالة تعامل مستمر مع الآخرين، ومع الأشياء أيضاً، وهو يستحسن
ويعجب يومياً بأشخاص وأشياء، وهو يتذوق الجمال، من خلال تعامله مع الطبيعة
والإبداعات البشرية، ومع الناس أنفسهم سواء انتموا إلى نفس الجنس أو إلى
الجنس الأخر.. فالإنسان - إذن - لا يستطيع أن يتوقف عن الإعجاب.
أنماط الإعجاب :
مثل كل اتجاهات الإنسان، يمكن أن يتخذ الإعجاب صوراً متعددة، بعضها إيجابى
وبعضها سلبى، فقد أعجب بشىء احتاجه ولكنـى لا أستطيع منع نفسى من اقتنائه.
وقد أعجب بشخص لأن به صفات تنقصنى، مما يدفعنى للتعامل معه، وشيئاً فشيئاً أكتسب بعضاً من
هذه الصفات، وقد يكتسب هو منى صفات أخرى... أو قد أعجب بشخص لأن به صفات
تشبه صفاتى، مما يدفعنى للتعامل معه، وكأنى أجد ذاتى فيه بصورة من الصور،
فالطيور على أشكالها تقع..
وأيا كان سبب الإعجاب، فإنه شئ هام لتحقيق التقارب والتجـاذب والارتياح الداخلى بين البشر، فيسهل التعامل وينمى الحب فيما بينهم.
إنما هناك تحدى متكرر كثير الحدوث، يواجه كل معجب، ويهدد سلامة إعجابه، ما
يسئ إلى كرامة من نعجب بهم.. ذلك هو تحدى تحويـل الشخص فى نظرنا إلى شئ
نريد اقتنائه، مما يفقدنا الإحساس بأن الآخر شخص حر، له قيمته المتمايزة،
وهو مهم بحد ذاته، وهـو أعلى من أن يقتنى أو يشترى، أو يستعمل أو يلهى به.
فمتى تعاملنا مع من نعجب بهم مثلما نعامل الأشياء، تحركت فينا شهوة
الامتلاك الأنانى.. ولما كان الشخص لا يمكن امتلاكه بنفس طريقة امتلاك
الأشياء، فإننا قد نحاول امتلاكه بصورة أخرى، كأن نتطفل عليه، أو نحجر على
فكره، أو نحيطه بعواطف تبدو دافئة، أو نلاحقه باهتمام مبالغ فيه يقيد حريته
ذلك من طرف واحد دائماً، فقد يكون الإعجاب متبادلاً، والامتلاك متبادلاً،
مما يفسد العلاقة، ويكشف عن زيف معدنها.
إيجابية الإعجاب :
هكذا يتضح أن الإعجاب أمر طبيعى فى تكويننا كبشر، وكل إنسان فيه ما يستحق الإعجاب، ولكن المهم أن أكون إيجابياً فى إعجابى..
إن إعجابى بصفات شخص لا يبرر لى محاولة امتلاكه، فهذا ما ليس من حقى، ولا
من حق أى كائن آخر، فالشخص كيان حر أعلى من أن يمتلك إنما من خلال التفاعل
مع صفاتهم، وفى ذات الوقت يمكننى أن أسهم فى تجلى وازدهار - صفات الآخرين
الذين أعجب بهم، من خلال التعامل معهم.
الإعجاب والعاطفة :
العاطفة إمكانية فى النفس البشرية، مسئولة عن المشاعر المختلفة التى تتحرك
فى أعماق الإنسان، مثل مشاعر الحب والكراهية، الفرح والحزن، الحماس
والكسل... الخ.
ترتبط العاطفة بالإعجاب من خلال مشاعر الحب.. فتتولد منها مشاعر الحب نحو
الشخص الذى نعجب به.. وليس فى الإعجاب خطأ بحد ذاته، ولكن الإعجاب مهدد
بالانحراف من "الأخر" إلى "الذات"، وهو ما يسمى "الأنانية"، فبدلاً من أن
أقدم المحبة للأخر دون انتظار لفائدة شخصية، أحاول أن أتقرب من الأخر كأنه
"شئ" أريد امتلاكه والاستمتاع به..
ومن هنا تنشأ العـلاقات العاطفية الخالية من الحب الحقيقى، إذ أن كثيراً من هذه العلاقات لها دافع حسى مخفى.
وينطلق هنا سؤال: هل ينطبق هذا الكلام المؤدى إلى اختيار شريك عمرك؟
بالطبع لا.. فالزواج ينبغى أن يسبقه إعجاب متبـادل، وقبول واضح، وارتياح
داخلى، ومحبة متبادلة تنمو قبل الزواج، وتستمر فى نموها خلال الزواج، وبدون
إعجاب ومحبة لا نضمن نجاح الزواج، لكن المقصود هنا الإعجاب غير المهدف، أى
الإعجاب لمجرد الاستمتاع بالتواجد مع شخص من الجنس الآخر، الذى كثيراً
ما يتولد عنه اتجاهات حسية، خاصة فى السن المبكرة، حينما لا يكون الشاب
والفتـاة قد نالا قسطاً كافياً من النضج، واستعداد الزواج، حيث تكون أمامها
سنوات طويلة قبل الارتباط الجاد.
الإعجاب بين العاطفة والعقل :
ليس هناك خطأ فى أن أعجب بالآخرين، ولكن فى أن يترجم إعجابى إلى عاطفة
مندفعة غير متروية، تبحث عن علاقة سابقة لأوانها، لا تهدف إلى توطين علاقات
متبادلة، أضاعوا فيها سنوات كان يمكنهم الاستفادة بها فى أداء أعمال
مفيدة، ولم ينفع الندم حينما اكتشف كلاهما أن الآخر لم يكن يصلح له كشريك.
إن الخبرة علمتنا أن التعلق العاطفى الأهوج، أمر يدمر الحب ويشتت العقل،
ويفسد على الشباب حياتهم... فلتكن إذن علاقات الشباب متـزنة عاقلة، ولا
ينبغى التفكير فى الارتباط إلا فى الوقت المناسب، ولا ينبغى أن يستسلم
الشباب إلى الفكر القائل (الشاب) "إن أنا انتظرت حتى انتهى من دراستى!"
فالله لا يتخلى عن أولاده، بل يبارك اختياراتهم فى الوقت المناسب، ويقود
خطواتهم.
لذلك علينا بالاتكال على الرب، عالمين أن المسيح يهمه جداً أن يكون
ارتباطنا الزيجى مقدساً، حتى يصير زواجنا طريقاً نحو الملكوت، وإلا صار
الزواج مجرد شكل من أشكال الحياة الأرضية يموت بموتنا.
أخى الشاب.. أختى الشابه..
ليتكما تستفيدان بتلك المرحلة الجوهرية من حياتكما فى النمو العقلى،
بالثقافة البناءة، والنمو العاطفى بالتفاعل مع الآخرين بلا تخصيص، والنمو
الاجتماعى والروحى من خلال حياة الشركة الكنسية، والجهاد الروحى لتجديد
القلب وتنقيته من الأنانية، من خلال الخضوع لإرشاد الروح القدس.
أما التعلقات العاطفية السابقة لأوانها فهى تعطل النضج الإنسانى.. والرب معكما
يتبع............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:44 pm
كلمه القيت في موضوع ختان الاناث
ختان الإناث فى المسيحية عادة ضارة، ليس لها سند دينى على الأطلاق، إذ لا
توجد آية واحدة فى الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد، تنصح أو تأمر
بهذه الممارسة.
كان ختان الذكور فريضة دينية فى اليهودية، وتم الغاؤها دينيا فى المسيحية،
ولكنها بقيت كممارسة صحية فقط. أما ختان الإناث فلم ترد بشأنه آية واحدة فى
الكتاب المقدس.
ولاشك أنها مأساة عظيمة تتكرر كل يوم، أن تتم هذه الممارسة الضارة مع ستة
آلاف طفلة فى عمر الزهور، 28 دولة أفريقية، 2 مليون طفلة سنوياً.
وختان الإناث بكل أنواعه الثلاثة، التى فيها يتم استئصال عضو أو أثنين أو أكثر من خليقة الله المقدسة، هو :
1- تشويه لما خلقه الله لأهداف وأدوار هامة فى حياة المرأة، بل فى حياة الزوجين.
2- نزيف حاد قد يتفاقم ويؤذى، بل قد يؤدى بالحياة.
3- صدمة نفسية مرعبة للفتاة فى بداية عمرها.
4- سبب فى مشاكل زوجية كثيرة، إذ تتسبب فى صعوبة العلاقة.
5- النوع الثالث بالذات يؤدى إلى مشاكل خطيرة فى الولادة.
وهذه العادة الضارة لا تحمى الفتاة من الإنحراف، كما قد يتصور البعض،
فالعفة تبدأ من القلب والطهارة تبدأ من الداخل. قال السيد المسيح: "الإنسان
الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز
الشرير يخرج الشرور" (مت 35:12).
إن حملة إعلامية ضخمة يجب أن تبدأ فورا فى المدينة والريف، وبين الرجال
والنساء، حتى يرفض الكل هذه الممارسة الضارة. وعلينا أن نهتم بالتربية
الدينية والمدرسية والأسرية، فهى الضمان الحقيقى للحياة المقدسة والعفيفة.
فالمهم نقاوة القلب، إذ قال السيد المسيح: "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم
يعاينون الله" (مت 8:5). لهذا جاءت وصية الله إلى كل منا: "يا ابنى اعطنى
قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى" (أم 26:3).
وليحفظ الرب أجيالنا الصاعدة من كل شر.
يتبع............
ختان الإناث فى المسيحية عادة ضارة، ليس لها سند دينى على الأطلاق، إذ لا
توجد آية واحدة فى الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد، تنصح أو تأمر
بهذه الممارسة.
كان ختان الذكور فريضة دينية فى اليهودية، وتم الغاؤها دينيا فى المسيحية،
ولكنها بقيت كممارسة صحية فقط. أما ختان الإناث فلم ترد بشأنه آية واحدة فى
الكتاب المقدس.
ولاشك أنها مأساة عظيمة تتكرر كل يوم، أن تتم هذه الممارسة الضارة مع ستة
آلاف طفلة فى عمر الزهور، 28 دولة أفريقية، 2 مليون طفلة سنوياً.
وختان الإناث بكل أنواعه الثلاثة، التى فيها يتم استئصال عضو أو أثنين أو أكثر من خليقة الله المقدسة، هو :
1- تشويه لما خلقه الله لأهداف وأدوار هامة فى حياة المرأة، بل فى حياة الزوجين.
2- نزيف حاد قد يتفاقم ويؤذى، بل قد يؤدى بالحياة.
3- صدمة نفسية مرعبة للفتاة فى بداية عمرها.
4- سبب فى مشاكل زوجية كثيرة، إذ تتسبب فى صعوبة العلاقة.
5- النوع الثالث بالذات يؤدى إلى مشاكل خطيرة فى الولادة.
وهذه العادة الضارة لا تحمى الفتاة من الإنحراف، كما قد يتصور البعض،
فالعفة تبدأ من القلب والطهارة تبدأ من الداخل. قال السيد المسيح: "الإنسان
الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز
الشرير يخرج الشرور" (مت 35:12).
إن حملة إعلامية ضخمة يجب أن تبدأ فورا فى المدينة والريف، وبين الرجال
والنساء، حتى يرفض الكل هذه الممارسة الضارة. وعلينا أن نهتم بالتربية
الدينية والمدرسية والأسرية، فهى الضمان الحقيقى للحياة المقدسة والعفيفة.
فالمهم نقاوة القلب، إذ قال السيد المسيح: "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم
يعاينون الله" (مت 8:5). لهذا جاءت وصية الله إلى كل منا: "يا ابنى اعطنى
قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى" (أم 26:3).
وليحفظ الرب أجيالنا الصاعدة من كل شر.
يتبع............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:45 pm
مع المسيح في الامتحانات
أحبائى الشباب...
إنها أيام الأمتحانات، التى فيها نشعر بالحاجة إلى معونة الرب، الذى حين
التقى بتلاميذه "فتح ذهنهم ليفهموا الكتب" (لو 45:24) ولاشك أننا نشعر
باحساسات مختلفة فى هذه الفترة.
فقد أشعر بأننى أخطأت كثيراً إلى الرب شهوراً كثيرة... فهل جاء? يوم
الحساب...؟ يستحيل... فالرب أكبر من ذلك وأحن جداً ويعاملنا كأبناء لا
كعبيد!
هل أستحق النجاح الذى أريده، وبنفس التقدير المطلوب؟
هل يحبنى الرب.. وسيساعدنى فى الامتحانات؟
أريد أن اعترف وأتناول وأكون? قريباً من ربنا حتى يبارك امتحاناتى.. أليس
كذلك.. الخ من الأفكار التى تراودنا فى هذا الوقت من كل عام.
وقد اشعر أن الزمام قد أفلت... حيث اننى قصرت فى? استيعاب دروسى.. فهل
افشل، يستحيل! لأن "الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح"
(2تى 7:1).
فلنقدم له القليل وسوف يبارك! قطعاً يبارك!
أجعل مراجعتك النهائية هى إجابة الامتحانات السابقة.
لا تتوقف كثيراً عند تفاصيل الموضوعات ليلة الامتحان.
فى لجنة الامتحان:
متى دخلت لجنة الامتحان صل فى صمت، ثم? أقرأ ورقة الأسئلة كلها وأبدأ بإجابة أسهل سؤال وهكذا.
قد تشعر فى بداية? الامتحان أنك قد نسيت كل ما ذاكرته.. لاتخف، هذا شعور
طبيعى، اعط نفسك وقتاً، ثم كرر قراءة الأسئلة وستجد المعلومات تدريجياً،
قادمة من تحت الشعور إلى الشعور.
لا تكثر من النظر فى ساعتك، ولاحظ ان الأسئلة تحتاج بالضرورة إلى? فترات متساوية من وقت الامتحان.
لا تلق انتباهاً إلى ما يدور فى اللجنة? بين المراقبين والزملاء، ولا تكثر من التلفت فقد يكون المراقب متشدداً.
التدخين من أكثر الأشياء التى تشتت تركيزك، وتضر بصحتك الجسدية والذهنية والروحية.
وفر وقتك وتركيزك بأن تأخذ معك ما تحتاجه من أدوات.?
لا تكثر من? المنبهات كالشاى والقهوة، وإياك والحبوب المنبهة، فهى تشد الأعصاب، لترتخى بعد ذلك.
أقطع مذاكرتك بصلوات قصيرة قلبية حارة.?
تكثر حروب الجسد فى فترة? المذاكرة فلا تستسلم لها.
قلل من مشاهدة التليفزيون وخاصة الأعمال? الروائية مثل الأفلام والمسلسلات فهى تشتت الذاكرة.
المذاكرة الجماعية لا? تفيد إلا فى حالات نادرة.
تعود أن تلخص ما تذاكره كتابة.
حـيـن تـضـع جدولا للمذاكـرة فـلا تحمـل نفسـك مـالا تطيـق، وليكن جدولاً عملياً قابلاً للتنفيذ.
عندما تبدأ فى دراسـة إحـدى المـواد لا تضع علـى مكتبـك أى كـتب أو أوراق خـاصـة بالمـواد الأخـرى حـتى تحـتـفظ بتـركيـزك.
كلما شعرت بالملل، قف وتمشى داخل الغرفة، ثم قدم صلاة قصيرة وعد للعمل .
وقد اشعر بالخوف من النتيجة النهائية.. وماذا سيكون موقفى أمام نفسى، وأمام الأسرة، وأمام الأصدقاء.
ولكن ألم يعدنا الرب قائلاً: "أنا معكم كل الأيام" (مت 20:28)، ليس هو
الأله المحب، "والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج" (يو 18:4).
المستقبل فى يد الرب فلأقم بواجبى وأترك له النتيجة... وهو قطعاً صانع الخيرات.
أحبائى الشباب...
فلنضع ثقتنا فى الرب يسوع. الإله المقتدر، والراعى الحنون. ولنثق فيه،
لنختبر كل يوم عجباً. تعالوا نجلس عند قدميه. وإن كنا نشعر بالذنب من أجل
خطايانا، فلننسكب أمامه تائبين واثقين من قبوله لنا، فهو الرحابة التى بلا
حدود، وهو الحنان المطلق.
تعالوا إلى جلسة مع أب الاعتراف، لنمسح الماضى بكل ما فيه، ولنتحد بجسد الرب ودمه، فتهدأ نفوسنا، وتمتلئ سلاماً.
وبعد ذلك... تعالوا نلتزم بأمور هامة:
- 1- قبل الامتحان:
نظم الوقت الباقى ليحقق الأهداف التالية:
أ - استيعاب ما لم أدرسه.
ب- مراجعة للمنهج كله.
ج- مذاكرة إيجابية عن طريق اجابة أسئلة امتحانات وحل تمرينات ومسائل مناسبة.
النظام يعطى إنتاجاً طيباً، حيث لا تشعر بالتشتت وثقل الحمل، بل تعطى كل يوم نصيبه من الجهد والاهتمام، دون أن تخور تحت الحمل.
والجدول المناسب والعملى شىء هام فى هذا الصدد.
حافظ على هدوئك الروحى من خلال شركة حية مع الرب فى صلوات منتظمة، وأخرى
سهمية، وثق أن هذا افتداء للوقت، فالسلام النفسى طريقك إلى الإنتاج المتقن.
اهتم بتنظيم مواعيد الطعام والنوم، وخذ القدر الكافى من كليهما.
- 2-أثناء الامتحان
لا تتحدث كثيراً مع زملائك وأنت خارج اللجنة، بل استشعر حضور إلهنا ليستقر سلامه فى قلبك.
صلى فى هدوء قبل قراءة ورقة الأسئلة، وكل سؤال اقرأه أكثر من مرة فتعرف:
- المطلوب بالضبط فى جملة الأسئلة، وكل سؤال على حدة.
- الأسئلة التى ستختارها للإجابة عليها.
محاولة الغش يرفضها الله، ويرفضها القانون، فاحذر أن تعتمد عليها أو تلجأ إليها، حتى لا يرفض الله معاونتك.
راجع اجابتك ولا تخرج قبل انتهاء الوقت المحدد حتى لا تندم.
فى البيت... راجع اجابتك بسرعة ودون تضييع وقت أو انفعال يفسد عليك مجهودك للامتحان التالى.
3- بعد الامتحان:
سلم كل ما قدمته من مجهود واجابات للرب يسوع الذى يحبك ويدبر لك ما هو صالح.
احذر أن تتصور أن تفكيرك واشواقك وتطلعاتك هى ما يسعدك.. فالسعادة
الحقيقية هى فى المسيح، والشبع اليومى به، والإحساس بالنصيب اللانهائى
المذخر لنا فيه.
أما أمور الأرض، فهى مهما علت أو تعاظمت تراب... تراب صدقنى. فلتكن لك
النفس الهادئة المستقرة فى المسيح، وليدبر الرب أمر الغد، إذ "يكفى اليوم
شره" (مت 34:6).
الرب يسوع معك.. هو سر نجاحك الوحيد.
ملاحظات هامة :
نظم وقتك جاعلاً فترة المذاكرة فى أكثر أوقاتك نشاطاً.
أعط جسمك راحة كافية فلا تنم أقل من 7 ساعات يومياً.
أبعد عن الوجبات الدسمة، ويفضل النوم لفترة بعد الغذاء لتجديد النشاط.
تجنب السهر الزائد، فسهر ليلة يجعلك خاملاً طوال اليوم التالى.
أكمل إجابة السؤال حتى نهايته، فهذا يضاعف من قيمة إجابتك عند التصحيح.
متى شعرت إنك قد وضعت كل ما عندك فى ورقة الإجابة، أسترخ قليلاً، ثم راجع ما كتبته، فقد تجد شيئاً تستطيع أن تضيفه.
بعد انتهاء الامتحان لا تتوقف لتقارن اجابتك مع زملائك، بل ركز انتباهك فى الامتحان التالى.
بالطبع... هذه النصائح لن تنفع شيئاً، إن لم تكن قد بذلت جهداً كافياً فى المذاكرة.
تذكر دائماً إن الله يبارك عملك.
وكلما بذلت جهداً أكثر ازدادت بركته لك. الرب معك.
يتبع..............
أحبائى الشباب...
إنها أيام الأمتحانات، التى فيها نشعر بالحاجة إلى معونة الرب، الذى حين
التقى بتلاميذه "فتح ذهنهم ليفهموا الكتب" (لو 45:24) ولاشك أننا نشعر
باحساسات مختلفة فى هذه الفترة.
فقد أشعر بأننى أخطأت كثيراً إلى الرب شهوراً كثيرة... فهل جاء? يوم
الحساب...؟ يستحيل... فالرب أكبر من ذلك وأحن جداً ويعاملنا كأبناء لا
كعبيد!
هل أستحق النجاح الذى أريده، وبنفس التقدير المطلوب؟
هل يحبنى الرب.. وسيساعدنى فى الامتحانات؟
أريد أن اعترف وأتناول وأكون? قريباً من ربنا حتى يبارك امتحاناتى.. أليس
كذلك.. الخ من الأفكار التى تراودنا فى هذا الوقت من كل عام.
وقد اشعر أن الزمام قد أفلت... حيث اننى قصرت فى? استيعاب دروسى.. فهل
افشل، يستحيل! لأن "الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح"
(2تى 7:1).
فلنقدم له القليل وسوف يبارك! قطعاً يبارك!
أجعل مراجعتك النهائية هى إجابة الامتحانات السابقة.
لا تتوقف كثيراً عند تفاصيل الموضوعات ليلة الامتحان.
فى لجنة الامتحان:
متى دخلت لجنة الامتحان صل فى صمت، ثم? أقرأ ورقة الأسئلة كلها وأبدأ بإجابة أسهل سؤال وهكذا.
قد تشعر فى بداية? الامتحان أنك قد نسيت كل ما ذاكرته.. لاتخف، هذا شعور
طبيعى، اعط نفسك وقتاً، ثم كرر قراءة الأسئلة وستجد المعلومات تدريجياً،
قادمة من تحت الشعور إلى الشعور.
لا تكثر من النظر فى ساعتك، ولاحظ ان الأسئلة تحتاج بالضرورة إلى? فترات متساوية من وقت الامتحان.
لا تلق انتباهاً إلى ما يدور فى اللجنة? بين المراقبين والزملاء، ولا تكثر من التلفت فقد يكون المراقب متشدداً.
التدخين من أكثر الأشياء التى تشتت تركيزك، وتضر بصحتك الجسدية والذهنية والروحية.
وفر وقتك وتركيزك بأن تأخذ معك ما تحتاجه من أدوات.?
لا تكثر من? المنبهات كالشاى والقهوة، وإياك والحبوب المنبهة، فهى تشد الأعصاب، لترتخى بعد ذلك.
أقطع مذاكرتك بصلوات قصيرة قلبية حارة.?
تكثر حروب الجسد فى فترة? المذاكرة فلا تستسلم لها.
قلل من مشاهدة التليفزيون وخاصة الأعمال? الروائية مثل الأفلام والمسلسلات فهى تشتت الذاكرة.
المذاكرة الجماعية لا? تفيد إلا فى حالات نادرة.
تعود أن تلخص ما تذاكره كتابة.
حـيـن تـضـع جدولا للمذاكـرة فـلا تحمـل نفسـك مـالا تطيـق، وليكن جدولاً عملياً قابلاً للتنفيذ.
عندما تبدأ فى دراسـة إحـدى المـواد لا تضع علـى مكتبـك أى كـتب أو أوراق خـاصـة بالمـواد الأخـرى حـتى تحـتـفظ بتـركيـزك.
كلما شعرت بالملل، قف وتمشى داخل الغرفة، ثم قدم صلاة قصيرة وعد للعمل .
وقد اشعر بالخوف من النتيجة النهائية.. وماذا سيكون موقفى أمام نفسى، وأمام الأسرة، وأمام الأصدقاء.
ولكن ألم يعدنا الرب قائلاً: "أنا معكم كل الأيام" (مت 20:28)، ليس هو
الأله المحب، "والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج" (يو 18:4).
المستقبل فى يد الرب فلأقم بواجبى وأترك له النتيجة... وهو قطعاً صانع الخيرات.
أحبائى الشباب...
فلنضع ثقتنا فى الرب يسوع. الإله المقتدر، والراعى الحنون. ولنثق فيه،
لنختبر كل يوم عجباً. تعالوا نجلس عند قدميه. وإن كنا نشعر بالذنب من أجل
خطايانا، فلننسكب أمامه تائبين واثقين من قبوله لنا، فهو الرحابة التى بلا
حدود، وهو الحنان المطلق.
تعالوا إلى جلسة مع أب الاعتراف، لنمسح الماضى بكل ما فيه، ولنتحد بجسد الرب ودمه، فتهدأ نفوسنا، وتمتلئ سلاماً.
وبعد ذلك... تعالوا نلتزم بأمور هامة:
- 1- قبل الامتحان:
نظم الوقت الباقى ليحقق الأهداف التالية:
أ - استيعاب ما لم أدرسه.
ب- مراجعة للمنهج كله.
ج- مذاكرة إيجابية عن طريق اجابة أسئلة امتحانات وحل تمرينات ومسائل مناسبة.
النظام يعطى إنتاجاً طيباً، حيث لا تشعر بالتشتت وثقل الحمل، بل تعطى كل يوم نصيبه من الجهد والاهتمام، دون أن تخور تحت الحمل.
والجدول المناسب والعملى شىء هام فى هذا الصدد.
حافظ على هدوئك الروحى من خلال شركة حية مع الرب فى صلوات منتظمة، وأخرى
سهمية، وثق أن هذا افتداء للوقت، فالسلام النفسى طريقك إلى الإنتاج المتقن.
اهتم بتنظيم مواعيد الطعام والنوم، وخذ القدر الكافى من كليهما.
- 2-أثناء الامتحان
لا تتحدث كثيراً مع زملائك وأنت خارج اللجنة، بل استشعر حضور إلهنا ليستقر سلامه فى قلبك.
صلى فى هدوء قبل قراءة ورقة الأسئلة، وكل سؤال اقرأه أكثر من مرة فتعرف:
- المطلوب بالضبط فى جملة الأسئلة، وكل سؤال على حدة.
- الأسئلة التى ستختارها للإجابة عليها.
محاولة الغش يرفضها الله، ويرفضها القانون، فاحذر أن تعتمد عليها أو تلجأ إليها، حتى لا يرفض الله معاونتك.
راجع اجابتك ولا تخرج قبل انتهاء الوقت المحدد حتى لا تندم.
فى البيت... راجع اجابتك بسرعة ودون تضييع وقت أو انفعال يفسد عليك مجهودك للامتحان التالى.
3- بعد الامتحان:
سلم كل ما قدمته من مجهود واجابات للرب يسوع الذى يحبك ويدبر لك ما هو صالح.
احذر أن تتصور أن تفكيرك واشواقك وتطلعاتك هى ما يسعدك.. فالسعادة
الحقيقية هى فى المسيح، والشبع اليومى به، والإحساس بالنصيب اللانهائى
المذخر لنا فيه.
أما أمور الأرض، فهى مهما علت أو تعاظمت تراب... تراب صدقنى. فلتكن لك
النفس الهادئة المستقرة فى المسيح، وليدبر الرب أمر الغد، إذ "يكفى اليوم
شره" (مت 34:6).
الرب يسوع معك.. هو سر نجاحك الوحيد.
ملاحظات هامة :
نظم وقتك جاعلاً فترة المذاكرة فى أكثر أوقاتك نشاطاً.
أعط جسمك راحة كافية فلا تنم أقل من 7 ساعات يومياً.
أبعد عن الوجبات الدسمة، ويفضل النوم لفترة بعد الغذاء لتجديد النشاط.
تجنب السهر الزائد، فسهر ليلة يجعلك خاملاً طوال اليوم التالى.
أكمل إجابة السؤال حتى نهايته، فهذا يضاعف من قيمة إجابتك عند التصحيح.
متى شعرت إنك قد وضعت كل ما عندك فى ورقة الإجابة، أسترخ قليلاً، ثم راجع ما كتبته، فقد تجد شيئاً تستطيع أن تضيفه.
بعد انتهاء الامتحان لا تتوقف لتقارن اجابتك مع زملائك، بل ركز انتباهك فى الامتحان التالى.
بالطبع... هذه النصائح لن تنفع شيئاً، إن لم تكن قد بذلت جهداً كافياً فى المذاكرة.
تذكر دائماً إن الله يبارك عملك.
وكلما بذلت جهداً أكثر ازدادت بركته لك. الرب معك.
يتبع..............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:46 pm
ماذا يقول المسيح للشباب
حاولت أن أتسمع إلى همس السيد المسيح، فى إن شباب اليوم... تراه... ماذا
يقول لهم؟ هلموا نضع آذاننا قرب شفتيه الطاهرتين، أو نتكئ مثل يوحنا الحبيب
على صدره الرحب، لنسمع دقات قلبه الحنون، الذى يخفق بحب العالم كله..
ابنى الحبيب... ابنتى المباركة :
أننى أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائى عمداً أو دون قصد.
أنا أهمس إلى كل قلب فى الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو
لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين،
وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا
أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43).
أننى أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائى
عمداً أو دون قصد.
أنا أهمس إلى كل قلب فى الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو
لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين،
وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا
أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43).
لاتخف لأنى فديتك :
نعم... لاتخف يا حبيبى.. فمع أنى الإله القدير، والخالق غير المحدود، إلا أن قلبى يذوب حباً من نحو.
لاتخف منى.. فأنا الآن لا أحاكم أحداً، ولا أقاضى إنساناً.. أنا معك الآن فى زمان الحب، زمان الرحمة.. لذلك فلا تخف منى.
لقد قال لك خدامى أننى سوف أدين المسكونة بالعدل.. وهذه حقيقة.. لكن كل ما
يشتهيه قلبى هو أن تأتى إلىّ.. كما أنت.. بكل ضعفاتك، وسلبياتك، وتطلعاتك،
وطموحاتك، وتمردك، وعبودياتك، تعالى كما أنت... ولاتخف.. والسبب بسيط..
لاتخف لأنى فديتك.
نعم فدمى الذى سأل من أجلك على عود الصليب، سال حباً فيك، وسدد كل ديونك..
لذلك فحينما ستقف يوماً أمام العدل الإلهى، تستطيع أن تحتج بكل ثقة وتقول:
"ديونى دفعها السيد.. دفعها حين مات نيابة عنى".
دعوتك باسمك :
نعم.. لا تتعجب.. أنا أعرف اسمك.. فأنا لست زعيم قطيع، ولا أبحث عن شعبية!
أنا أحبك شخصياً، وصدقنى لو أنهم سألونى على الصليب من أجل من ستموت يارب؟
لكنت قد أجبتهم: "من أجل فلان وفلان وفلان".. وكنت سأذكر اسمك فعلاً.. حاول
أن تقول الآن: يسوع مات من أجلى، فمن الطبيعى إذن أن أعيش من أجله.
ومعرفتى باسمك ليس المقصود بها اسمك فقط، بل ظروفك وطبيعتك ومستقبلك الزمنى
والأبدى، كل خلاياك، وثنايا حياتك الأرضية والأبدية، وما قابلت سوف تقابل،
كل هذا أنا أعرفه. لهذا أحبك.. من أجل النجاح الذى سوف تنجحه.. ومن أجل
الفشل الذى سوف يبكيك ويبكينى معك، ومن أجل كل لحظة سقوط أو نصرة.. أنا
معك.. أنا فيك!!
أنت لى :
لا لكى احتكرك أو أستولى عليك.. كلا.. والسبب بسيط: أننى لا
نهائى.. وأى إضافة إلى مالا نهاية تساوى صفراً.. أنا لا أحتاج إليك وأنت لى
تضيف إلى شيئاً.. بصراحة أنا محتاج أن أعطيك.. أعطيك حبى، وجسدى، ودمى،
وخلاصى، وأبديتى، وفرحى اللامحدود.
ابنى الحبيب... ابنتى المباركة..
أنا فى انتظاركما... بكل الحب..
يتبع............
حاولت أن أتسمع إلى همس السيد المسيح، فى إن شباب اليوم... تراه... ماذا
يقول لهم؟ هلموا نضع آذاننا قرب شفتيه الطاهرتين، أو نتكئ مثل يوحنا الحبيب
على صدره الرحب، لنسمع دقات قلبه الحنون، الذى يخفق بحب العالم كله..
ابنى الحبيب... ابنتى المباركة :
أننى أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائى عمداً أو دون قصد.
أنا أهمس إلى كل قلب فى الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو
لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين،
وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا
أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43).
أننى أحب كلا منكما بصدق، صدق قد يخفى عليكما، وربما قد يشوهه بعض أبنائى
عمداً أو دون قصد.
أنا أهمس إلى كل قلب فى الوجود، متجاهلاً كل الفروق الظاهرية، من جنس أو
لون أو دين أو عقيدة، بل متجاهلاً كل ما يبدو عميقاً فيكم، فهذا متدين،
وذاك بعيد، والثالث عنيد، والرابع مستعبد لخطية معينة.. ورغم كل هذا فأنا
أهمس لكل قلب فأقول: "لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43).
لاتخف لأنى فديتك :
نعم... لاتخف يا حبيبى.. فمع أنى الإله القدير، والخالق غير المحدود، إلا أن قلبى يذوب حباً من نحو.
لاتخف منى.. فأنا الآن لا أحاكم أحداً، ولا أقاضى إنساناً.. أنا معك الآن فى زمان الحب، زمان الرحمة.. لذلك فلا تخف منى.
لقد قال لك خدامى أننى سوف أدين المسكونة بالعدل.. وهذه حقيقة.. لكن كل ما
يشتهيه قلبى هو أن تأتى إلىّ.. كما أنت.. بكل ضعفاتك، وسلبياتك، وتطلعاتك،
وطموحاتك، وتمردك، وعبودياتك، تعالى كما أنت... ولاتخف.. والسبب بسيط..
لاتخف لأنى فديتك.
نعم فدمى الذى سأل من أجلك على عود الصليب، سال حباً فيك، وسدد كل ديونك..
لذلك فحينما ستقف يوماً أمام العدل الإلهى، تستطيع أن تحتج بكل ثقة وتقول:
"ديونى دفعها السيد.. دفعها حين مات نيابة عنى".
دعوتك باسمك :
نعم.. لا تتعجب.. أنا أعرف اسمك.. فأنا لست زعيم قطيع، ولا أبحث عن شعبية!
أنا أحبك شخصياً، وصدقنى لو أنهم سألونى على الصليب من أجل من ستموت يارب؟
لكنت قد أجبتهم: "من أجل فلان وفلان وفلان".. وكنت سأذكر اسمك فعلاً.. حاول
أن تقول الآن: يسوع مات من أجلى، فمن الطبيعى إذن أن أعيش من أجله.
ومعرفتى باسمك ليس المقصود بها اسمك فقط، بل ظروفك وطبيعتك ومستقبلك الزمنى
والأبدى، كل خلاياك، وثنايا حياتك الأرضية والأبدية، وما قابلت سوف تقابل،
كل هذا أنا أعرفه. لهذا أحبك.. من أجل النجاح الذى سوف تنجحه.. ومن أجل
الفشل الذى سوف يبكيك ويبكينى معك، ومن أجل كل لحظة سقوط أو نصرة.. أنا
معك.. أنا فيك!!
أنت لى :
لا لكى احتكرك أو أستولى عليك.. كلا.. والسبب بسيط: أننى لا
نهائى.. وأى إضافة إلى مالا نهاية تساوى صفراً.. أنا لا أحتاج إليك وأنت لى
تضيف إلى شيئاً.. بصراحة أنا محتاج أن أعطيك.. أعطيك حبى، وجسدى، ودمى،
وخلاصى، وأبديتى، وفرحى اللامحدود.
ابنى الحبيب... ابنتى المباركة..
أنا فى انتظاركما... بكل الحب..
يتبع............
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:47 pm
ايها الشاب ما مفهم العاطفه في حياتك
س1: ما هو مفهوم العاطفة؟
التعريف العلمى للعاطفة: هى اتجاه وجدانى، نحو موضوع معين، مكتسب بالخبرات والتعليم.
وهنا نتجه بالسؤال إلى أنفسنا إلى من تتجه مشاعرنا؟ وحين تراجع ذاتك
تسألها، من هو الإنسان الذى تفرح لرؤيته، تحزن لمرضه تقلق لغيابه، تسر
لصحبته، تضيق لآلامه، تبتهج لنجاحه، مستعد أن تقدم بعض التنازلات من أجل أن
تحتفظ بعلاقتك به؟ إن تجمع هذه الانفعالات والمشاعر حول محور واحد هو الذى
يطلق عليه عاطفة الحب.
س2: كيف نشأت تلك العاطفة أو مجموعة المشاعر حول شخص معين؟
هو تكرار المواقف التى أثارت مشاعر البهجة والسرور - حتى يصبح لقاء شخص
معين عادة مبهجة، وكأننا نؤكد أن العاطفة وليدة تجارب سارة متكررة ويفسر
ذلك حب الطفل الوليد لأمر فهى مصدر الشبع والانتصار على آلام الجوع والعطش
.. فهو لا يولد بهذه العاطفة بل هى نتاج التعامل اليومى. ويمكن أن تراجع
ذلك فى علاقتك التى تغلب عليها عاطفة الحب مع الآخرين.
س3: هل يتوقف تكون العواطف عند مرحلة معينة؟
الحقيقة أن العواطف البشرية يظل يتسع نطاقها لتشمل الأخوة فى الأسرة،
الأقارب، الأصدقاء فى المدرسة، الرفاق فى اللعب، المجموعة داخل الكنيسة أو
الجيران .. ومع الوقت يكون هناك موضوع لحب الله وحب الوطن.
س4: هل لباقى جوانب الشخصية أثر فى تكوين العاطفة واختيار محورها؟
لأن العاطفة وليدة استجابات فى مواقف متنوعة فيكون للخراج الشخصى
والذوق الخاص، والقدرة على التمييز وإدراك أبعاد الموقف آثار واضحة على
نوعية الاستجابة ومداها، بالإضافة إلى رصيد الخبرات العاطفية السابقة
ويمكنك ملاحظة اندفاع بعض الأشخاص بسبب الفراغ النفسى أو العقلى أو الروحى
أو ضعف العلاقات الاجتماعية أو الأسرية.
س5: هل كل إنسان يحب؟
لقد خلقنا الله جميعاً بدافع طبيعى للبحث عن علاقة بالآخرين فمنذ خلقة
آدم بقول الكتاب" ليس حسناً أن يكون آدم وحده" إن التفاعل مع الآخرين أمر
حتمى ليس فقط لإشباع الاحتياجات الجسمية من مآكل ومشرب .. ولكن من أجل ما
يسببه من ارتياح فحاجة الطفل للحنان لا تقل أهمية عن حاجته للطعام .ز
ويستمر الأمر على نفس الحال باقى العمر، وإن اختلف الأسلوب والنوعية
والمصدر.
س6: هل يدور الحب حول محور واحد؟
الإنسان يحب الإنسان الآخر ولكن هذا لا يلغى أننا نحب:
أ- بعض الأماكن التى نسعد بالوجود فيها .. حجرتك ..، مكتبك، الشاطئ ..
ب- دراسات معينة أو قراءات نهواها ونشغف بها، روحيات، أدبيات.
ت- الحب لمبادئ معينة يتمسك بها الشخص مثل الأمانة والحق حتى يضحى من أجلها.
ث- حب لوحة رسمها أو اقتناها - أو هدية ارتبطت بذكرى أو شخص مهم.
ج- حب العمل ومعروف عن شخصيات كثيرة تفانيها حباً لما تقوم به من أعمال.
ح- حتى حب الحيوان وقد أثبتت الدراسات على السنين أن من يقتنى حيوان يحبه كلب، حصان، ببغاء.. أو نباتات يرويها ويرعاها أطول عمراً.
س7: هل الحب يلغى أو يقتل بعضه بعضاً:
هناك ما يسمى العاطفة السائدة وهى تكون أهم العواطف فى حياة شخص معين، ولذلك تنتظم باقى العواطف فى ركابها أو تخضع لتوجيهها:
- نلاحظ هذا فى حياة أب له ابن مصاب فيضع كل الأمور والأشياء الأخرى فى
خدمة إنقاذه .ز رغم أنه أصلاً يحب وظيفته، يحب المال، يحب نفسه يحب باقى
البناء .. ولكن يسود عليه هذا الحب.
- ويمكننا ملاحظة ذلك فيمن طغى عليهم حب الله حتى تركوا كل شئ وتبعوه.
- وهناك من ضحوا حياتهم من اجل أوطانهم أو مبادئهم..
- وهناك من طغى عليه حب المال حتى باع الأهل والأصدقاء والمبادئ وحتى كرامته .. من أجل حب المال.
- من طغى عليه حب رومانسى أو شهونى متى دمر حياته مثل مجنون ليلى، أو حتى
انتحر مثل روميو وجوليت، أو ما نسمعه حالياً عن رؤساء دول، أو عن فتيات
مصريات أحببن عبد الحليم حافظ وانتحرن يوم وفاته
س8: هل الحب كله دمار؟ هل له من فائدة؟
إن العواطف المعتدلة الصادقة هى التى تعطى الفرد إحساسه بالحياة وصفته
كإنسان، واعتدال الفرد فى استخدام عواطفه هو أهم علامات الاتزان النفسى،
كما أن للعواطف آثار حسنة فهى تلعب دوراً هاماً فى إبداع وابتكار الفنانين
وتمثل دافعية قوية لخدمة الغير، والتفانى فى مرعاة من يحتاج إلى الرعاية.
لكن للعواطف آثارها الضارة أيضاً فالعواطف القوية بصورة مبالغ فيها تؤثر
تأثيراً سيئاً على الجسم والنفس، فمنها ما يؤدى إلى الأرق المضنى كما يؤدى
إلى الانشغال عن باقى الأهداف الهامة فى الحياة مثل التعليم، العمل،
والعبادة .. وقد تؤدى إلى التوتر والاكتئاب إذا حدث عائق اجتماعى فى مواجهة
تحقيقها، وتستحوذ على الطاقة الجسمية والنفسية وتؤدى إلى عدم التركيز
وتوقف الإنجازات الأخرى.
س9: هل حب الجنس الآخر خطية أم هزيمة اجتماعية؟
يقول بولس الرسول للقديس تيموثاوس "أما الحدثات فعاملهن بكل طهارة كأخوات"
واضح أن هناك شرطين الأول هو أن يكون الحب طاهراً لا تطغى عليه الشهوات
الثانى أنها محبة أخوية لمجموعة كبيرة وليس واحدة تتحول إلى علاقات عاطفية
عنيفة يصعب الانتصار عليها أو ضبطها، ولها نتائجها على حياتنا الروحية إذا
طغت الجوانب الجسدية، وأيضاً لها نتائجها الاجتماعية فهى إساءة إلى سمعة كل
الأطراف، ولها آثارها النفسية فالعلاقة السطحية يمكن نسيانها ولكن إذا
تعمقت يصعب إزالتها وتصبح مشكلة حين يتباعد الأطراف لأى سبب.
س10: هل هناك قدرة على ضبط الحب أو العاطفة؟
فى بداية العلاقة يتحكم الإنسان فى عواطفه بسهولة، إذا أراد إذ تلعب
إرادة الإنسان دوراً هاماً فى تحكمه فى العديد من مواقف الحياة - ولكن بعض
الشباب يريد أن يحب .ز فهنا إرادة الضبط غير فعالة. كلما زادت العلاقة
عمقاً أو فترة زمنية، يصبح التحكم أصعب، يحسن أن يعمل الإنسان عقله من
البداية.
الحب كم ورد فى الكتاب المقدس أفسس5 التى تقرأ فى كل إكليل هو علاقة بين
الرجل وآمراته ولذلك على كل منا شاب وشابة أن يدخر حبه للذى يتزوجه.
كلما قوى الجانب الروحى، الجانب العقلى، الهدف الشخصى تزداد القدرة على توجيه العاطفة وضبطها والرب يعين.
يتبع..........
س1: ما هو مفهوم العاطفة؟
التعريف العلمى للعاطفة: هى اتجاه وجدانى، نحو موضوع معين، مكتسب بالخبرات والتعليم.
وهنا نتجه بالسؤال إلى أنفسنا إلى من تتجه مشاعرنا؟ وحين تراجع ذاتك
تسألها، من هو الإنسان الذى تفرح لرؤيته، تحزن لمرضه تقلق لغيابه، تسر
لصحبته، تضيق لآلامه، تبتهج لنجاحه، مستعد أن تقدم بعض التنازلات من أجل أن
تحتفظ بعلاقتك به؟ إن تجمع هذه الانفعالات والمشاعر حول محور واحد هو الذى
يطلق عليه عاطفة الحب.
س2: كيف نشأت تلك العاطفة أو مجموعة المشاعر حول شخص معين؟
هو تكرار المواقف التى أثارت مشاعر البهجة والسرور - حتى يصبح لقاء شخص
معين عادة مبهجة، وكأننا نؤكد أن العاطفة وليدة تجارب سارة متكررة ويفسر
ذلك حب الطفل الوليد لأمر فهى مصدر الشبع والانتصار على آلام الجوع والعطش
.. فهو لا يولد بهذه العاطفة بل هى نتاج التعامل اليومى. ويمكن أن تراجع
ذلك فى علاقتك التى تغلب عليها عاطفة الحب مع الآخرين.
س3: هل يتوقف تكون العواطف عند مرحلة معينة؟
الحقيقة أن العواطف البشرية يظل يتسع نطاقها لتشمل الأخوة فى الأسرة،
الأقارب، الأصدقاء فى المدرسة، الرفاق فى اللعب، المجموعة داخل الكنيسة أو
الجيران .. ومع الوقت يكون هناك موضوع لحب الله وحب الوطن.
س4: هل لباقى جوانب الشخصية أثر فى تكوين العاطفة واختيار محورها؟
لأن العاطفة وليدة استجابات فى مواقف متنوعة فيكون للخراج الشخصى
والذوق الخاص، والقدرة على التمييز وإدراك أبعاد الموقف آثار واضحة على
نوعية الاستجابة ومداها، بالإضافة إلى رصيد الخبرات العاطفية السابقة
ويمكنك ملاحظة اندفاع بعض الأشخاص بسبب الفراغ النفسى أو العقلى أو الروحى
أو ضعف العلاقات الاجتماعية أو الأسرية.
س5: هل كل إنسان يحب؟
لقد خلقنا الله جميعاً بدافع طبيعى للبحث عن علاقة بالآخرين فمنذ خلقة
آدم بقول الكتاب" ليس حسناً أن يكون آدم وحده" إن التفاعل مع الآخرين أمر
حتمى ليس فقط لإشباع الاحتياجات الجسمية من مآكل ومشرب .. ولكن من أجل ما
يسببه من ارتياح فحاجة الطفل للحنان لا تقل أهمية عن حاجته للطعام .ز
ويستمر الأمر على نفس الحال باقى العمر، وإن اختلف الأسلوب والنوعية
والمصدر.
س6: هل يدور الحب حول محور واحد؟
الإنسان يحب الإنسان الآخر ولكن هذا لا يلغى أننا نحب:
أ- بعض الأماكن التى نسعد بالوجود فيها .. حجرتك ..، مكتبك، الشاطئ ..
ب- دراسات معينة أو قراءات نهواها ونشغف بها، روحيات، أدبيات.
ت- الحب لمبادئ معينة يتمسك بها الشخص مثل الأمانة والحق حتى يضحى من أجلها.
ث- حب لوحة رسمها أو اقتناها - أو هدية ارتبطت بذكرى أو شخص مهم.
ج- حب العمل ومعروف عن شخصيات كثيرة تفانيها حباً لما تقوم به من أعمال.
ح- حتى حب الحيوان وقد أثبتت الدراسات على السنين أن من يقتنى حيوان يحبه كلب، حصان، ببغاء.. أو نباتات يرويها ويرعاها أطول عمراً.
س7: هل الحب يلغى أو يقتل بعضه بعضاً:
هناك ما يسمى العاطفة السائدة وهى تكون أهم العواطف فى حياة شخص معين، ولذلك تنتظم باقى العواطف فى ركابها أو تخضع لتوجيهها:
- نلاحظ هذا فى حياة أب له ابن مصاب فيضع كل الأمور والأشياء الأخرى فى
خدمة إنقاذه .ز رغم أنه أصلاً يحب وظيفته، يحب المال، يحب نفسه يحب باقى
البناء .. ولكن يسود عليه هذا الحب.
- ويمكننا ملاحظة ذلك فيمن طغى عليهم حب الله حتى تركوا كل شئ وتبعوه.
- وهناك من ضحوا حياتهم من اجل أوطانهم أو مبادئهم..
- وهناك من طغى عليه حب المال حتى باع الأهل والأصدقاء والمبادئ وحتى كرامته .. من أجل حب المال.
- من طغى عليه حب رومانسى أو شهونى متى دمر حياته مثل مجنون ليلى، أو حتى
انتحر مثل روميو وجوليت، أو ما نسمعه حالياً عن رؤساء دول، أو عن فتيات
مصريات أحببن عبد الحليم حافظ وانتحرن يوم وفاته
س8: هل الحب كله دمار؟ هل له من فائدة؟
إن العواطف المعتدلة الصادقة هى التى تعطى الفرد إحساسه بالحياة وصفته
كإنسان، واعتدال الفرد فى استخدام عواطفه هو أهم علامات الاتزان النفسى،
كما أن للعواطف آثار حسنة فهى تلعب دوراً هاماً فى إبداع وابتكار الفنانين
وتمثل دافعية قوية لخدمة الغير، والتفانى فى مرعاة من يحتاج إلى الرعاية.
لكن للعواطف آثارها الضارة أيضاً فالعواطف القوية بصورة مبالغ فيها تؤثر
تأثيراً سيئاً على الجسم والنفس، فمنها ما يؤدى إلى الأرق المضنى كما يؤدى
إلى الانشغال عن باقى الأهداف الهامة فى الحياة مثل التعليم، العمل،
والعبادة .. وقد تؤدى إلى التوتر والاكتئاب إذا حدث عائق اجتماعى فى مواجهة
تحقيقها، وتستحوذ على الطاقة الجسمية والنفسية وتؤدى إلى عدم التركيز
وتوقف الإنجازات الأخرى.
س9: هل حب الجنس الآخر خطية أم هزيمة اجتماعية؟
يقول بولس الرسول للقديس تيموثاوس "أما الحدثات فعاملهن بكل طهارة كأخوات"
واضح أن هناك شرطين الأول هو أن يكون الحب طاهراً لا تطغى عليه الشهوات
الثانى أنها محبة أخوية لمجموعة كبيرة وليس واحدة تتحول إلى علاقات عاطفية
عنيفة يصعب الانتصار عليها أو ضبطها، ولها نتائجها على حياتنا الروحية إذا
طغت الجوانب الجسدية، وأيضاً لها نتائجها الاجتماعية فهى إساءة إلى سمعة كل
الأطراف، ولها آثارها النفسية فالعلاقة السطحية يمكن نسيانها ولكن إذا
تعمقت يصعب إزالتها وتصبح مشكلة حين يتباعد الأطراف لأى سبب.
س10: هل هناك قدرة على ضبط الحب أو العاطفة؟
فى بداية العلاقة يتحكم الإنسان فى عواطفه بسهولة، إذا أراد إذ تلعب
إرادة الإنسان دوراً هاماً فى تحكمه فى العديد من مواقف الحياة - ولكن بعض
الشباب يريد أن يحب .ز فهنا إرادة الضبط غير فعالة. كلما زادت العلاقة
عمقاً أو فترة زمنية، يصبح التحكم أصعب، يحسن أن يعمل الإنسان عقله من
البداية.
الحب كم ورد فى الكتاب المقدس أفسس5 التى تقرأ فى كل إكليل هو علاقة بين
الرجل وآمراته ولذلك على كل منا شاب وشابة أن يدخر حبه للذى يتزوجه.
كلما قوى الجانب الروحى، الجانب العقلى، الهدف الشخصى تزداد القدرة على توجيه العاطفة وضبطها والرب يعين.
يتبع..........
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:48 pm
الزواج بعد سقوط الانسان
لاشك أن تحول هدف الميل الجنسى من الإتحاد إلى الإستمتاع الحسى، أدى إلى
تغير جذرى في العلاقة بين الرجل والمرأة، وموقف كل منهما من الآخر، وهدف
الزواج، وموقع الجسد من الجنسية.. إلى أن صارت الجنسية مشوهة مختلفة عن
الصورة الأصلية التى أرادها الله.
هل تغيرت علاقة الرجل والمرأة؟
كان من خصائص العلاقة الأولى بين الرجل والمرأة قبل السقوط، التناظر،
والتكامل الداخلى، والحب الحقيقى، والميل الجنسى النقى، والإتحاد الكيانى،
وكان ذلك ناتجاً عن علاقتهما الشخصية بالله، وأمانتهما له.
ثم نجد أنه من خصائص علاقة الرجل والمرأة بعد السقوط، أن المرأة صارت
مستعبدة للرجل "رجلك.. يسود عليك" (تك 16:3) أى ضاعت المساواة بينهما، كما
ضاع إحساس التلاحم بينهما وفصل كل منهما مصيره عن الآخر، محاولاً أن يبرئ
نفسه (تك 12:3-13).. وبذلك نشأ بينهما صراع، وتحولاً من شخصين يسعيان
للاتحاد فى كيان واحد، إلى شخصين متنافرين متصارعين.. ولما كان القانون
الروحى الذى كان يساوى بينهما قد انحل، فإن القانون الطبيعى قد حل محله،
حيث يسيطر الأقوى جسمانياً على الأضعف.. ولذلك اتخذ الصراع بين الرجل
والمرأة بعد السقوط صورة عدوانية من جانب الرجل، وصورة سلبية من جانب
المرأة فى أغلب الأحوال، فأحياناً نجد الرجل يحاول إخضاع المرأة بالقوة
البدنية أو المالية، وأحياناً أخرى نجد المرأة تحاول إخضاع الرجل بالإغراء
الحسى أو الحيلة والخداع.
وهكذا ضاع البعد الاتحادى للجنسية، ليبقى البعد التناسلى أساساً للرابطة
الزوجية، والبعد الحسى أساساً لعلاقات الزنا بصوره المختلفة والمتعددة،
وكان كل ذلك راجعاً إلى غياب الميل الجنسى النقى، وظهور الشهوة الجنسية
التى ضاع معها الحب الحقيقى (الأغابى)، وفقد التكامل الداخلى والإتحاد
الكيانى.
2- الميل الجنسى المشوه (الشهوة الجنسية) :
كان الميل الجنسى النقى - كما ذكرنا - إحدى خصائص الطبيعة الإنسانية
كما خلقها الله منذ البدء نقية طاهرة.. وما أن تشوهت طبيعة الإنسان، حتى
تشوه معها كل ميول الإنسان واتجاهاته ودوافعه ونوعية رغباته، واصطبغت كلها
بالأنانية وحب الذات.. لذلك نجد الميل الجنسى النقى قد تشوه، وتحول إلى ميل
جنسى أنانى، فبدلاً من أن يتجه الميل الجنسى من "أنا" إلى "الآخر" من أجل
تحقيق التكامل والإتحاد وشركة "نحن"، إتجه من "أنا" إلى "أنا" مروراً
"بالآخر" كوسيلة لإشباع الرغبات الأنانية أى تحول "الآخر" من شخص يُحب
ويُعايش ويُتحد به إلى وسيلة للحصول على اللذة الحسية التى صارت هدفاً بحد
ذاتها.
ميل جنسى نقى + أنانية -----> شهوة جنسية
نلاحظ أن الله لم يخلق فى الإنسان الشهوة الجنسية، فحاشا لله أن يخلق فى
الإنسان ميلاً مشوهاً خاطئاً، إنما الله أوجد فى الإنسان ميلاً جنسياً
نقياً، لم يحفظ الإنسان نقاوته، بل انحرف به فى إتجاه الأنانية فصار شهوة
جنسية.. ونلاحظ أن إنحراف الميل الجنسى - شأنه فى ذلك شأن كل ميول الإنسان
الأخرى - جاء نتيجة إنفصال الإنسان عن الله بالسقوط.
3- تغير النظرة للجسد بعد السقوط :
كان الإنسان معداً للخلود، لا يموت ولا يفسد جسده، إنما كان معداً
له - إذا إجتاز الإختبار بنجاح - أن يتغير جسده ويتجدد كى يحيا إلى الأبد،
وهو ما يمكن استنتاجه من وجود شجرة الحياة فى وسط الجنة كى يأكل منها
الإنسان فيحيا إلى الأبد (تك 39:2-22) لكن آدم انفصل عن الله، أى مات
روحياً (تك 17:2) وبدأ الموت يتسرب تدريجياً إلى جسده، إلى أن مات جسدياً
عن عمر يناهز 930 عاماً (تك 5:5) ثم بدأ عمر الإنسان يقل بعد ذلك عقاباً له
على خطاياه (تك 3:6) ولذلك ارتبط طول العمر بمخافة الله "مخافة الرب تزيد
الأيام، أما سنو الأشرار فتقصر" (أم 27:10).
بسقوط الإنسان وحدوث التفكك إلى فردين، والفرد إلى كيان مشحون بالصراعات
الداخلية، حيث النفس الفاسدة، تحمل الجسد عبء الإفصاح عن حالة فساد النفس،
وظهرت أعراض الخطيئة على الجسد هنا نجد أن للخطيئة بعدين: بعد داخلى هو
حالة فساد النفس، وبعد خارجى، ناتج عن البعد الأول، هو خطيئة الجسد.. ولما
كان علاج الخطيئة يأتى بعلاج الفساد الداخلى أولاً وعندئذ يصير الخارج
نقياً (مت 26:25)، ولما كان علاج الداخل لا يأتى إلا بعودة الإنسان إلى
الله بعد كسر حاجز العداوة بينهما، الذى لم يتم إلا بفداء المسيح.. لذلك
صار علاج الخطيئة. فى العهد القديم متجهاً بالأكثر نحو البعد الخارجى
(خطيئة الجسد).. من هنا جاء الناموس (الشريعة) حاملاً أوامر ونواهى وفرائض
"لا تقتل، لاتزن، لا تسرق" (خر 13:20-17).. لكن الناموس لم يكن علاجاً
جذرياً للخطيئة، بل كان يكشف عن الخطيئة ويعرف بها الإنسان (رو 20:3) ويطلب
منه أن يمتنع عنها، لكن لم يعطه القدرة على التحرر الداخلى من عبوديتها
(رو 11:7).
لاشك أن تحول هدف الميل الجنسى من الإتحاد إلى الإستمتاع الحسى، أدى إلى
تغير جذرى في العلاقة بين الرجل والمرأة، وموقف كل منهما من الآخر، وهدف
الزواج، وموقع الجسد من الجنسية.. إلى أن صارت الجنسية مشوهة مختلفة عن
الصورة الأصلية التى أرادها الله.
هل تغيرت علاقة الرجل والمرأة؟
كان من خصائص العلاقة الأولى بين الرجل والمرأة قبل السقوط، التناظر،
والتكامل الداخلى، والحب الحقيقى، والميل الجنسى النقى، والإتحاد الكيانى،
وكان ذلك ناتجاً عن علاقتهما الشخصية بالله، وأمانتهما له.
ثم نجد أنه من خصائص علاقة الرجل والمرأة بعد السقوط، أن المرأة صارت
مستعبدة للرجل "رجلك.. يسود عليك" (تك 16:3) أى ضاعت المساواة بينهما، كما
ضاع إحساس التلاحم بينهما وفصل كل منهما مصيره عن الآخر، محاولاً أن يبرئ
نفسه (تك 12:3-13).. وبذلك نشأ بينهما صراع، وتحولاً من شخصين يسعيان
للاتحاد فى كيان واحد، إلى شخصين متنافرين متصارعين.. ولما كان القانون
الروحى الذى كان يساوى بينهما قد انحل، فإن القانون الطبيعى قد حل محله،
حيث يسيطر الأقوى جسمانياً على الأضعف.. ولذلك اتخذ الصراع بين الرجل
والمرأة بعد السقوط صورة عدوانية من جانب الرجل، وصورة سلبية من جانب
المرأة فى أغلب الأحوال، فأحياناً نجد الرجل يحاول إخضاع المرأة بالقوة
البدنية أو المالية، وأحياناً أخرى نجد المرأة تحاول إخضاع الرجل بالإغراء
الحسى أو الحيلة والخداع.
وهكذا ضاع البعد الاتحادى للجنسية، ليبقى البعد التناسلى أساساً للرابطة
الزوجية، والبعد الحسى أساساً لعلاقات الزنا بصوره المختلفة والمتعددة،
وكان كل ذلك راجعاً إلى غياب الميل الجنسى النقى، وظهور الشهوة الجنسية
التى ضاع معها الحب الحقيقى (الأغابى)، وفقد التكامل الداخلى والإتحاد
الكيانى.
2- الميل الجنسى المشوه (الشهوة الجنسية) :
كان الميل الجنسى النقى - كما ذكرنا - إحدى خصائص الطبيعة الإنسانية
كما خلقها الله منذ البدء نقية طاهرة.. وما أن تشوهت طبيعة الإنسان، حتى
تشوه معها كل ميول الإنسان واتجاهاته ودوافعه ونوعية رغباته، واصطبغت كلها
بالأنانية وحب الذات.. لذلك نجد الميل الجنسى النقى قد تشوه، وتحول إلى ميل
جنسى أنانى، فبدلاً من أن يتجه الميل الجنسى من "أنا" إلى "الآخر" من أجل
تحقيق التكامل والإتحاد وشركة "نحن"، إتجه من "أنا" إلى "أنا" مروراً
"بالآخر" كوسيلة لإشباع الرغبات الأنانية أى تحول "الآخر" من شخص يُحب
ويُعايش ويُتحد به إلى وسيلة للحصول على اللذة الحسية التى صارت هدفاً بحد
ذاتها.
ميل جنسى نقى + أنانية -----> شهوة جنسية
نلاحظ أن الله لم يخلق فى الإنسان الشهوة الجنسية، فحاشا لله أن يخلق فى
الإنسان ميلاً مشوهاً خاطئاً، إنما الله أوجد فى الإنسان ميلاً جنسياً
نقياً، لم يحفظ الإنسان نقاوته، بل انحرف به فى إتجاه الأنانية فصار شهوة
جنسية.. ونلاحظ أن إنحراف الميل الجنسى - شأنه فى ذلك شأن كل ميول الإنسان
الأخرى - جاء نتيجة إنفصال الإنسان عن الله بالسقوط.
3- تغير النظرة للجسد بعد السقوط :
كان الإنسان معداً للخلود، لا يموت ولا يفسد جسده، إنما كان معداً
له - إذا إجتاز الإختبار بنجاح - أن يتغير جسده ويتجدد كى يحيا إلى الأبد،
وهو ما يمكن استنتاجه من وجود شجرة الحياة فى وسط الجنة كى يأكل منها
الإنسان فيحيا إلى الأبد (تك 39:2-22) لكن آدم انفصل عن الله، أى مات
روحياً (تك 17:2) وبدأ الموت يتسرب تدريجياً إلى جسده، إلى أن مات جسدياً
عن عمر يناهز 930 عاماً (تك 5:5) ثم بدأ عمر الإنسان يقل بعد ذلك عقاباً له
على خطاياه (تك 3:6) ولذلك ارتبط طول العمر بمخافة الله "مخافة الرب تزيد
الأيام، أما سنو الأشرار فتقصر" (أم 27:10).
بسقوط الإنسان وحدوث التفكك إلى فردين، والفرد إلى كيان مشحون بالصراعات
الداخلية، حيث النفس الفاسدة، تحمل الجسد عبء الإفصاح عن حالة فساد النفس،
وظهرت أعراض الخطيئة على الجسد هنا نجد أن للخطيئة بعدين: بعد داخلى هو
حالة فساد النفس، وبعد خارجى، ناتج عن البعد الأول، هو خطيئة الجسد.. ولما
كان علاج الخطيئة يأتى بعلاج الفساد الداخلى أولاً وعندئذ يصير الخارج
نقياً (مت 26:25)، ولما كان علاج الداخل لا يأتى إلا بعودة الإنسان إلى
الله بعد كسر حاجز العداوة بينهما، الذى لم يتم إلا بفداء المسيح.. لذلك
صار علاج الخطيئة. فى العهد القديم متجهاً بالأكثر نحو البعد الخارجى
(خطيئة الجسد).. من هنا جاء الناموس (الشريعة) حاملاً أوامر ونواهى وفرائض
"لا تقتل، لاتزن، لا تسرق" (خر 13:20-17).. لكن الناموس لم يكن علاجاً
جذرياً للخطيئة، بل كان يكشف عن الخطيئة ويعرف بها الإنسان (رو 20:3) ويطلب
منه أن يمتنع عنها، لكن لم يعطه القدرة على التحرر الداخلى من عبوديتها
(رو 11:7).
- The_lover! ஜ .¸¸ ﬗm عضو فضىmﬗ ¸¸. ஜ
عدد المساهمات : 1418
نقاط : 56181
النشاط : 1004
العمر : 34
رد: موضوعات شبابيه هامه - الفرح المسيحي
الجمعة يوليو 30, 2010 12:54 pm
انتظرو الفيديوهات للبرنامج نيافة الحبر الجليل الآبنا موسى " برنامج شباب على طول "
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى